وسط عمارات شارع قصر النيل يقع ستوديو" بيلا" الذي يعود تاريخه إلي القرن ال19.. ومازال محافظا على طرازه القديم.. والذي يعتبر أول ستوديو تصوير في مصر.. ويقول أشرف محيي الدين- صاحب الأستوديو الحالي: هذا الأستوديو تم إنشاءه في حوالي 1890، ويعتبر أول مكان تصوير في مصر، أنشأه عاشق التصوير الخواجة" بيلا"، المجري الجنسية، وفي عام 1925 عاد بيلا لبلاده وباع الأستوديو لشخص لبناني، وشاركه جدي فهمي باشا هيبة في ملكية المحل، ثم بعد فترة باع الشريك اللبناني حصته وأصبح الأستوديو مملوكا لعائلتي فورثه والدي الذي علمني المهنة منذ الصغر، ثم توليت إدارة الاستديو بعده، ولأن ستوديو" بيلا" هو الأقدم في مصر فقد أصبح الملوك والباشاوات والرؤساء من زبائنه، وكان يحضر مندوب من قصر عابدين للاتفاق على حضور الخواجة بيلا لتصوير أحد أفراد العائلة المالكة في القصر وقام جدي بتصوير موكب للملك فؤاد وكان إلى جواره حسين رشدي باشا، كما قام بتصوير اللواء إسماعيل صدقي باشا واللواء أحمد شفيق باشا، ووسيل باشا حكمدار العاصمة، والتقط صورة للملك فاروق في طفولته وهو راكب عربة صغيرة، كما قام والدي بتصوير الرئيس جمال عبد الناصر وأحداث ثورة يوليو 1952، وجنازة عبد الناصر، والتقط صورا عديدة للرئيس الراحل أنور السادات وزوجته السيدة جيهان السادات، وكانت الصور وقتها أبيض وأسود، ولكن كنا نقوم بتلوين صور السادات وجيهان يدويا باستخدام الفرشاة وألوان الزيت للخلفيات، أما الوجه فقمنا بتلوينه باستخدام ألوان المياه، وطوال السنوات الماضية حافظنا على شكل الاستوديو وديكوره القديم، كما احتفظ بكل الكاميرات ومعدات التصوير القديمة، مثل الكاميرا المنفاخ التي لها عجل حتى يسهل نقلها وتحريكها، والفلاش الماغنسيوم، ومعمل التحميض الأبيض والأسود، وأفلام التصوير المصنوعة من الزجاج، وكان حجم الفيلم 20X 25 سم، فالأستوديو بمثابة شاهد على تاريخ التصوير في مصر. ويضيف قائلا: لم يفكر جدي في تغيير اسم بيلا، لأن تاريخ الأستديو مرتبط باسمه، والأكثر من ذلك أن اسم الشهرة الخاص بي أصبح أشرف بيلا، وهذا الاسم أطلقه علي الفنان الكبير حسين فهمي أثناء قيامي بتصوير كواليس أحد أفلامه، وأصبحت معروفا من وقتها بهذا الاسم، كما أن اسم الأستوديو يجذب السائحين الأجانب، خاصة المجريين الذين يأتون للأستوديو ليسألوا عن الخواجة بيلا، معتقدين أن صاحب الأستوديو مجري الجنسية، هذا بجانب أن كل نجوم السينما المصرية القديمة والحديثة تم عمل اختبار تصوير لهم هنا في هذا الأستوديو، وكان والدي ومصورو هذا الأستوديو هم من يحددون هل هذه الوجوه الجديدة تصلح للتمثيل أم لا، ومن أبرز النجوم الذين نعتز بتصويرهم في الأستوديو علي الكسار، فريد شوقي، ميرفت أمين، مديحة كامل، لبلبة، هند رستم، ماجدة الصباحي، سميرة أحمد، ونور الشريف، ويحيى الفخراني، ونعيمة عاكف وغيرهم الكثير، بالإضافة إلى كل نجوم الجيل الجديد، فقد اعتاد المخرجون الكبار مثل يوسف شاهين، والسيد راضي، وجلال الشرقاوي، وخالد يوسف وغيرهم على إرسال الوجوه الجديدة لنا لنقوم بتصويرهم، وعمل اختبار تصوير لهم.