بقلم: وليد خيري هناك نظرية شائعة الصيت في علم النفس اسمها أزمة منتصف العمر يتعرض لها الرجل، ويكثر فيها صاحبنا الحديث عن الملل والزهق من حياته الزوجية أو المهنية، ويصبح مثل المراهق حيث يرجع عيل لا يعجبه العجب ولا أي شيء، وينتقد كل شيء ويختلق مشكلة مع شريكته لأتفه سبب، وليس لديه مانع أن يدب خناقة كل شوية حتى يبات بره البيت، ويترك بيته يضرب يقلب على أساس أن للبيت رب يحميه، ونظرته للحياة خامدة بليدة، فلا حماس ولا طموح ولا يحزنون، لا شيء سوى التذمر واتهام امرأته أنها خميرة عكننة، ويبدأ الرجل اللي ما يتسمى بالتفكير في الخيانة الزوجية أو العاطفية كنوع من تحدي هذا الملل، مع أنه في الحقيقة في هذه الفترة يكون شخص ممل والطريقة الوحيدة لقتل الملل هو البعد عنه، لكنه كمعظم الرجال المتطاوسون المتغطرسون لا يرى نفسه المشكلة أو حتى جزء من المشكلة، ويبدأ صاحبنا في إظهار تغيرات سلوكية عجيبة متديش على راجل أبدا، كالوقوف طويلا أمام المرآة يسبسب شعره، بعد أن كان بينه وبين المشط اتفاق جنتلمان بعدم الاقتراب والتسريح، ويدلق على نفسه جردل برفان وهو خارج ويصفر بفمه بعد أن كان يعتبر التصفير أساسا حرام، ومن الممكن أيضا يعمل كول تون لموبايله حيث تفاجأ زوجته حين تتصل به بكول تون: بعيد عنك حياتي عذاب. في حين تتأكد أنها غير المعنية بهذه النغمة لأنه قال لها وهو خارج وبيرزع باب الشقة: إنتِ الجحيم بعينه. عليكِ ساعتها أن تعرفي أن رجلك يعيش أزمة منتصف الرجل، التي يسميها علم النفس تلطفا وتأدبا: أزمة منتصف العمر، لكن الحقيقة هي ليست كذلك‘ إنما هي أزمة منتصف الرجل، وأقصد بها أنه نصف رجل لأنه لو كان رجلا حقيقيا ما هرب من مواجهة مشاكله أو خلافاته معك بالدخول في علاقة شمال، بل كان يفترض عليه أن يجلس معك زي الرجالة ويبحث أسباب الملل ويشاركك الأزمة فتصلا معا إلى بر الأمان.. فمن الطبيعي جدا أن تمر العلاقات الزوجية بتغييرات كبيرة فالحب مثل حساب البنك ومثل الإيمان يزيد وينقص، فتزودوا من الحب ومن رصيدكم العاطفي بدلا من أن يأتي يوم وتجدين الحساب صفر، بعض الرجال يظل يسحب من رصيد علاقته بشريكته حتى إذا نفذ أعلن إفلاسه العاطفي ووجه لها اللوم بدلا من أن يضخ في حسابهم رصيدا جديدا عبر مشروع خروجة حلوة أو سفرية لكسر الملل تكون بمثابة وديعة عاطفية في الأيام الغبرة التي تمر بها أي علاقة زوجية. في الحقيقة بعض الرجال أزمتهم الحقيقية ليست في منتصف العمر وإنما في منتصفهم السفلي، الذكر الصياد نظرية كثيرا ما يعتمدها نسبة ليست بالهينة من الرجال، حيث يتعامل مع علاقاته النسائية الكثيرة بمنطق أنه عنده هواية الصيد، وكأنه يملأ ألبوم هواياته المفضلة في نادي هواة المراسلات، ويكتب فيها هوايتي الأولى: صيد النساء. هذا النوع من الذكور لا يفكر سوى في نصفه الأسفل.. حالة من الحيوانية تسيطر عليه، ويستطيع أي واحد من هذا النوع من الصيادين تبرير أفعاله تحت ستار أزمة منتصف العمر، يا أسطى ده أنت لو على كده عمرك كله توقف في المنتصف! أو تحت مزاعم شريكتي لا تفهمني، ماذا تفعل لو كنت مكاني يا بابا ضياء، حيث أصبحت تهتم بالأولاد أكثر مني، ولا تهتم بنفسها، ويتناسى -إن كان ذلك حقيقيا- أنه مسؤول عنه بدرجة كبيرة لأنه لو شاركها تربية الأولاد لتم تقسيم الأعباء بينهما، وبالتالي منحها الوقت الكافي لتهتم بنفسها و به، وإلا من ذا الذي يربي أولادك إذا لم تهتم بهم؟! لا مؤاخذة أمك مثلا! أعود إلى صاحب أزمة منتصف العمر قال، وأقول له لو أنك فرّغت الوقت الثمين الذي اقتنصته من حياتك وحياة أولادك وزوجتك وقضيته مع الحتة الشمال، وجعلته وخصصته للخروج أو حتى الجلوس مع أم أولادك لكان خيرا لك، ولهنئت وسعدت في بيتك، يا أخي حب البيت ما استطعت إليه سبيلا، واجعل وجودك فيه سبب من أسباب سعادة الأولاد وأم الأولاد، لا تكن شخص رخم حين يغلق باب الخروج خلفه يتنفس جميع من في البيت الصعداء، يا هندسة هناك بعض النساء تتنشق على كلمة طيبة من زوجها حتى لو رد عليها الصباح مثلا، أو شيء من هذا القبيل، تبسمك في وجه أخيك صدقة ، اعتبرها أخيك يا أخي. لكن كما قلت أخينا ليس رجل وإنما نصف رجل، فطبيعي جدا كونه نصف رجل أن يمر بأزمة منتصف العمر أو أزمة منتصف الرجل، ليشبع غرائزه تحت ستار الأزمة المفتعلة ويحل مشاكل أزمة منتصف الرجل السفلي. وفي النهاية أقول يا مليحة مثل هذا الذكر الذي يحركه نصفه السفلي، والذي يوجد عقله في نصفه التحتاني هو بتاع لا يتبكي ولا يتحزن عليه، وقلن لهذا الصنف من نصف البتاتيع: يا خاين يا غشاش.. إنا لفراقك لمسرورن لفرحون لمزأططون.. وإياك تظن إننا سنزعل، بل على العكس سنزغرد وسنعمل لولللي.