غداً تحتفل حركة كفاية بالعيد السادس لتأسيسها والعيد الأول لها بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. وقد وزعت الحركة بياناً أعلنت فيه أنها لن تتوقف عن نشاطها وسط الجماهير ورغم تحقق مطالبها بعد الثورة إلا أنها ستنظم مسيرة غداً حسب البيان المنشور وسترفع نفس المطالب وهى "لا للتوريث .. لا للتمديد" وهى نفس المطالب التى خرجت بها الحركة إلى النور فى يوم 12/12/2004 . وأعلن مؤسسو الحركة استمرارها معتبرين أن النظام لم يسقط بعد وأن البلد لا تزال مجرد تركة يتم توريثها وحول تاريخ الحركة وتأثيرها فى الواقع السياسى المصرى يقول أحمد بهاء الدين شعبان، أحد المؤسسين السبعة فى حركة كفاية وأبرز مؤرخيها: غداً العيد السادس لتأسيس الحركة التى لعبت دوراً بالغ الأهمية فى تاريخ المصريين فى السنوات الأخيرة وذلك فى نقل الاحتجاجات إلى الشارع وتدريب الشباب على العمل السياسى وكسر حاجز الخوف وتقديم نموذج جديد للعمل السياسى مختلف تماماً عما كانت عليه الأحزاب قبل الثورة .. بدأت كفاية عقب إفطار جماعى فى شهر رمضان عام 2003 فى منزل المهندس أبو العلا ماضى وكان فى هذا الإفطار عدد كبير من مختلف ألوان الطيف السياسى وتناقشنا حول أوضاع البلد ورأينا ضرورة رحيل النظام المصرى السابق بعدما وصلت إليه البلاد وبعد الإفطار تم اختيار وتحديد سبعة أشخاص لتحديد أهداف الحركة وصياغة مبادئها وشعاراتها وأفكارها وكان هؤلاء السبعة هم: جورج إسحاق والمهندس أبو العلا ماضى والدكتور محمد السعيد إدريس والدكتور السيد عبد الستار المليجي وأمين إسكندر وأحمد بهاء الدين شعبان ومجدى أحمد حسين.. وبدأنا نجتمع ونلتقى حتى اخترنا اسما للحركة وهو "كفاية" وكان أول اجتماع رسمى لنا فى يوم 11 سبتمبر 2004 وكان يوافق اجتماعاً للحزب الوطنى المنحل وأصدرنا بياناً إلى الأمة وبدأت الحركة تقوى ويشتد عودها ثم بدأنا نفكر فى النزول للشارع فى أو مظاهرة من نوعها لرفض هذا النظام وكان ذلك بتاريخ 12/12/2004 وكان يوافق اليوم العالمى لحقوق الإنسان وسرنا فى مظاهرة صامتة أمام دار القضاء العالى وتعرضت المسيرة للقمع من قوات الأمن وتعرضنا للضرب والسحل ولأول مرة تنقل الفضائيات مظاهرات من هذا النوع وتم اعتقال بعض النشطاء ومن هنا انطلقت حركة كفاية واتسعت قاعدتها وبدأت تضم عدداً كبيراً من النخبة . ويذكر أحمد بهاء الدين شعبان أن قادة حركة كفاية كانوا مدركين أن إدارة الصراع مع النظام المصرى الفاسد والمستبد لابد أن تكون غير تقليدية فكان علينا أن نخرج إلى الشارع وهنا كان ينبغى أن ندفع التكلفة وما ساعدنا أننا كنا ننتمى لجيل السبعينيات الذى كانت لديه القدرة والخبرة على مواجهة النظام وقيادة العمل الجماهيرى واستخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة وفى البداية لم يكن هناك فيس بوك ولا مواقع نشطة من هذا النوع فكان الاعتماد بشكل أساسى على الفضائيات ولكننا كنا مدركين أن الثورة الاتصالية ستصنع الكثير وستساعد النشطاء السياسيين ولهذا كانت الفضائيات تزيد من سرعة انتشار الحركة خاصة بعد القيام بكل مظاهرة وتصدى الأمن لها. وحسب تقديرات عدد كبير من الباحثين المنصفين فإن حركة كفاية نظمت نحو 3500 فعل احتجاجى جماهيرى قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير وتنوعت هذه الأفعال ما بين احتجاجات ومظاهرات ووقفات وعصيان وخلافه. وحول تأثير حركة كفاية فى باقى الحركات الاحتجاجية التى نشأت قبل الثورة يؤكد أحمد بهاء الدين شعبان أن كوادر حركة 6 إبريل نشأوا فى الحركة وكانوا من شبابها بل وانبثقت منها وتأثرت بها حركات أخرى مثل حركة 9 مارس وحركة استقلال القضاء وفنانون من أجل التغيير كما نشأت حركات موازية وشبيهة لها فى دول أخرى مثل حركة كفاية السودانية وحركة كفاية فى ليبيا وفى تونس وفى المغرب ومع الوقت أصبحت كفاية "حالة" وشجعت كل صاحب مظلمة على الخروج إلى الشارع ولهذا كانت ثورة يناير تتويجا للكثير من نشاط الحركة الجماهيرى بل أنها جعلت الأحزاب تخرج من القمقم وتنزل للشارع كما شجعت الإخوان للمسلمين أيضا على النزول للشارع وانتشرت الحركة فى المحافظات وصار أعضاءها بالآلاف. وحول موقف الرئيس السابق حسنى مبارك من الحركة أكد بهاء الدين شعبان أن مبارك كان يستهين بالعمل الجماهيرى الذى شجعته حركة كفاية وفى إحدى المرات ادعى أن الحركة تحصل على تمويل من الخارج ولكننا لم نسكت وخرجنا عليه ببيان حاد اللهجة وأجبرنا مكتب رئاسة الجمهورية على أن يرد وينفى صحة ما تردد ولكنه كان يتعامل مع الحركة بنظام الكر والفر فأحيانا يتم قمع مظاهرة وأحيانا أخرى يتركها تتحرك بحرية بعض الشىء خاصة بعدما انتشرت الفضائيات والضغط الدولى.