بعد ان تابعت عددا من مباريات دورينا في موسمه الجديد , وقد هالني ما رايته من مستوى متواضع وضعيف في بعض الاحيان ولايبشر بموسم قوي او علي الاقل مختلف عن ذي قبل، خاصة وان الموسم الحالي هو الاهم بالنسبة للاعبي منتخبنا المحليين وهو الان علي بعد خطوة من بلوغ المونديال للمرة الثالثة في الصيف القادم وهو مايفرض انهاء المسابقات المحلية مبكرا. ولقدجاءت الجولة الاولى من دورينا خالية الدسم في الوقت الذي كان يوما يشار اليه بالبنان وتتابعة كل الجماهير في اغلب البلدان العربية وبخاصة الخليجية , بعدما غابت النجوم التي كانت تنتظرها الجماهير لكي تستمع بادائها ومهاراتها بعدما تحولت النجومية الي نجوم استديوهات التحليل اصحاب الفكر النظري و الكلام المعسول .. صحيح قديقال انه من السابق لاوانه اصدار احكام مسبقة من خلال جولة اولي لم تكتمل فيها لياقة وجاهزية اللاعبين ذهنيا وبدنيا ومن ثم فنيا , ولكن لان الجواب يقرأ دائما من عنوانه والعنوان حتي الان لايبشر. و من وجهة نظري ارى ان اشكالية غياب الجماهيرعن ملاعبنا تعد سببا رئيسيا لان الحضور الجماهيري كما هو معروف دائما يفجر طاقات اللاعبين الابداعية و الفنية ويضفى على المباريات اجواء التنافسية الحقيقية , ولا أعرف كيف لايتم حسم مشكلة عودة الجماهير حتى الان , في الوقت الذى يسمح فيه بحضور اكثر من 60 الف في مدرجات استاد برج العرب ,وشاهدنا جميعا اعلي درجات الانضباط والالتزام والروح الرياضية الرائعة , اري ان الكرة المصرية بشكل عام في اشد الحاجة الى قرار شجاع وجرئ لكي تعود الروح الي دورينا الذى تراجع للاسف فنيا بدرجة كبيرة في السنوات الاخيرة , ولهذا فانني ادعو الي عقد جلسات نقاش و حوار كبيرة ومفتوحة بين ادارات الاندية و المسؤولين في ادارة المسابقات باتحاد الكرة مع روابط المشجعين و ممثلي الاعلام وايضا الشركات الراعية للدوري ولفرق كل الاندية وبحضور المسؤولين عن الامن , من اجل الاستماع الي كافة الالاراء والمقترحات ومن اجل الاتفاق على ضوابط محددة لكي يعود النبض الى المدرجات الخاوية , كما اطالب بضرورة اتخاذ خطوات سريعة نحو اسناد تنظيم مباريات الدوري الي شركة متخصصة في التنظيم بالتنسيق مع الاندية وهي التجربة التي سبقتها اليها بعض البلدان العربية , لان التراجع الفني للدوري المصري في السنوات الاخيرة هي نتيجة طبيعية ومنطقية لضعف الميركاتواوسوق الانتقالات في المواسم السابقة , وتحديدا خلال فترة التسجيلات الصيفية التي تسبق انطلاقة الدوري والذي لم نعد نعرف بدايته من نهايته ! ولم نعد نسمع عن تعاقدات مع نجوم واسماء كبيرة كما كان يحدث في السابق ,فهل اصبح دورينا طاردا للنجوم اوبالاحرى لم يعد الوجهة المفضلة للمحترفين الاجانب سواء من افريقيا اواسيا , لاننا لم نعد نشاهد الا انصاف المحترفين او اقل في المستوى , وبدليل انه لم تسجل فترة الانتقالات الاخيرة اية صفقات كبيرة من العيارالثقيل ربما بسبب ضيق ذات اليد وقلة موارد الاندية بسبب عدم نجاحها في التسويق اوالاستثمار الرياضي , ياسادة الدوري المصري اقدم الدوريات في المنطقة وفي افريقيا واسيا ولايزال يملك ارثا رياضيا عريقا ولكن ادرات معظم الاندية لاتزال بحاجة الي الفكر الاستثماري والي جذب الرعاه والمستثمرين في المجال الرياضي الذي اصبح مجالاخصبا وناميا ولابد من تطوير الافكارمن اجل تصدير المحترفين المصريين , انديتنا ياسادة لاتزال تفتقد ومنذ سنوات للاستثمار الرياضي الحقيقي , لانها لاتزال اسيرة افكار الهواة بعد ان ضلت الطريق نحوعالم الاحتراف الحقيقي بعيدا عن العقود و المكاسب المالية فقط , وهذا يجعلني اتساءل لماذا لم يدخل الدوري المصري ضمن تصنيفات دوريات المحترفين ؟ و لماذا لم تتحول انديتنا الي شركات رياضية كما هو مطبق في معظم دول اسيا ؟ وهوما يفسر سر الطفرة الرهيبة التي حققتها الكرة اليابانية و ايضا الكرة في كوريا الجنوبية والتي حققت قفزات كبيرة وخطوات واسعة للغاية في عالم الاحتراف حتى اصبح مكانها محجوز بشكل دائم في كل دورات كاس العالم ودول الخليج ليست ببعيدة بدليل كم النجوم والاسماء العالمية التي يزخر بها الدوري الاماراتي والدوري السعودي ! كلمة السر تتلخص ياسادة في فكرالاحتراف والانضباط . ** حلو الكلام .. الي المسؤولين عن الرياضة في بلدي اقول فاقد الشيئ لايعطيه !