• اذا استطعنا أن نحافظ على الجهاز المناعى سنتجنب أخطر أسباب الإصابة بالسرطان • قسم البحث العلمى كان مخططا له فى 57357 منذ أن كانت المستشفى مجرد فكرة مما لاشك فيه أن مصر أصبح لديها رصيد ضخم من العلماء والباحثين القادرين على تطويع الأبحاث العلمية التى تساعد فى علاج العديد من الأمراض وعلى رأسها السرطان وبالرغم من أنه لاتوجد دراسات مكتملة عن مرض السرطان فى مصر إلا أن قسم البحث العلمى فى مستشفى 57357 يسعى الى بناء قاعدة بيانات عن حجم انتشار المرض وأحدث سبل علاجه وكيفية الوقاية منه .. وفى هذا الحوار ستحدثنا دكتورة شاهندا النجار رئيس قسم البحث العلمى بالمستشفى عن الدور الكبيرالذى تقوم به 57357 لمتابعة أحدث الأبحاث. لماذا لا نحاول القضاء على أسباب مرض السرطان والوقاية منه بدلا من إنتظارالإصابة حتى نعالجها .. هذا السؤال أصبح يفرض نفسه بقوة فهل هناك إجابة له فى ظل تطور البحث العلمى؟ مما لاشك فيه أن القضاء على الأسباب الرئيسية للمرض سيحل جزءا كبيرا من المشكلة خاصة أن هناك أشياء كثيرة حولنا مسرطنة مثل المبيدات الحشرية أو تلك التى تستخدم فى الزراعة بنسب أكثرمن المسموح بها أوعوادم السيارات وكذلك التلوث والمواد الحافظة فكل هذه الأسباب إذا ما تم القضاء عليها ستساهم فى الحد من نسب الإصابة ولكن لابد أيضا أن نؤكد أن هناك جزءا آخر من الإصابة مرتبط بالجينات والعامل الوراثى وهذا الجزء هو الأكثر ارتباطا بالبحث العلمى حيث اننا من خلال الأبحاث نحاول أن نتوصل للأسباب التى قد تؤدى الى الخلل الجينى المسبب للمرض. 57357 من المؤسسات العلمية التى تولى اهتماما خاصا للبحث العلمى .. فمتى بدأ هذا القسم وما هى أهم النتائج التى وصل إليها خلال سنوات عمله؟ قسم البحث العلمى بالمستشفى بدأ منذ عام 2008 أى بعد بناء المستشفى بعام واحد ولكنه كان مخططا له منذ أن كانت المستشفى مجرد فكرة وفيما يتعلق بأهم النتائج التى وصل لها القسم طوال العشر سنوات الأخيرة فهى منقسمة الى شقين الأول خاص بالمرضى وهذا بالمناسبة ليس بالأمر السهل لأننا فى مصر لاتوجد لدينا إحصاءات محددة عن نسب الإصابة وبالتالى حتى لو كان معظم الأطفال التى تصاب بالمرض يتم علاجها فى 57357 إلا أنها فى النهاية لاتمثل كل مصر ولكننا نستطيع من خلالها أن نستشف إحصاءات نسب الإصابة بالمرض للأطفال ما بين عمر سنة الى 18 سنة وهؤلاء يشكلون نسبة 40 % من السكان لذا فقد يتخيل البعض أن مصر من الدول التى بها نسب إصابة عالية بالمرض ولكن الحقيقة أن الفئة العمرية للأطفال كبيرة ومن ثم فنسب الإصابة فيها أيضا كبيرة وبالتالى فمن أهم النتائج التى وصل لها البحث العلمى تكوين قاعدة بيانات كاملة عن المرضى أما الشق الثانى فمرتبط ببرتوكول العلاج فضلا عن وجود أربعة أقسام بحثية دورها البحث عن الأسباب الجينية المسببة للمرض. جزء من مشكلة علاج مريض السرطان مرتبط بعدم تجاوب الجسم للمضادات الحيوية .. فهل وجد البحث العلمى حلا لتلك المشكلة؟ هذا حقيقى فعلا فمريض السرطان عندما يصاب بأى عدوى قد يواجه مشكلة عدم تجاوب الجسم مع المضادات الحيوية لذا فنحن طوال السنوات الماضية نعمل فى البحث العلمى على معرفة الجينات التى تكتسبها البكتيريا والتى تجعلها لاتستجيب للمضادات الحيوية حتى نعرف كيف نحارب البكتيريا بالمضاد الحيوى الفعال وهذا البحث سيتم نشره قريبا. هل نستطيع أن نقول ان قسم البحث العلمى فى 57357 استطاع أن يقلل من فرص الإصابة بالمرض؟ نحن نقوم بحملات توعية كبيرة نحاول من خلالها أن نحد من فرص الإصابة عن طريق الحفاظ على الجهاز المناعى لأن السرطان من الأساس هو نوع من أنواع الخلل فى الجهاز المناعى وبالتالى فإذا حافظنا عليه سنقلل كثيرا من فرص الإصابة بالمرض وأنا أتصور أن هذه الحملات بالإضافة الى الأبحاث العلمية التى نجريها ستأتى بنتائج فعالة جدا خلال السنوات العشر القادمة لأنها أيضا ستساعدنا على اكتشاف المرض مبكرا مما يساهم فى ارتفاع نسبة الشفاء. وماذا عن دور البحث العلمى فى رفع نسبة الشفاء؟ لقد استطعنا بالفعل من خلال الأبحاث العلمية أن نرفع نسبة الشفاء فى مصر ولكننا لم نصل بعد إلى النسب العالمية فنحن تجاوزنا 73 % بقليل أما النسبة العالمية فوصلت الى 85 %. معنى ذلك أن 57357 استطاعت أن تنهض بالبحث العلمى بشكل عام؟ هذا حقيقى فنحن لدينا أفضل خمسة باحثين فى مصر كما أننا بدأنا ننشىء وحدات بحث أخرى متميزة على أساس أننا فى الخمس سنوات القادمة يكون لدينا أبحاث ستغير مفهومنا عن أسباب الإصابة بمرض السرطان وطرق علاجه. أفهم من كلامك أنه فى خلال السنوات الخمس القادمة قد ينتهى الرعب من شبح الإصابة بهذا المرض المخيف؟ الأبحاث العلمية التى نقوم بها الآن ستقلل من نسب الإصابة ونسب الوفاة المترتبة على المرض لأنها ستساعدنا على التعامل مع مواصفات الإصابة وأفضل سبل علاجها كما أن الأبحاث العلمية التى تحدث فى 57357 باستطاعتها أن تنهض بنسب الشفاء ليس على مستوى مصر فقط ولكن على المستوى العالمى أيضا. زيادة نسب الإصابة بالسرطان قد تزيد من فرص البحث العلمى وبالتالى رفع نسب الشفاء! رغم أن الموضوع يبدو قاسيا ولكنها حقيقة يعنى مثلا فى أمريكا ممكن يصاب طفل كل سنة وبالتالى ففرص البحث عن سبب المرض أقل عما هى عليه عندنا فى ظل ارتفاع نسب الإصابة مما يساعدنا على البحث عن الأسباب التى تؤدى إلى هذا الارتفاع سواء كانت جينية أو خارجية وبالتالى نبدأ فى العمل ضدها ولكن هذا لايعنى أننا نستخدم أى دواء على سبيل التجربة فنحن فى 57357 لانتبع أى بروتوكول علاج إلا بعد تسجيله وتسويقه فى أمريكا ووزارة الصحى فى مصر ولجنة أخلاقيات البحث العلمى بها. هل هناك تعاون بين قسم البحث العلمى فى 57357 وبين أقسام البحث العلمى فى العالم؟ نعم ونحن لدينا تعاون مع أكثر الدول تقدما فى العلاج وخاصة مستشفى "تكساس للأطفال" بأمريكا وهناك تواصل مستمر مع دكتور "نبيل أحمد" وهو طبيب مصرى يعد من أهم الأطباء الذين يعملون فى أمريكا فى البحث العلمى ضد السرطان ويعمل بشكل أساسى على فصل خلايا المناعة عن مريض السرطان ويغيرها ثم يرجعها مرة أخرى إليه مما يساهم فى رفع نسب الشفاء. وماذا عن الأبحاث التى قام بها دكتور "مصطفى السيد" والتى تعتمد على العلاج بالذهب؟ على حد علمى أنها حتى الآن لم يتم تطبيقها على الإنسان وإنما طبقت على الفئران فقط وأتت بالفعل بنتائج جيدة جدا ولكن ما يحسم الأمر هنا هو التطبيق البشرى لنرى النتائج بشكل فعلى على الإنسان. هل اختلفت نسب الإصابة بالمرض بعد التقدم الكبير الذى شهدته الأبحاث العلمية فى السنوات العشر الأخيرة؟ أولا دعينا نؤكد على أن الاختلاف لم يحدث فى نسب الإصابة ولكنه حدث فى خريطة المرض وهذا الاختلاف متوقف على عاملين الأول هو سرعة وسهولة إكتشاف المرض عكس زمان حيث كان يتوفى عدد كبير من الأطفال والكبار المصابين بالسرطان دون أن يتم تشخيص المرض أصلا والعامل الثانى زيادة نسبة الفئة العمرية تحت 18 سنة فضلا عن زيادة أسباب الإصابة. وما هى الأسباب التى قد تزيد من فرص الإصابة والتى نستطيع أن نتجنبها؟ نظام الحياة نفسه فمعظمنا أصبح لايعتمد فى وجباته الأساسية على الخضروات والفاكهة واستبدلها بالوجبات السريعة والجاهزة بكل ما تنطوى عليه من دهون ومواد حافظة ضارة بالصحة فضلا عن الضغوط النفسية وكثرة استخدام التكنولوجيا والتعرض للموجات التى تخرج من الموبايل واللاب توب والألعاب الإلكترونية بالنسبة للأطفال كذلك عدم الحركة وبذل المجهود أو ممارسة الرياضة فكل هذه الأشياء عوامل مساعدة قد تساعد على الإصابة. أى جسم بشرى به خلايا سرطانية .. فهل حقيقى أن الضغوط النفسية للكبار والاكتئاب خاصة عند الأطفال من شأنه أن ينشط هذه الخلايا؟ أنا لم أصادف دراسة علمية تؤكد أن اكتئاب الأطفال من شأنه أن ينشط الخلايا السرطانية بالجسم ولكن مما لاشك فيه أن الحالة النفسية تؤثر على المناعة مما يجعل الجسم فى بعض الأحيان غير قادر على محاربة تلك الخلايا خاصة أن أى جسم بشرى به خلايا سرطانية ولكنه يتغلب عليها يوميا. ما هى مشكلة البحث العلمى فى مصر؟ لايعملون على نقطة واحدة ويبذلون أقصى ما فى وسعهم حتى يصلوا بها الى نتيجة نهائية أى أنه لا يوجد استمرارية فى البحث حول مشكلة واحدة محددة بدليل أننا حتى الآن لم نخرج ببحث موحد ضد فيروس سى رغم أننا البلد الأكثر إصابة به.