أثارت تصريحات المستشار طارق البشرى اليوم العديد من التساؤلات خاصة فيما يخص إعلانه عن ضرورة اجراء انتخابات مجلس الشورى قبل وضع الدستور و انتخابات الرئاسة ، وذلك رغم رفض العديد من القوى الوطنية لهذه الفكرة و مطالبة الجميع بضرورة وضع الدستور و تسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب فى أسرع وقت ممكن . و قد توجهنا بالسؤال عن ما إذا كان هناك ضرورة لإجراء انتخابات مجلس الشورى قبل انتخابات الرئاسة للفقيه الدستورى إبراهيم درويش . هل هناك ضرورة لما أعلنه المستشار طارق البشرى اليوم لإجراء انتخابات مجلس الشورى قبل وضع الدستور و انتخابات الرئاسة ؟ واضح ان طارق البشرى " مخه ضرب خلاص " بدليل ان كل " العك " اللى احنا عايشين فيه من يوم تكليفه بإجراء التعديلات الدستورية فى 14 فبراير هو السبب فيه ، والحقيقة ان تعديلاته عقدت الدنيا أكثر مما كانت هو و صبحى صالح عضو جماعة الإخوان الذى كان مكلفا معه بإجراء تلك التعديلات . و ما هو الخطأ فى تلك التعديلات من وجهة نظرك ؟ الحكاية كلها غلط فى غلط من بدايتها فكيف يمكننى ان أجرى انتخابات مجلس شعب و شورى قبل وضع الدستور الذى يعد البناء الأساسى و الهندسى لأى نظام سياسى ، ثم ان تلك التعديلات التى وضعها البشرى تتضمن الإبقاء على مجلس الشورى بالرغم من انه يعلم جيدا ان هذا المجلس ليس له اى ضرورة فى مصر فقد أسسه السادات عام على حد تعبيره ليكون مجلسا لعائلة ميت ابو الكوم و قال عنه " انا عايز مصطبه " لذلك فمجلس الشورى لا يمارس أى نشاط تشريعى و نحن اصلا ليس فى حاجة له لأن مصر دولة بسيطة يكفيها مجلس الشعب فقط ، اما الدول التى تحتاج مجلس مثل الشورى هى تلك الدول المركبة و المكونة من مجموعة كبيرة من الولايات مثل أمريكا و التى تعد أول دولة فى العالم أخذت بهذا النظام ، و المفاجأة ان هذا المجلس الذى لا توجد أى ضرورة له يكلف الدولة أكثر من 400 مليون جنيه ألم يكن من الأفضل ان تذهب هذه الملايين لسكان العشوائيات او القبور الذين يمثلون وصمة عار فى جبين مصر . إذا كان الأمر كذلك فلماذا أصر المستشار طارق البشرى على الإبقاء عليه ؟ بجملة العك .. فالبشرى كل يوم يخرج علينا به كل يوم فنحن كنا فى أمس الحاجة للتخلص من هذا المجلس الذى لا توجد اى فائدة منه و كان يكفينا ان تنتخب لجنة تأسيسية لوضع الدستور ثم إجراء انتخابات الرئاسة . هل ترى ان هناك اسما من المرشحين لرئاسة الجمهورية الأن يصلح لتولى تلك المسئولية ؟ ابدا فكل الأسماء المرشحة لا تصلح و الزمن سيثبت ذلك و انا صرحت للمجلس العسكرى انه إذا وصل الإخوان للحكم يبقى البلد راحت فى داهية فهم يقسمون علينا مثل فرقة حسب الله و كل يوم يخرجون بكلام شكل و هذا أكبر دليل على انهم لا عهد و لا وعد لهم فهل يعقل ان يقول مرشد الإخوان ان موقعه أقوى بكثير من موقع رئيس الجمهورية . و ما السبب فى كل هذا اللغط ؟ تخبط المجلس العسكرى نتيجة المستشارين الذين التفوا حوله و على رأسهم طارق البشرى و للأسف ان هذا التخبط جاء فى أخطر مرحلة تمر مصر بها فى تاريخها كله .