شيرين وأيمان.. بنتان مصريتان ، يعشقان السفر ، قررا ان يصبحا رحالة يجوبا العالم شرقا وغربا ، أصرا ان يكون السفر جزءاً من حياتهما زارا اكثر من 30 دولة ، كسرا القيود وتمردا علي الواقع الذي يفرض علي الفتاة ألا تسافر بمفردها ، » لفوا » العالم وسافرا دولا بجميع قارات العالم ، عاشا مغامرات وتعرضا لمخاطر كثيرة ، السفر بالنسبة لهما كالماء لا يمكن الاستغناء عنه ، عاشا أياما وليالي بمفردهما خارج البلاد ، وفي الداخل قاما بمغامرة » خطيرة » لفوا » مصر بالموتوسيكل وقطعا مسافة من الاسكندرية حتي أسوان بالدراجة البخارية.. سنلقي الضوء علي مغامرات هاتين البطلتين في السطور القادمة.. »كوتشي وكاميرا وخريطة وتليفون بخط دولي ».. هذه هي أهم الأدوات المصاحبة لهما في رحلاتهما بين بلاد العالم المختلفة.. ايمان الامير رحالة وكاتبة أدب رحلات حاصلة علي دكتوراه في نظم المعلومات من كلية حاسبات ومعلومات جامعة القاهرة، وتعمل استشارية نظم معلومات جغرافية، استطاعت أن تسافر اكثر من 30 دولة، لتشبع رغبتها في السفر والترحال، كما انها ألفت ثلاثة كتب عن السفر والترحال هي »في رحلة الحياة»، »يا مسافر وحدك» و»السفر والترحال»، وقامت بتأسيس رابطة الرحالة المصريين والتي تضم مجموعة من الرحالة وخبراء السفر وكتاب الرحلات. ايمان التي بدأ شغفها بالسفر منذ نعومة اظافرها ، وبدأت تعشق ادب الرحلات وهي لم تتجاوز العاشرة من عمرها تقول ان هدفها من السفر والترحال هو فرصة للتعرف علي شيء جديد في نفسي في كل مرة بالإضافة لفضولها لرؤية أماكن جديدة والاستمتاع بالتجول والاكتشاف ومعرفة معلومة علي الأقل عن كل مكان تزوره، وبعدما بدأت تسافر بمفردها أصبحت أجرأ كثيرا وتري المشاكل التي تقابلنها أبسط من ذي قبل. وتتذكر ايمان المغامرة بالرحلة الأولي وتقول : الرحلة الأولي كانت بمثابة النافذة التي فُتحت علي عالم غير بلدي، وثقافات مختلفة غير ثقافتها، وأهم ما في الأمر انها دفعتني لإعادة اكتشاف نفسي، اكتشفت الكثير من الأشياء، أولها أن السفر سهل وليس بالصعوبة التي يتخيلها البعض، السفر مُتاح للجميع وبتكاليف قليلة... وبعد الرحلة الأولي أصبح السفر هو الشاغل الاول لايمان وبدأت تدخر الأموال فقط لكي تسافر، وتري العالم، وبعد فترة أصبح في جعبتها الكثير من الحكايات لتحكيها عن مغامراتها في السفر، والكثير من الخبرة لأشياء قد تبدو بسيطة للوهلة الأولي علي سبيل المثال »كيف تحجز تذكرة؟.. كيف تسافر لأكثر من دولة في رحلة واحدة ؟. ايمان التي زارت اكثر من 150 مدينة علي مستوي العالم تقول ان أكثر الانتقادات التي وُجهت إليها كانت أنها تُبدد أموالها في شيء لا فائدة منه.. لكن بعد كل هذه التجربة تقول: »السفر هو الحاجة الوحيدة اللي تصرف عليها وتخليك غني»، واكتشفت أن »الانجليزي» لم يكون كافيًا أثناء سفرها، فلجأت إلي القواميس الاونلاين، وتحكي أنَّ الحجاب لم يكن عائقًا أبدًا أمام سفرها، وكانت أيضًا محظوظة بأن أهلها قاموا بتشجعيها علي السفر.. اما شيرين عادل فقد زارت أكثر من 13 دولة في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، ولم تكتف بذلك فقط بل انها قامت بجولة داخل مصر ، من الاسكندرية إلي اسوان ، بالموتويكسل ، وقطعت اكثر من 2000 كيلو متر بمفردها بالدراجة البخارية ، لتصبح اول سيدة مصرية تسافر حول مصر بواسطة دراجة نارية.. وتقول عن مغامرتها انها لم تخف من اي شئ ، وانها اصرت ان تتحدي كل الصعاب ، وانها كانت تستريح اثناء الليل وتقيم في احدي المدن الواقعة علي الطريق ، وتسأنف الرحلة في صباح اليوم الثاني ، وتحكي ان اكثر شئ ارهقها في هذه الرحلة ، هو انها قطعت مسافة 750 كيلو حتي مرسي مطروح دون ان تستريح.. شيرين كاتبة في ادب الرحلات وصدر لها ثلاثة كتب هي »الاولة باريس» و»الفيروزية» مؤخرا كتاب »هوستيل» الذي تصدر قائمة اكثر الكتب مبيعا في 2016، وهي عضو في رابطة الرحالة المصريين وتقوم بنشاطات ثقافية متعددة تتعلق بالسفر والترحال والحضارات المختلفة... وتقول : أتمني أن يكون هناك اهتمام بأدب الرحلات في الفترة القادمة، وأن يكون هناك بعثات للخارج للتبادل الثقافات ونقل صور صحيحة عن الدول الاخري، لاعداد مراجع جديد بدلا من القديمة التي تعاني من نقص المعلومات وصعوبة الاسلوب مشيرة إلي انه علي الرغم من وجود السوشيال ميديا والوسائل التكنولوجية الحديثة إلا أنني أري بأنه حتي الآن هناك رهبة لدي الشباب في اتخاذ خطوة للسفر واكتشاف العالم بالرغم من ان السفر الآن حيث أصبح أكثر سهولة حيث يمكنك التجول حول العالم بأرخص الأسعار وليس من الضروري النزول في أغلي الفنادق أو تناول أشهي المأكولات ولكن يكفي الاستمتاع وخوض تجربة السفر نفسها. وعن مشاركتها في تكوين رابطة الرحالة المصريين ، تقول ان الهدف من الرابطة هو نشر ثقافة السفر والترحال بين الشباب المصري والعربي ، وتغيير المفاهيم الخاطئة عن السفر مثل أنه رفاهية أو أنه مقتصر علي فئة معينة من المجتمع ، ونشر ثقافة التكيف وتقبل الآخر والتواصل مع الشعوب الاخري ، والمشاركة في دعم السياحة الداخلية ودعم تنمية القطاع السياحي في كافة الأقطار المصرية ، وإقامة ندوات توعية في مختلف محافظات مصر لشرح كيفية القضاء علي الظواهر السلبية التي تضر السياحة المصرية ، والتعريف بأماكن في مصر خارج الخريطة السياحية وتشجيع زيارتها كأفراد ومجموعات.