مفاجأة .. الفراعنة استخدموا "العلاج الضوئى" للشفاء من الأورام الخبيثة! أقدم حالة إصابة معروفة بمرض السرطان ظهرت فى هياكل مومياوات بمقبرة فرعونية بأسوان يعتبر السرطان مرض العصر الحديث الذى بات يؤرق العالم كلة ، ولكن مؤخراً بدأت تطرح عدة تساؤلات حول إصابة المصريين القدماء بالسرطان، وهل وجدوا له علاجا؟! ومن أشهر الملوك والملكات الذين أصيبوا بالسرطان؟!، وفى رحلة بحثية بين الكتب والأبحاث العلمية يأخذنا بسام الشماع عضو الجمعية التاريخية واتحاد الكتاب المصرى للغوص فى عالم السرطان عند الفراعنة.
وقد خرج علينا خبر مؤخرا يؤكد ان العلماء اكتشفوا أقدم حالة إصابة معروفة بمرض السرطان في هياكل مومياوات بمقبرة فرعونية متواجدة في "قبة الهواء" بأسوان وقد تم إجراء أشعة مقطعية على اثنتين من المومياوات "لغلام وفتاة" ليكتشف إصابتهما بسرطان الثدي والنخاع الشوكى، وقد أكد الباحثون فى جامعة جين الإسبانية ومستشفى كامبوس دي لا سالود أن الفتاة توفيت بسرطان الثدي قبل الميلاد بنحو 2000سنة بينما توفي الغلام بسرطان النخاع الشوكي المتعدد وهو نوع من سرطان نخاع العظام بعدها بنحو 200 سنة وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف آثار للسرطان في مومياوات وأظهرت الأبحاث أن "الفتى والفتاة" كانا من الأُسر الثرية في مصر وقد تم توفير كل الموارد اللازمة لدعمهما خلال فترة مرضهم في زمن لم يكن قد اكتشف فيه علاج السرطان. وقد توجهنا بالعديد من الاسئلة للباحث بسام الشماع عضو الجمعية التاريخية حول السرطان عند قدماء المصريين قال انه جاء فى كتاب الطب المصرى القديم للبروفيسر "جون إف نن" وهو استاذ التخدير فى بريطانيا جمع بين التخصص فى الطب وبين علم المصريات واللغات القديمة ويعتبر كتابه من أفضل خمسة كتب فى هذا المجال ، ويوضح المؤلف أسباب ميلاد الطب كعلم فى مصر القديمة هو ان الاستقرار الذى ساعد المصريين على التقدم العلمى وعلى الاحتفاظ بمستوى حضارى عال اضافة لاختراعهم المبكر للكتابة وإليهم يرجع الفضل فى تدوين العلوم الطبية ولكن يبقى اهم اسباب هذا التقدم وهو نظام الادارة المحكم وموهبة الاختراع لدى المصريين القدماء بجانب مهاراتهم التقنية التطبيقية جعلت لهم الريادة فى عالم الطب القديم وقد جاء فى كتابه ان معدل الاصابة بمرض السرطان يزداد مع تقدم العمر لذلك فهو نسبته قليلة فى المجتمعات ذات العمر المنخفض كالمصريين القدماء بدليل الملك أحمس الذي مات وعمره 35 عاماً مما يعطينا مؤشر أعمار المصريين القدماء لم تكن كبيرة، كما أن المواد المسرطنة التى تنبعث نتيجة النشاط الانسانى غير الرشيد كانت أقل كثيرا قبل بداية عصرالتصنيع وبالرغم من ان هناك انواعا من السرطان تصل الى احجام كبيرة قبل الوفاة اذا لم يتم علاجها كما هو الحال عند المصريين القدماء فإن الحالات السرطانية التى تم العثور عليها كانت نادرة للغاية. ويضيف البروفسور "نن " فى كتابه الطب فى مصر القديمة أن لأورام العظام دلالة كبيرة عند الأثريين فقد ينشأ الورم فى العظام أو تكون إصابته ثانوية عن طريق الدم من السرطان فى مكان اخر من الجسم كما يمكن ان تمتد الاورام الى العظام من ورم سرطانى قريب منها وفى كل الاحوال تظل أثار الورم فى العظام لفترات طويلة لذلك كان من الغريب عدم التوصل الى أى حالة من الاصابات السرطانية فى عظام الجثامين قبل بناء سد أسوان الاول. وقد ظهرت حديثا بعض التقارير المتفرقة عن أورام أماط عنها "جليونجى " اللثام فى مؤتمر ناقش الاورام فى الاثار القديمة عام 1986وكذلك فى عام 1950 تم الوصول الى حالتى ورم حميد أصاب الأغشية السحائية للمخ وترك أثاره على شكل زيادة فى عظام الجمجمة وتنتمى الحالتان الى الأسرتين العشرين والحادية والعشريين كما توصل الى حالة ورم غضروفى عظمى فى عظمة الفخذ من الاسرة الخامسة فى الجيزة وكذلك ورم نشأ فى البلعوم الأنفى وترك أثاره على هيئة تآكل فى الجمجمة هذه هى الامثلة التى تم تسجيلها وقد وصفها جليونجى بأنها الحصاد الهزيل.
السرطان فى البرديات الطبية ويضيف بسام الشماع عضو الجمعية التاريخية ان شواهد مرض السرطان جاءت فى البرديات الطبية مثل بردية "ايبرز " ورغم ان الصلوات والتعاويذ فى البردية لا تتجاوز الاثنى عشر بين 877 فقرة ويمكن تقسيم الباقى الى "فارماكوبيا" شاملة لأمراض البطن والجلد والعين والنساء والاطراف والجروح والحروق ثم القلب والاوعية حيث تعتبر أقدم مؤلفين يتناولان الحياة والمرض ووظائف الاعضاء بطريقة واقعية خالية من التاملات الفلسفية اوالروحانية او اساطير الالهة ويختتم فيها بباب مطول عن الاورام . وقد وردت فى تلك البردية فقرات جديرة بالاعجاب مثلا وصف ينطبق على الذبحة الصدرية او انسداد الشريان التاجى وايضا تضم البردية مجموعة من اوصاف الاورام والسمات الاكلينيكة التى تميز انواعها المختلفة من اورام دهنية وفتق وتمدد شريانى واكياس وخراريج وغيرها. ويضيف المؤرخ بسام الشماع عضو الجمعية التاريخية انه كما جاء فى كتاب البروفسير "نن " وفى كتاب نبيل عبيد عن الحياة فى مصر القديمة ان كلمة " تآكل" كما يراها أحد الباحثين وهو "إيبيل" تشير الى السرطان فى حين تتحفظ الموسوعة الالمانية و"غليونجى" على هذه الترجمة غير اننا لانستطيع ان ننكر ان كلمة تآكل تعبر بشكل جيد عن السرطان المتقدم الذى يهاجم الانسجة ويدمرها ولم نكتف بحديث بسام الشماع عضو الجمعية التاريخية خاصة بعد تأكيد الدكتور زاهى حواس أن الملكة حتشبسوت ماتت بعد اصابتها بمرض السرطان ولم تمت مقتولة وماتت وعمرها 55 عاما وتعانى السمنة وقد قمنا بالبحث داخل أروقة التاريخ التى تملؤها المعجزات الكثيرة للفراعنة الطبية وتقدمهم فى شتى العلوم, ورغم ما توصل إليه العلم الحديث من تقدم علمى وتكنولوجى إلا أنه لا يزال عاجزا عن تفسير العديد من أسرار القدماء المصريين وعلمهم ومعجزاتهم ومازالت هذه الأسرار الدفينة محل اهتمام وبحث علماء العالم كله علاج السرطان بالمشرط والعلاج الضوئي فقد كان المصرى القديم يتميز بالبحث والاطلاع فى المجال الطبى وقد عرف الكثير من الأمراض وطرق علاجها والوقاية منها وكان الأطباء الفراعنة يدونون ملاحظاتهم عن المرض بشكل علمى وقد تم تسجيل ذلك على جدران المعابد وأوراق البردى، واعتبر المصرى القديم أن الطبيب أمحوتب وزير الملك زوسر هو إله الشفاء ويعتقد أنه كان كاتب برديّة "أدوين سميث" التى تعتبر أقدم المخطوطات الطبيّة التى شملت العديد من الأمراض وطرق علاجها فقد استطاع المصرى القديم التقدم فى مجال التخدير بعمل ذلك من خلال مواد بدائية بسيطة فكانت عبارة عن خليط من مسحوق الرخام مضافا إليه الخل ثم يقوم الطبيب بعمل العمليات كتفريغ الخراريج أو غير ذلك وقد ورد ذلك فى بردية ابيرس وكان يتم ذلك باستخدام الآلات الجراحية والتى عثر عليها فى المقابر الفرعونية كالمشرط وآلات معوجة، وكذلك الخيوط والجفت فى عمليات خياطة الجروح، وقد رجح علماء الآثار أن تكون عمليات التخدير على المنطقة المراد القيام بعمل عملية بها فقط .لأنه لوحظ على جدران المعابد فتح أعين المرضى أثناء إجراء عملية أو جراحة فى جسده مما يعنى أنهم اكتشفوا التخدير الموضعى إن الفراعنة كانوا أول من استخدموا الآلات الجراحية فى علاج بعض الأورام كسرطان الثدى الذى عرفه أيضا الفراعنة واستطاعوا التفرقة بين الورم الحميد والخبيث أوإذا كان المرض غير قابل للعلاج وكانت إحدى طرق العلاج عند الفراعنة باستخدام الكى كما لخصوا أن هذا المرض غير قابل للعلاج ويقال : إن الفراعنة أول من استخدم اسلوب العلاج الضوئى لبعض الامراض الجلدية واعتمدوا على الشمس فيها حيث كان بمثابة العلاج الضوئى للأورام والسرطان.