تواصلت ردود الفعل العالمية المستنكرة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل مع تكثيف الدعوات العالمية الى ضبط النفس وعدم التصعيد. وعلى الجانب الإسرائيلي صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان "الرئيس ترامب دخل الى الابد تاريخ عاصمتنا واسمه سيذكر الآن بفخر مع الأسماء الاخرى في تاريخ المدينة المجيد". اكد نتانياهو ايضا ان قرار الرئيس الامريكي لن يغير اي شيء في ما يتعلق بوضع الاماكن المقدسة للاديان السماوية الثلاثة، مؤكدا التزام الدولة العبرية الابقاء على "الوضع القائم". وعلى الجانب الأخر قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات في حديث لتلفزيون فلسطين ان خطاب ترامب "لن يخلق حقا ولن ينشئ التزاما وإنما سيسجل مخالفة تاريخية من ترامب للقانون الدولي والشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة". وأضاف ان "خطاب الرئيس ترامب تدمير لعملية السلام ولخيار الدولتين"، مشيرا إلى ان الرئيس الاميركي "يحاول القول تحت اسم الواقعية بعد خمسين عاما من الاحتلال يجب أن يقبل الفلسطينيين بنظام الفصل العنصري. أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية ان "هذه السياسة الصهيونية المدعومة من أمريكا لا يمكن مواجهتها إلا بإطلاق شرارة انتفاضة متجددة". واضاف "نطالب وندعو بل ونعمل وسنعمل على إطلاق انتفاضة في وجه الاحتلال، لا توجد اليوم أنصاف حلول". وقال هنية إن ترامب "سيندم ندما شديدا على هذا القرار". دعا هنية الى أن يكون " اليوم (الجمعة) يوم غضب وبداية تحرك جديد لمواجهة مخططات الاحتلال في الضفة الغربية ومدينة القدس". كما دعا السلطة الفلسطينية الى "وقف التنسيق الامني في الضفة الغربية، في وقت نعمل على تمكين الحكومة في قطاع غزة. يجب تمكين المقاومة في الضفة الغربية". قالت وزارة الخارجية الروسية انها "قلقة جدا" بعد قرار ترامب ودعت الاطراف المعنية بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني الى "ضبط النفس والحوار". أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قطر انه "لا يوافق" على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل، مؤكدا ان هذا الاعلان "يتعارض مع قرارات مجلس الامن الدولي". وقال ماكرون الخميس "انه قرار احادي الجانب كما قلت الامس ولست أؤيده ولا اوافق عليه لانه يتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الامن الدولي". صرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان "اتخاذ مثل هذا القرار يضع العالم وخصوصا المنطقة في دائرة نار". واضاف موجها كلامه إلى ترامب "ماذا تفعل؟ ما هي هذه المقاربة؟ على المسؤولين السياسيين أن يعملوا من أجل المصالحة وليس من أجل الفوضى". حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان اعلان ترامب حول القدس "يمكن ان يعيدنا الى أوقات أكثر ظلمة". وقالت في بروكسل ان "اعلان الرئيس ترامب حول القدس يثير قلقا شديدا (...) ويمكن ان يعيدنا الى اوقات اكثر ظلمة من التي نعيشها الان" داعية كل الاطراف الى "التحلي بالحكمة وعدم التصعيد". اعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ان حكومتها لا تدعم قرار ترامب. وقال المتحدث باسم ميركل ان الحكومة الالمانية "لا تدعم هذا الموقف لان وضع القدس لا يمكن التفاوض بشأنه إلا في اطار حل الدولتين". واعرب وزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل عن خشيته من ان يؤدي قرار ترامب الى "تصعيد جديد في النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين"، مؤكدا ان هذا القرار يُحتمل ان "يصب الزيت على النار". استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير الأمريكي في بغداد احتجاجا على قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. من جهتها، دانت الحكومة العراقية القرار الأميركي، محذرة "من التداعيات الخطيرة لهذا القرار على استقرار المنطقة والعالم". ودعت الإدارة الأميركية إلى التراجع عن قرارها "لإيقاف أي تصعيد خطير يؤدي إلى التطرف وخلق أجواء تساعد على الإرهاب وزعزعة السلم والاستقرار في العالم". من جهته، نقل مصدر مقرب من آية الله العظمى السيد علي السيستاني اعلى مرجع شيعي في البلاد، قوله إن "القرار مدان ومستنكر وأساء الى مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين لكنه لن يغير من حقيقة أن القدس أرض محتلة يجب أن تعود إلى سيادة أصحابها الفلسطينيين مهما طال الزمن". كما حذر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اسرائيل من تداعيات هذا القرار. وقال "يمكننا أن نصل إلى حدود إسرائيل من سوريا، فليحذروا"،داعيا السعودية إلى وقف الحرب في اليمن وسوريا وتوجيه التحالف العربي إلى القدس "لتحريرها". وهددت حركة النجباء العراقية المدعومة من إيران باستهداف القوات الأميركية المتواجدة في العراق. قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ ان وضع القدس مسألة "مغقدة وحساسة" يجب ان تحل "بالحوار". وذكرت بان الصين "تدعم بحزم عملية السلام في الشرق الاوسط" وقرارات الاممالمتحدة ذات الصلة "بما في ذلك القرار حول وضع القدس" و"دولة فلسطين مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدسالشرقية وتتمتع بالسيادة الكاملة". قالت وزيرة الخارجية النروجية ايني اريكسن سوريدي التي استضافت بلدها المفاوضات التي افضت الى اتفاقات اوسلو "اشعر بقلق كبير من ان يساهم القرار الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل في مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة ويدفع الاطراف الى مغادرة طاولة المفاوضات". قال بيان ان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد "يأسف لهذا القرار الذي لن يؤدي سوى الى زيادة التوتر في المنطقة وخارجها والى مزيد من التعقيد في البحث عن حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني". اعلنت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند ان مسالة وضع القدس "لا يمكن ان تحل الا في اطار تسوية شاملة للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني". ودعت الحكومة الكندية كل الاطراف الى "الهدوء". اكد الديوان الملكي السعودي في بيان ان المملكة "سبق أن حذرت من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة". واضاف البيان ان السعودية "تعرب عن استنكارها وآسفها الشديد لقيام الإدارة الأمريكية باتخاذ" هذا القرار "بما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس والتي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي". شجبت طهران بقوة قرار ترامب معتبرة انه ينذر ب"انتفاضة جديدة". وقالت وزارة الخارجية الايرانية في بيان ان "القرار الاستفزازي وغير المتعقل الذي اتخذته الولايات المتحدة... سيستفز المسلمين ويشعل انتفاضة جديدة ويؤدي الى تصاعد التطرف والى تصرفات غاضبة وعنيفة". استنكرت مصر الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدة انها ترفض أية آثار مترتبة عليه. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان ان "اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال". اعتبرت الحكومة الاردنية الاعتراف خرقا للشرعية الدولية والميثاق الأممي. وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني في بيان ان الشرعية الدولية والميثاق الاممي "يؤكدان ان وضع القدس يتقرر بالتفاوض، وتعتبر جميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض لاغية وباطلة". أكدت الرئاسة السورية أن "مستقبل القدس لا تحدّده دولة أو رئيس، بل يحدّده تاريخها وإرادة وعزم الأوفياء للقضية الفلسطينية التي ستبقى حيّة في ضمير الأمة العربية حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس". قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عبر تويتر إن القرار الأمريكي خطوة يرفضها العالم العربي وتنذر بمخاطر تهب على المنطقة. واضاف "لبنان يندد ويرفض هذا القرار ويعلن في هذا اليوم أعلى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في قيام دولة مستقلة عاصمتها القدس". اعلن الامين العام للامم المتحدة انطونيو جوتيريش ان وضع القدس لا يمكن ان يحدد الا عبر "تفاوض مباشر" بين الاسرائيليين والفلسطينيين، مذكرا بمواقفه السابقة التي تشدد على "رفض اي اجراء من طرف واحد".