قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن الأديان دعت وخاصة الإسلام إلى العفاف وهو أمر يحدث اختلافاً بين المتدينين وغير المتدينين ، ومن شدة الاتفاق عليها بين أهل الأديان لم يكن أبدًا عبر العصور وحتى في عصرنا الحاضر محلاً للاجتهاد بل كان محلا للاتفاق سواء أقام الشخص به في نفسه أم لم يقم ، فإن الجميع يعلمون أن العفاف بكل جوانبه مأمور به على لسان الأنبياء . وتابع مفتي الجمهورية السابق في تدوينه له اليوم الأحد على صفحته الشخصية : أن من العفاف أنه أمر بعدم الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية إلا بطريقة آمنة والمقصود بالخلوة هنا المكان الخاص وليس المكان العام ، ومعيار الخصوصية والعمومية هو وجوب الاستئذان من أجل النظر من عدمه ، فالمكان الذي يجب علينا أن نستأذن للنظر إلى داخله ولا يجوز أن ندخله إلا بعد الاستئذان فهو مكان خاص ، والمكان الذي لا يحتاج إلى استئذان كالطريق ووسائل النقل العامة والمساجد والمحلات العامة فهو مكان عام ، ولا يسمى انفراد الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل فيه خلوة ، والنبي ﷺ يقول: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ » (الترمذي). وأضاف مفتي الجمهورية السابق : فالنبي ﷺ أمر بالعفاف في الكلام فنبه معاذاً فقال: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» (الترمذي في سننه) ، وربنا يقول في سورة النساء: (لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ) ، ولكنه بعدها حث على العفو فقال: (إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًا قَدِيرًا) صدق الله العظيم .