عمر السمرة ..مغامر يتسلق حواجز المستحيل يمثل عمر السمرة، الرحالة والمغامر ، جيل الثورة والتمرد، فقد أبي السمرة أن يصبح مغامرا عاديا و قرر أن يلمس بيده السحاب، يعبر حواجز المستحيل ويحقق انجازات وأرقاما جديدة. يبدو عمر، في حالة تحد مستمر لضعف الروح والجسد. فهو يعتقد دائما أن المغامرة هي التي تخرج الشخص من بين قضبان الحياة العادية وسجن الخوف. فلم يكتف أن يكون أول عربي تطأ قدما قمة إفرست، لكن الفضاء اليوم يبدو بالنسبة له أكثر رحابة. و بعد عودته من الرحلة الفضائية، سيخوض بنفس روح التحدي تجربة جديدة بين صقيع القطبين اللذين لم يصل اليها وافرست سوى 35 من الرحالة علي مدى التاريخ البشرى. حالة من الثورة والتحدي تصبغ حياته اليومية التي أصبحت بدورها سلسلة من الارتحال. فمع أجندة مشحونة لابد دائما من مناطحة النفس و استنفار الطاقات الدفينة وهو يقول «أعمل لمدة 12 ساعة في اليوم ما بين عملي والتجهيز للرحلات والتدريبات الخاصة باللياقة والتسلق فضلا على مشاركتى فى العمل الأهلي في مؤسسة خيرية تحمل اسم زوجتى التي رحلت منذ شهور قليلة.» فطبيعة المغامر الثائر تلزم السمرة كظله. وهو يخوض اليوم تجارب بالغة الصعوبة في استعداده للذهاب نحو القطب الجنوبي «هناك خصوصية لكل رحلة. فأنا عندما أستعد في الفترة المقبلة كي أصل للقطب الجنوبي يجب أن أتدرب علي أن أسير ساحبا ورائي مزلاجا يزن 100 كجم يحمل معداتي و طعامي لفترة طويلة قد تصل لأكثر من عشر ساعات في اليوم.» يخوض عمر أيضا تدريبات نفسية بشكل دوري و أخرى لتحمل نقص الأكسيجين عندما يرتفع عن سطح الأرض لأكثر من 7000 متر . لكنه مع تعدد الأسفار، بدأت الطبيعة تصغي ازاء روح التحدي. إذ بدأ بدوره يكتسب مهارات بدنية جديدة تمكنه من الصمود أمام الجليد وقيظ الحرارة. وبين هذا الزخم الهائل من التناقضات والتباينات في تفاصيل المكان تتلون بدورها مفردات الزمان. فقد اختلفت أولويات المغامر عقب وصوله لجبل إفرست بعد أن تعدى أحد حواجز الحلم. لملم أغراضه و عاد لمصر كي يبث رسالة التمسك بالحلم لدى الشباب. «أتجول بين مختلف المحافظات لأعطي محاضرات في مراكز الشباب و المنتديات الثقافية والمدارس لأبث تلك الثقافة وأنشر روح المغامرة بين الشباب المصري لا سيما عقب الثورة.» لكن المغامر الثائر لا ينطلق في رحلاته بروح التحدي فقط، لكنه لا يترك اللجام لروح المغامرة كي تقود خطاه. فهو يطلع علي كل تفاصيل الرحلة قبل الإقدام عليها. وهو يعتبر أسفاره المختلفة مشروعات يعكف علي دراساتها من كل الجوانب التقنية والمادية والفنية قبل الرحيل. يستنفر عمر طاقاته لا قصي درجة كي يستفيد من كل ثانية في الأربع والعشرين ساعة من أجل التزود بمعلومات عن الطبيعة الجغرافية والطبوغرافية وأحوال الطقس والمناخ فضلا عن ثقافة الشعوب المختلفة حيث يرتحل بين ما يجود به موقع جوجل ايرث علي شبكة المعلومات الدولية و المراجع و الكتب بالإضافة للمصادر الحية عبر موقع التواصل الاجتماعي. و لأن لكل منطقة خصوصيتها، فلكل رحلة حقيبتها التي قد تصل في بعض الأحيان لأكثر من 150 غرضا يتم دراسة جدوى حمله بشكل دقيق. هذا العشق للطبيعة هو الذى يدفعه دائما لتحدى الذات وهو ما جعل ايضا السمرة يتمرد علي العمل في أبراج البنوك العاجية -التي تتماشي و طبيعة دراسته لإدارة الأعمال في لندن- كي يحزم أمتعته ليحضر للقاهرة مغيرا دفة الحياة الوظيفية. فقد افتتح شركة من اجل اسفار المغامرات. وهو اليوم يطير بين القاهرة و دبي كي يرسى دعائم الفكرة هناك أيضا. لكن التجوال عبر المكان و الزمان لم يعد الشكل الوحيد للترحال في نفس المغامر. فهو يتدرب اليوم أيضا علي التنقل بين حالة الحزن بسبب فقدان شريكة الحياة و الرغبة في التعايش بعد أن تركت له صغيرته ذات الثمانية أشهر التي يخصص لها يوم العطلة الاسبوعية، إذ يعتقد السمرة أنه سيورثها بدوره حب الطبيعة. و اذا كان الترحال و روح التحدي هما أهم ما يلون الحياة اليومية لعمر، يعتقد الرحالة العنيد أن هناك عقبات كثيرة تواجهه في مجال استئناف أسفاره التي سيدونها التاريخ، علي حد تعبيره. « فنقص الإمكانيات و عدم وجود مؤسسات في مصر تتبني و تمول رحلات المغامرات علي غرار ما يحدث في الخارج هو من أصعب ما يواجه المغامرين في مصر الذين تتعثر خطاهم بسبب نقص السيولة. فالمغامر يتحمل أعباء رحلته علي نفقته الشخصية. ربما قد تعاونه بعض الشركات في مرحلة من مراحل المشروع لكنها لا تتحمل التكاليف بأسرها. فمشروعي للوصول للسبع قمم في قارات العالم المختلفة كان من الممكن ان يتم في ثلاث سنوات لكنه استغرق ست سنوات بسبب نقص التمويل.»
جلال شاتيلا.. وسنة أولي ترحال
ويستعد جلال شاتيلا، طالب، ذو عشرين عاما ليكون واحدا من أصغر المغامرين الذين يكملون دورة كاملة حول مصر علي دراجة لمسافة تصل إلى6000 كم. هدف أصبح يرسم ملامح حياة الرحالة الشاب والذى بدأ يخطط له منذ سنوات. فعندما كان تلميذا في مدرسة العائلة المقدسة، كانت رحلات الكشافة تلهب خياله و تشجع لديه روح الارتحال. بعد ذلك بدأت تجربة الرحيل بالدراجة تختمر في عقل و ذهن الرحالة الصغير. فقد قام بأول رحلة له علي متن دراجته للعين السخنة قاطعا مسافة 100 كم. «عقب ثورة يناير، عندما كان الجميع يتحدثون عن وجود بلطجية و لصوص يقطعون الطريق، كان ذلك هو أول محك كي أقتل الخوف بداخلي حتي لا أؤجل حلمي لحين استقرار الأوضاع» هكذا يمضي جلال الذى يدرس حاليا بإحدى الجامعات الخاصة. لكن مشروع المغامر يبدو كأنه يرسم اليوم ملامح حلمه بشكل جدى. فهو يسير بخطى ثابتة نحو تحديد الهدف. بل بدأ بالفعل يتدرج في مجال الارتحال كي يدرب نفسه علي هذا النمط المختلف من الحياة. و هو يسعي كطالب إلى أن يوفق ظروف دراسته و مشروعاته في السفر و التجوال. «لقد أصبح الربيع هو بالنسبة لي الوقت المناسب للخروج حتي يكون الجو معتدلا لا سيما إنني أبيت في العراء. من ناحية أخرى، فأنا أستفيد من عطلات عيد شم النسيم و عيد تحرير سيناء و عيد العمال حتي لا يفوتني الكثير في دراستي الجامعية أثناء رحلاتي» هكذا يمضي شاتيلا الذى قام برحلته الثانية إلي نويبع قاطعا مسافة 450 كم في الصحراء و ذلك قبل أن يدور حول الواحات في العام الماضي لمسافة 1650 كم في مدة وصلت لتسع عشر يوما. بإمكانيات بسيطة يسعي شاتيلا إلى أن ينمي قدراته علي تحمل مشاق الرحلة حتي لا يرهق أسرته بأعباء مادية ثقيلة «قبل قيامي بتلك الرحلات، أقوم بمران شبه يومي بالدراجة بين طرفي القاهرة الكبرى في السادس من أكتوبر والقاهرة» لكن شاتيلا يعتقد أن التجهيز للرحلة قد يستغرق بالنسبة له وقتا أكثر بكثير من الرحلة ذاتها. لذا فهو يخصص منتصف الليل، بعد انتهاء مهامه الطلابية كي يدرس كل تفاصيل المغامرة و يضع مجموعة من الخطط البديلة التي من الممكن اللجوء اليها في حالة حدوث مستجدات علي الطريق. لا ينسي شاتيلا الذى يحمل علي متن دراجته حمولة 15 كم (10 لترات من المياه، انبوبة بوتاجاز و المأكولات فضلا عن الخيمة و الفراش المحمول Sleeping bag) أن يأخذ معه قطع الشيكولاتة و البخور التي تعتبر متعته الرئيسية عندما يخلو لنفسه في الصحراء. «لا احمل معي كثيرا من الملابس، فقط ثلاثة تيشرتات حيث أستبدل اثنين كل يوم و اقوم بغسل الثالثه. كما أنني لا احمل كثير من الطعام فقط النودلز « يستفيد المغامر الصغير، شأن كثير من أبناء جيل التسعينات من ثورة التكنولوجيا في دفع دفة الرحيل. يقول « علي الطريق أتصل بشكل شبه يومي بأسرتي عبر الهاتف المحمول . اما في المناطق النائية التي لا تصل اليها شبكات المحمول، فيكون التواصل عبر فريق متخصص من الاصدقاء أتواصل معهم عبر أجهزة التتبع التي أحملها معي كظلي. إذ يكون هذا الفريق بمثابة همزة الوصل مع أسرتي. «هكذا يمضي الرحالة الشاب الذى يدون اخبار اسفاره عبر مدونة خاصة بعشاق المغامرة مؤكدا أنه رغم وجوده علي الطريق لكنه مازال يخطو خطواته الأولي في مجال الارتحال الذى تعلم منه خبرات قد لا يجدها يوما ما في أي كتاب.
عمر منصور.. وحقيبة ثرية لرحالة مخضرم
وبين عجلات الدراجة البخارية تدور رحي الحياة اليومية للمغامر عمر منصور الفردى. أربعة عقود من عمره قطعها في أسفار، ليكون أول مصرى و عربي يدور حول العالم بالموتوسيكل. من علي طرف القارة الأفريقية حيث تقع آخر يابسة، اعتاد عمر أن يبدأ رحلاته في أرجاء المعمورة. لكن القارة السوداء تبدو البقعة التي تستهويه أكثر. إذ أنه جاب دروبها لمدة ثلاثه مرات قاطعا مسافة 22 الف كيلومتر في فترة وصلت لستة أشهر. فلم يشعر قط و هو في خضم هذا الزخم البشرى بانفلات قرابة عقدين من عمره في ربوع الأرض. فهو ينام بالقرب من قبيلة المساى التي تقطن شرق القارة حيث يخرج الصبي عقب بلوغه لصيد حيوان مفترس كي يثبت أنه أصبح رجلا، ليصحو بجوار قبائل التيجراى باثيوبيا الذين يعتقدون أنهم اصحاب كل رؤوس الماشية التي توجد علي ظهر المعمورة. أما لدى قبائل السمبورة فقد واجه حالة النفور من كل شخص لغريب يرتاد القرية لانها تعتبرهم مصدرا لجلب الأمراض. من علي المركبة الصغيرة، تجول فردى بين تلك الوجوه ، يشاهد ويعايش ويدون علي موقع Egyptian biker blog spot تجاربه في مجال الترحال الذى اخذ الكثير من سنوات عمره. و إذا كان الفردى، يستعد اليوم لإطفاء عامه العشرين في الترحال عبر دروب الأرض، فهو يحتفل أيضا بقهره لكثير من المخاطر التي واجهها و أصقلت خبرته الميدانية. وما بين الرحلة و تلك التي تليها، يقطع الرحالة المخضرم رحلة أخرى للاستعداد لرحيل جديد. فتكلفة رحلة لا فريقيا تتكلف 20 الف دولار و تحتاج لتجهيزات تصل لقرابة خمس سنوات. لكن في أوقات الانتظار يسعي عمر، الذى ينتمي لقبيلة أولاد إلي استثمار حبه للسفر عبر تنظيم رحلات لخوض الصحراوات المصرية. « رغم أن الصحراء تمثل أكثر من 95% من مساحة مصر، الا ان نسبة المصريين الذين لديهم ثقافة الكامبينج لا تتعدى 1%. أريد إذن أن اواجه هذا التحدي لأنشر حب الطبيعة لدى الشعب المصري» هكذا يختتم الفردي حديثه.
أحمد الشهاوي.. الشهير ب «طرزان العرب»
أسعي لتأسيس المنظمة المصرية للسفر والمغامرة..... الرحالة أحمد الشهاوى، المعروف بطرزان العرب، يجهز حاليا لتأسيس المنظمة المصرية للسفر و المغامرة محاولا خلق جهة رسمية لتبني عاشقي الترحال. ولقد احتفل هذا العام علي بمرور عقدين من الزمان قضيتها في مجال الترحال بصفة خاصة في الغابات الاستوائية حيث قام خلال هذه الفترة بتسلق الأشجار و إستخدام سائر وسائل الموصلات البدائية و المبيت في اكواخ و قد دون كل هذه التجارب في كتاب « الرحالة و الغابة الصادر عن دار المعارف عام 2010 و الذى يعد بمثابة تجربة معايشة حية لكثير من القبائل الإستوائية مثل قبائل الفيداس والباتاك والمانجيان وبعض قبائل الهنود الحمر، التي كانت تعيش بشكل بدائي علي هامش المدنية الحديثة لا تعرف شيئا عن العالم الخارجي و ربما لم يكن هذا العالم يعرف عنها شيئا. ومن جانبه أوضح «قد قمت برصد الفروق التي طرأت علي التركيبة السكانية لتلك الغابات فمنذ عقدين من الزمان كان عدد القبائل التي تأكل لحوم البشر يصل لأربع بينما مع زحف معالم المدنية إلي تلك البقاع، لم تعد الأحراش تأوي سوى قبيلة واحدة. و قد واجهت أيضا مخاطركثيرة كادت أن تودى بحياتي فقد سقطت في شلال سومطرة منذ عدة أعوام و قد جرفني التيار لمسافة عشرات الأمتار كما أنني فقدت بصرى بشكل مؤقت خلال رحلة أخيرة في المحيط الهادى». ويتولي حاليا رئاسة الهيئة الدولية للرحالة و المغامرين The international Traveller and adventure association مقرها النمسا ولكنها بصدد تأسيس 80 دولة في العالم من بينهما مصر. وهي تسعي لتبني المغامرين وعاشقي السفر وتبادل الخبرات بينهما. نتطلع أيضا من خلال هذه المنظمة الى أن نعمل علي نقل ثقافات الشعوب و تقريب الفجوات بين الحضارات البشرية حتي نتمكن من خلق جسر لنقل المعرفة و خبرات السفر بين الشعوب. تضم الهيئة حتي الآن 18 عضوا من بينهم اربعة مصريين و يتم تقسيمهم لثلاثة مستويات طبقا لخبراتهم و عدد السنوات التي قضوها في التجوال بين ربوع المعمورة شريطة أن تتسم رحلاتهم بالمغامرة، الاستكشاف و سبر أغوار مناطق مجهولة.و لأن حياة هؤلاء المغامرين كثيرا ما تتعرض للمخاطر تسعي تلك الهيئة إذن علي إيجاد مظلة تأمينية لهم تضمن لهم حدا من الضمانات. واخيرا فهو يتطلع لتحطيم الرقم القياسي في عالم الترحال الذى حققه الرحالة الإيطالي ماركو بولو وهو 24 سنة بينما أنا اليوم قد قضيت عشرين عاما في التجوال أتمني أن يكتب لي العمر حتي أبلغ مرامي...