شارع القومية العربية هو واحد من شوارع إمبابة الذى يتميز بكثافة سكانية عالية للغاية ، ورغم أنه يبدو لعابرى الطريق مجرد شارع مثل بقية الشوارع إلا أنه بالنسبة لسكانه يمثل دولة منفصلة تعانى من الإهمال والعشوائية واختفاء دور الدولة تماماً .. الأهالى اشتكوا وعانوا كثيراً بعد أن امتلأ الشارع بسيارات مجهولة يقودها أطفال ومراهقون بلا لوحات إلى جانب التوك توك الذى يقطع الطريق بلا ضوابط ولا مراقبة ولا أدنى تواجد من إدارة المرور ليس هذا فحسب فالخدمات متوقفة فى الشارع والمعاناة هى سيد الموقف .. الشارع يحتاج إلى تطوير ضرورى لأنه يمثل منطقة حيوية ومحور للوصول إلى قلب القاهرة من على الطريق الدائرى وبعد ميدان لبنان .. سكان القومية العربية يبحثون منذ سنوات عن مسئول يحقق لهم أبسط متطلبات الحياة والتى يأتى على رأسها رصف الشارع وتنظيفه لكن رئيس الحى لا يسمع ولا يرى ومن يدفع الثمن دائما هم البسطاء .. استوطنه منذ سنوات بعض باحثى الثراء الذين اشتروا الأرض به عندما كانت تشقه ترعه منذ ما يزيد عن عشر سنوات وأقاموا به أبراج وعمارات فخمة وبجوار هذه العمارت بيوت متداخلة وحوارى يسكنها بسطاء يحلمون بالستر فقط ووسط هؤلاء ، هناك كبراء من أهل الحتة يتولون الدفاع عن المنطقة وحل مشكلاتها وأحيانا حمايتها من أى بلطجة.. أيضاً الشارع رغم كل مشكلاته إلا أنه لا يرد ذكره إلا مقترناً بالبلطجة لكن بعض قادة الرأى فى الشارع أكدوا أن القومية العربية يعد واحداً من شوارع إمبابة الشعبية التى لا تزال تحتفظ بداخلها بجدعنة أهل الحتة وشهامة أولاد الجيران .. ورغم زحام الحياة وتعقيدها إلا أن الشارع الذى يمتد لمسافة كيلومترين بمدينة الوارق يحظى بأهيمة وثقل سياسى واجتماعى لما يضمه من عائلات ذات مكانة وثراء وفى ظلهم يعيش بسطاء ومواطنون على باب الله .. فى الماضى كان الشارع تتوسطه ترعة فتم ردمها واستوطنته عائلات من الصعيد ومن إمبابة ليتحول بعد إنشاء الكوبرى الدائرى إلى حى متكامل بكل خدماته ومرافقه رغم أنه فى النهاية مجرد شارع.. الناس فى حالهم والتوك توك يتسبب فى أزمة مرورية خانقة بالمكان والحياة فى الشارع تحتاج لتدخل الدولة حيث يقوم بعض المواطنين الجدعان بحماية سكان الشارع والمراقبة على الأسعار وأفران الخبز .. يقول جمال الجهينى تاجر، وأحد قادة الرأى بشارع القومية العربية: شارع القومية العربية من الشوارع ذات الطابع الشعبى الذى لا يزال محتفظاً بالكثير من قيم الماضى فالأهالى يعرفون بعضهم ويرتبطون بعلاقات صداقة ومودة وحميمية كعادة الأحياء الشعبية القديمة ولهذا فإن المنطقة تخلو تماماً من أى حوادث عنف أو بلطجة ولا يجرؤ أحد أن يعتدى على أى أحد من سكان الشارع الذى يتولى حمايته شبابه وهم الشباب الذين شكلوا لجاناً شعبية وقت الثورة ولم يثبت أن اعتدى أحد على حرمة أى بيت من السكان الذين يعيشون بأمان تام داخل بيوتهم .. لكن عنصر الأمان بالفعل مفتقد على الطريق الدائرى الذى تحكمه عصابات منظمة وبلطجية يأتون من مناطق خارجية بعيداً عن شارع القومية العربية ويختطفون المارة على الطريق ويطلبون فدية فى مقابل ذلك وسبق أن اختطفوا زوجة أحد أصدقائى وسرقوا ما كانت تردتيه من مصوغات ذهبية ولكننا بجهود خاصة استطعنا إعادة السيدة سالمة إلى زوجها فهذه المنطقة تحتاج لتأمين وتواجد من قوات الشرطة الذين يتواجدون أحياناً فى الشارع بدون جدوى مع أن الطريق الدائرى يحتاج لتأمين وكثافة أمنية للقبض على الخارجين على القانون الذين يهددون حياة الناس ويشكلون خطراً على أمنهم وذلك على كوبرى الساحل ونقطة صفط اللبن ونزلة شبرا الخيمة على الدائرى .. أيضاً هناك حاجة ماسة لتواجد الدولة فى مثل هذه المناطق الشعبية والتى تخلو من أى اهتمام رسمى فمثلاً هناك 54 فداناً من أملاك الدولة نهاية الشارع وقد استولى عليها البلطجية ويبيعون القيراط مبانى ب 70 ألف جنيه فقط والناس يشترون منهم والأرض غير مسجلة وغير مرخصة وهنا فى هذه النقطة تحديداً نريد فتح ملف فساد المحليات حيث أن المبانى هنا غير مرخصة ولكى تبنى يجب أن تدفع رشوة وهذه الأرض المستولى عليها لم يتدخل المجلس المحلى ولا المحافظة فى إعادتها للدولة وكان الأحق بها شباب المنطقة وسكانها من خلال إقامة مشروعات خدمية أو وحدات سكنية أو مشروعات إنتاجية ولكن من المسئول عن الفساد نحن لا ندرى. ويؤكد جمال الجهينى أن المرافق فى شارع القومية العربية فى حاجة لمزيد من الاهتمام فشبكة الصرف والمياه متهالكة وتحتاج لإحلال وتجديد ولهذا فمشهد طفح المجارى هو مشهد متكرر فى الحوارى الفرعية بالمكان وبالنسبة للكهرباء فإنه لكى يتم تركيب عداد لازم المواطن يدفع 20 ألف جنيه أما المبانى فتتم بلا ترخيص ولا موافقة من الحى وبعد أن يتم البناء يحضر أعضاء المجلس المحلى ولا يتحركون إلا بعد الحصول على رشوة للسكوت على الخطأ والرشوة تصل إلى 3 آلاف جنيه للدور الواحد ولهذا فإن الحى كله بلا ترخيص أما تركيب الغاز الطبيعى بالبيوت فهى معضلة ولم نجد لها حل فرغم أن سكان المناطق الأخرى يدفعون 100 جنيه رسوم التوصيل فإن الأهالى هنا مطالبون بأن يدفعوا 1700 جنيه فى البداية حتى يتسنى لهم توصيل هذا المرفق . ويضيف جمال الجهينى أن العيش سىء وردىء جداً فى شارع القومية العربية وفى المنطقة عموماً وهناك 6 أفران ولكن أصحابها يقومون بتسريب الدقيق والمواطنون يتقاتلون للحصول على الرغيف وأغلبهم ناس غلابة وأرزقية وسبق أن تحديناهم ووقفنا أمام أصحاب المخابز وحبسنا أحد أصحاب هذه الأفران فى بيته ولكن دون جدوى حيث أن رقابة الدولة غائبة تماماً عنا. ومن ناحية أخرى يرصد أيمن الخولى الذى كان مرشحاً عن الدائرة فى انتخابات مجلس الشعب معاناة أهالى القومية العربية من نقص الخدمات وما تحتاجه كمنطقة شعبية من مشروعات وأولويات حيث يقول: أهالى المنطقة طيبون وما تم نقله أو ذكره بشأن البلطجة وغيرها غير صحيح ومنافى للواقع تماما ، فجميع الناس هنا فى حالهم ويراعون الله فى أعمالهم ونحن كشباب مسئولين عن المنطقة ولن نسمح مطلقاً بهذا الكلام ونحن أيام الثورة تكاتفنا معاً ولم يحدث أى شىء خارج عن القانون بالمنطقة وبعض الجرائد تحدثت عن تجربة اللجان الشعبية بالشارع وكيف نجحت فى حماية وتأمين الأهالى والممتلكات أما ما يصدر من تصرفات شخصية من بعض الناس فلا يمكن تعميمه على سكان الشارع مهما كان ونحن كما قلت لك لن نسمح بأى شىء من هذا القبيل. ويذكر أيمن الخولى أن المنطقة فى حاجة للدعم الرسمى وفى حاجة أيضاً لإحياء دور الدولة الغائب عنها من خلال حملات الرقابة والتفتيش على الأسعار والمخابز إلى جانب تنشيط دور المحليات وهو الدول الذى يقوم به بعض الشباب من أهالى المنطقة عندما شكلوا لجاناً للإشراف على الأسواق لمنع الاحتكار والاستغلال ورفع الأسعار استغلال للظروف.. أيضاً الشارع يحتاج لمدرسة حكومية فالمدارس القريبة خاصة وغالبية الأهالى إما موظفون أو حرفيون أو أرزقية ولهذا مطلوب مدرسة حكومية وأنا شخصياً سعيت طوال السنوات الماضية لإنشاء مدرسة خاصة ولكنى لم أستطع استكمال التراخيص حتى الآن ، أيضاً أنا فى حالة فوزى سأقف بجانب الناس لأنى من الشارع وعشت وسطهم وأعرف طبيعة مشاكلهم ولهذا أسعى لإنشاء بعض المشروعات القريبة من المنطقة مثل تدوير المخلفات وصناعة التكييفات إلى جانب إنشاء بعض المؤسسات الأهلية لدعم وتمويل الشباب ومساعدتهم..