قبيل أيام قليلة من انطلاق نهائيات كأس العالم بروسيا، جاءت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منطقية بخصوص منتخب بلاده الذي يلعب ضمن المجموعة الأولى التي تضم إلى جوار روسيا منتخبات أورجواي ومصر والسعودية. ولم يبالغ بوتين في تقدير الأمور، عندما سئل عن فرص المنتخب الروسي، في مقابلة مع المؤسسة الصينية للإعلام، واعترف بالمستوى المتواضع لمنتخب بلاده، وكان بوتين صريحا عندما أعلن أن الهدف الرئيسي لبلاده كمضيف للمونديال هو "التنظيم الجيد للبطولة"، وخلت القائمة التي رشحها للفوز بكأس العالم من منتخب روسيا.
ولم يكن بوتين الوحيد الذي اعترف بتواضع المنتخب الروسي، ولكن تصريحات مدافع روسيا، إليا كوتيبوف، جاءت لتثبت عجزه كلاعب، عندما أعلن أنه قد يستخدم العنف ضد نجم المنتخب المصري ولاعب ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، مستشهدا بواقعة إصابة صلاح في نهائي دوري أبطال إفريقيا، في مباراة ليفربول وريال مدريد، عندما استخدم راموس العنف ضد صلاح، مؤكدا أنه قد يحذو حذو راموس، وعلى ما يبدو أن مدافع روسيا ليس لديه إلا العنف، حيث هدد في تصريحات أخرى مهاجم أوروجواي، ولاعب برشلونة، لويس سواريز، عندما قال إنه لا يخاف مواجهته، وقال "يمكنني أن أقوم "بعضه بنفسي إذا ما تطلب الأمر ذلك".
صحيح أن القرعة خدمت المنتخب الروسي، ووضعته في مجموعة متوسطة المستوى، وابتعد في مواجهاته بالدور الأول عن المنتخبات الكبيرة، إلا أن الواقع يؤكد أن الطريق ليس مفروشا بالورود أمام منتخب روسيا، لكن يبقى لدي المنتخب الروسي سلاح الأرض والجمهور.
منتخب روسيا الذي يشارك للمرة الرابعة في المونديال، تحت اسم روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، يسعى لكسر العقدة التي لازمته خلال المشاركات الثلاث الماضية، وتخطي الدور الأول، بعد أن فشل في التأهل للدور الثاني منذ 24 عاما وحتى الآن، فقد خرج من دور المجموعات في بطولات 1994 بالولايات المتحدةالأمريكية، و2002 بكوريا واليابان، و2014 بالبرازيل، مستغلا الدعم الكبير من الجماهير الروسية التي تحلم لمنتخبها بالوصول لأبعد نقطة في نهائيات المونديال،
ويأمل المنتخب الروسي، عندما يواجه المنتخب السعودي يوم 14 يونيو المقبل، أن يسير على خطى المنتخبات التي نظمت بلادها المونديال، حيث تأهلت جميعها للدور الثاني، والكثير منها وصل لما هو أبعد من ذلك، فيما عدا منتخب جنوب أفريقيا الذي شذ عن القاعدة وخرج من الدور الأول في مونديال 2010 الذي أقيم على أرضه.
والسؤال.. هل تتخطى طموحات المنتخب الروسي ما هو أبعد من الدور الأول؟
صحيح أن كرة القدم لا تعترف بالتوقعات، وأنه لكل مباراة ظروفها وطبيعتها، ولكن نتائج المنتخب الروسي وودياته التي خاضها قبل انطلاق نهائيات المونديال تؤكد أنه ليس بالمنتخبات التي تملك طموحات ولا أحلام المنافسة على بطولة بحجم كأس العالم، فقد خسر أمام منتخبات البرازيل بثلاثة أهداف نظيفة، وهزم من فرنسا 3 1، ومن منتخب النمسا بهدف للاشئ، وتعادل 1 1 مع تركيا.
النتائج السابقة للمنتخب الروسي، وضعته في ذيل المنتخبات المشاركة بالمونديال، ضمن التضنيف الشهري للفيفا، حيث جاء رقم 66 عالميا في التصنيف، واحتل المركز الأخير ضمن منتخبات المونديال في التصنيف الذي أصدره الاتحاد الدولي في 7 يونيو.
المنتخب الروسي يقوده، المدير الفني ستانيسلاف تشيرتشيسوف، والذي اختار قائمة نهائية لمنتخب بلاده غلب عليها الطابع المحلي، حيث ضمت 21 لاعبا يلعبون لأندية روسية، واثنين محترفين هما فلاديمير جابولوف، حارس كلوب بروج البلجيكى، ودينيس تشيريشيف، لاعب فياريال الإسبانى.
ويبرز من نجوم المنتخب اللروسي، حارس مرماه وقائد الفريق، إيجور أكينفيف، والذي يبلغ من العمر 32 عاما، ولديه خبرة كبيرة، في المشاركات الدولية، حيث خاض 104 مباراة دولية مع المنتخب الروسي، وظهرت بصماته بشكل كبير مع ناديه سيسكا موسكو الروسي، لدرجة أن اختير أفضل حارس في روسيا 10 مرات، وهو رقم قياسي.
أحلام وطموحات كبيرة تعقدها الجماهير الروسية على منتخبها، فهل يحقق الروس المفاجأة، ويغردون بطموحاتهم لما هو أبعد من الدور الثاني؟