خوف الأهل من سفر البنت بمفردها منطقي..ولكنها تستطيع إقناعهم بالتخطيط الجيد الإقامة في بيوت الشباب توفر نفقات كثيرة..و couchsurving يعرفنا على ثقافة الشعب السفر لا يتكلف كثيرا.. هناك شاب زاروا 109 دول بجواز سفر مصري الكثير منا يراوده حلم السفر للخارج.. إما للعمل أو للترفيه أو للاستمتاع بثقافات الدول الأخرى.. ولكن عددا محدودا ينجح في تحقيق هذا الحلم.. والسبب خوف الكثيرين من هذه الخطوة.. والاعتقاد بأن هناك مخاطر ستواجههم بالخارج.. وأن السفر يحتاج لأموال كثيرة.. وأن اللغة عائق كبير.. ولكن في الحقيقة كل ذلك مبررات واهية أو"أساطير".. وهذا ما جعل الكاتبة شيرين عادل تقدم كتابها "أساطير السفر السبعة".. والتي تسرد من خلاله تجاربها مع السفر إلى كثير من دول العالم.. وتقدم لكل من يريد السفر دليلا شاملا للتخطيط للسفر بدون خوف.. وتحدثنا عن هذا الكتاب في الحوار التالي.. في البداية كيف فكرت في فكرة الكتاب؟ الحقيقة أني سافرت لعدة دول حول العالم، منها فرنسا والمجر والنمسا والتشيك وسلوفاكيا وهولندا والهند وإيطاليا وسويسرا وجورجيا وبلاد الشام وغيرها، وكنت أدون مذكراتي عن كل دولة أزورها لأول مرة عبر مدونتي الخاصة، ثم نصحني أصدقائي بطبع هذه الملاحظات في كتب تساعد من يفكر في السفر لهذه الدول علي اختصار وقته، عبر دليل سريع أقدمه لكل ما يهم الزائر المصري لهذه الدول من واقع التجربة، فقدمت كتاب "الأولة باريس"، و"الفيروزية" عن بلاد الشام و"هوستيل" عن كل مميزات تجربة الإقامة في هوستيل، وفي كل مرة كانت تأتيني أسئلة من الشباب على جروب traveler experience، وأنهم يريدون السفر ولكن لا يعرفون أين نقطة البداية، فقررت أن أركز علي المحاور الأكثر شيوعا أو الأساطير التي تعيق الشباب عشاق السفر عن تحقيق حلمهم، وفندتها من واقع خبرة السفر بمعلومات تؤكد أن تخيلاتهم غير واقعية، وحاولت من خلالها أن يصبح الكتاب دليلا باللغة العربية يخدم المسافر لأي دولة في العالم على غرار "lonely planet" الإنجليزي. المال والخوف من المجهول من أكثر العوائق التي تعيق الشباب عن السفر.. فلماذا لم تضعيهم ضمن الأساطير؟ المال يدخل في كل شيء، وهدفي من الكتاب أن أقدم بدائل ومقترحات عدة لتوفير نفقات كل بند في السفر، بدءا من توقيتات حجز تذاكر السفر، ومرورا ببرنامج الزيارة كتكلفة الإقامة وأنواع المواصلات المختلفة وتذاكر المناطق السياحية والأثرية والمطاعم، فالسفر يحتاج مال بالفعل، ولكن ليس كما يتخيل البعض، أما الخوف فهو إحساس غريزي يشعر به الإنسان مع كل تجربة جديدة أو خطوة يخطوها، وأهم شيء لتفنيد هذا الخوف من السفر هو التخطيط الجيد والتعامل مع كل خطوة تخطوها في السفر بالورق. في فصل السلامة تتحدثين عن"سفر البنات".. فحدثينا عن تجربتك الشخصية لإقناع أسرتك. والدي هو صاحب الفضل في حبي للسفر، وكان يصطحبني في سفرياته داخل مصر، وبعد تخرجي من كلية الهندسة سافرت إلى فرنسا لمدة أسبوع، أثناء تحضيري للماجستير في إدارة الأعمال، وكنت على تواصل دائم بأهلي في كل خطوة أقوم بها، وخوف الأهل له سبب منطقي، وهو تخيلهم أن بنتهم عالمها محدود وسترتبك حين تكون في مكان غريب، خاصة إذا صادفها موقف ما، ولذلك اقترح أن يبدأ الأمر تدريجيا، فتتولى البنت مسئولية التخطيط لسفرية لأفراد أسرتها بالكامل لمدة محددة، وتصبح هي صاحبة القرار والميزانية، وحين تقرر السفر للخارج تعد خطة مكتوبة بكل التفاصيل والتوقيتات والمصاريف ومكان الإقامة وغيره، حتى يطمئن أهلها، كما أن التليفونات والانترنت سهلوا التواصل المباشر مع أي شخص في أي مكان بالعالم. وهل السفر لأول مرة أفضل أن يكون مع مجموعة من الأصدقاء أو الشخص بمفرده؟ الحقيقة أن لكل منهم ميزة وعيب، فلو سافرت مع شخص أو أشخاص فهذا سيوفر في نفقات الإقامة والمواصلات، ولكنك قد تكتفي بصحبتهم، وهذا يحول دون الاستفادة بميزة التعرف علي أصدقاء جدد، لأن التجربة تفرض عليك أن تحتك بأشخاص من جنسيات وثقافات مختلفة وقد تصبحوا أصدقاء. وهل استغرق تحضير الكتاب الكثير من الوقت؟ بالفعل استغرق حوالي عامين ونصف العام من البحث، حتى أقدم معلومة موثقة عن الأساطير السبعة "التخطيط، المواصلات، الإقامة، التأشيرة ،اللغة، الأكل، السلامة"، وكيفية التعامل مع كل منهم حتى تحقق سفرية ناجحة. وماذا عن التخطيط للسفر لأول مرة؟ التخطيط في كل شيء أساس النجاح، ولا يتطلب من الشخص سوى مجهود البحث على الانترنت، فأنا أخطط لرحلاتي قبل 3 أشهر من السفر، ولا أستعين سوى بالانترنت، المهم أن يضع المسافر في كل مرة خطة عامة، وأهم جزء فيها هو تحديد أين يسافر ولماذا، فالترفيه أيضا لابد له من تنظيم، حتى لا يهدر الوقت والمال، ولازم يكون هناك خطة يومية محددة بالتوقيتات المرتبطة بأهداف الزيارة، بدءا من الوصول إلى المطار، وهناك تطبيقات الهواتف التي تساعد على تنظيم الرحلات وتمدنا بتقييمات المسافرين لكل مكان زاروه من قبل، وأفضل مقترحات لأماكن الزيارة والخدمات والأسعار والصور الخاصة بأماكن الإقامة والأكل والمواصلات من خلال تجربتهم. وماذا عن تصنيف المسافرين للترفيه والذي قدمته في الكتاب؟ هناك مسافر مثقف أو فنان أو محب للأكل، أو مغامر، أو محب للاسترخاء، أو محب للأماكن الترفيهية، أو محب للاحتفالات والسهرات، أو مستكشف، أو هاو للتسوق، فلكل منهم حددت الدول التي توافق اهتماماتهم لمساعدتهم في الإجابة على تحديد وجهاتهم. وما هو أفضل مكان للإقامة به؟ قدمت كتابا كاملا عن تجربة الإقامة في"الهوستيل" أو بيوت الشباب، لتوفير النفقات، وهي إقامة عملية وجربتها كثيرا، وكل ما تتكلفه هو نفقة سرير للنوم، وهناك إقامة الB&B أو بيت الضيافة، واستئجار شقق صغيرة، وتبادل المنازل، والتخييم، وcouchsurfing وهي من ألطف طرق الإقامة التي استمتعت بها، لأنها عرفتني على ثقافة الشعب من خلال إقامة كاملة مع أحد أفراده، وهذا يتحقق أيضا في بيوت الشباب، ويكون هناك تبادل خبرات عن السفر، ولكن في couchsurving تتعامل عن قرب مع السكان الأصليين للدولة، وتعرف درجة إنسانيهم في التعامل، ويحدثونك عن ثقافة البلد وعاداتهم، وأبرز مشاكلهم، وأهم مميزاتهم، ويقومون بمشاركتنا في طهي أكلاتهم المحلية. اللغة أيضا عائق للكثيرين من السفر.. فكيف شرحت التغلب على ذلك؟ الشخص يسافر بهدف الاستمتاع والمشاهدة، فليس المطلوب منه أن يحضر بحث أكاديمي في لغة الدولة التي يسافر إليها، وكل ما يهمه الإلمام ببعض الكلمات الأساسية الخاصة بالسؤال عن الأماكن والأسعار والتحية، ويمكن لأي شخص تحميل أو شراء كتيب صغير لمبتدئي اللغة، بالإضافة إلى استخدام لغة الجسد، فعليها 55 % من التواصل. وكيف تتعرفين على ثقافة الشعوب؟ أحب حينما أدخل دولة أتناول الأكلة الشعبية والمشروب الشعبي عندهم، وألاحظ طبيعتهم من خلال المال، فهناك شعوب كريمة وأخرى حريصة، وألاحظ ذوقياتهم في التعامل، وبالمناسبة السويسريون من ألطف وأكثر الشعوب ذوقا واحتراما في التعامل مع الآخر، بجانب أني أزور أماكنهم السياحية وأرصد احترامهم لمقدساتهم وأماكنهم الأثرية. هناك من يردد أن جواز السفر المصري يتم رفض حصوله على التأشيرات.. فما رأيك في ذلك؟ لم يصادفني ذلك، وقد قدمت نموذج" فادي حنا" الشاب الذي سافر 109 دول حول العالم بجواز سفر مصري، الحقيقة أن هناك بعض الدول لديها مبالغة أمنية في إجراءات استخراج التأشيرة على الجواز المصري، أغلبها دول أوروبا، ولكن هناك 25 % من دول العالم يمكنك دخولها بالجواز المصري وتحصل على تأشيراتها بمنتهي السهولة، وبعضها لا تحتاج تأشيرة، وبعضها تحصل عليه من خلال الانترنت، وهناك دول لديها "كوتة" في عدد الحاصلين على تأشيرتها سنويا، وبالتالي أحيانا يحدث رفض عليها، فدول قارات العالم كلها لا يمكن اختزالها في أوروبا وأمريكا الشمالية. وما الذي غيره السفر في شخصيتك؟ أصبحت أكثر مرونة واستيعابا واحتراما لكل من يختلف عني في أي شيء، وكونت من خلاله صداقات عديدة بأشخاص لهم أصول وثقافات وطرق تفكير مختلفة عني كثيرا، وهذا ساعدني في فهم أن الدنيا كبيرة جدا وليست محصورة في دائرة صغيرة هي دائرة أهلي أو أصدقائي وعملي أو حتى بلدي، فهناك عوالم أخرى على هذا الكوكب كنت لا أعرف عنها شيئا. وما أقرب الدول لك؟ سوريا فيها روح لا توجد في دولة أخري في العالم، وفرنسا أحببتها كثيرا وزرتها أكثر من مرة لهذا السبب. وما الذي تمنين القيام به؟ أحلم بالقيام قريبا برحلة كايرو كيب تاون بالدراجة البخارية، وهي جولة داخل القارة الإفريقية تبدأ من القاهرة، و قام بها 5 أفراد من جنسيات مختلفة في العالم.