أكد الشاعر فاروق جويدة أنه شاهد الثورة من بعيد، ولكنه شارك فيها بقصائده مثل " أرحل " و " أغضب " ، كما كتب قبل قيام الثورة بأسبوع "ترسم تونس"، موجهاً فيها الحديث للرئيس السابق ، وفى يوم 26 يناير كتب مقالا فى الأهرام بعنوان "يحيا شباب الثورة". وأكد جويدة فى حوار خاص مع الإعلامية منى الشاذلى فى برنامج العاشرة مساء على قناة "دريم "، أن أكبر جريمة ارتكبها النظام السابق هى تخريب العقل المصرى وإظلامه مستنكرا بكاء البعض على ما مضى قائلا لهم "على ماذا تبكون؟ هل على الدولة المدينة بأكثر من تريليون جنيه أم 50 مليار دولار معونة أمريكية أم ضياع 420 مليون جنيه أموال التأمينات أم على العجز الدائم فى الميزانية أم العشوائيات والانتخابات المزورة والقوانين المضروبة من مجلس الشعب أم 46 ألف معتقل سياسى". وقال جويدة: "الجيش قادر إذا أراد أن يحسم قضية الأمن فى الشارع المصرى خلال أسبوعين ولكن لا أعلم لماذا لا يريدون ذلك، فمن السهل عليهم جمع البلطجية وإرسالهم للسجون المتناثرة على الطريق الصحراوى ليس للاعتقال وإنما للعمل فى المزارع وإعطائهم مكافآت شهرية على مجهوداتهم"، مضيفا أن المصريين أصبحوا فى غيبوبة واعتادوا القبح فهم الذين استمعوا قديما لأم كلثوم وهى تغنى الأطلال والآن اعتادوا الاستماع لأغانى "بحبك يا حمار". وأشار جويدة إلى أن النظام السابق سلب من الشعب روحه فى التغيير والمغامرة والطموح من خلال بعض الذين كانوا يعتبرون الوطن فندق ثم ذهبوا فى النهاية للفندق الكبير فى طره قائلا: "لو كنا نعرف أن النظام ممكن نخلص عليه فى 18 يوم كنا عملناها من 30 سنة فاتت"، موضحا أن المجتمع انقسم إلى مجموعات مختلفة على رأسها أصحاب المصالح الذين كان يمنحهم النظام السابق كل شىء ويعطيهم ببذخ الأموال والسلطة والحصانة ضد القانون والعدالة وكونوا ترسانة فساد، ولكن حتى الآن لم تصل لهم الدولة. وأضاف جويدة أن المجموعة الأخرى تمثل المنتفعين الملتفين حول أصحاب المصالح ويمثلهم ضباط شرطة واعلاميين قادرين على شراء الذمم مستشهدا بأحد الوزراء السابقين الذى امتلك وحده 12 مستشارا إعلاميا لا يقومون بأى دور قائلا "السيرك الذى نتحدث عنه من المنتفعين والمستفيدين والنخبة يمثلون 2 مليون فقط من الشعب وهناك 83 مليون خارج هذه الدائرة الفاسدة". وأكد جويدة أن الشعب المصرى نظيف وسليم فحتى فى أحلك أزمات لم تخرج ثورة الجياع كما كان يتوقع البعض وفى ظل الانفلات الأمنى لم تخرج مظاهرة واحدة من العشوائيات منذ الثورة حتى الآن، رغم أن حزب الفقراء هم الأكبر فى مصر قائلا: "لم نشهد مثلا هجوماً من منشأة ناصر على سكان القطامية هايتس رغم أنهم متلاصقين". وأشار جويدة إلى أن المظاهرات الفئوية موجودة قبل اندلاع الثورة والفارق فى أنها كانت تحبط دائما بواسطة الشرطة قائلا: "أرفض خروج الأطباء الآن للاعتصامات والإضراب عن العمل وخناقات المحامين والقضاة والإعلاميين الذين يكسرون مبنى ماسبيرو وأساتذة الجامعة الذين يعترضون على الانتخابات والمدرسين الذين يلون عنق الحكومة وتعطيلهم الدراسة 15 يوما، ولذلك نحن كنخبة لم نكن قد اللحظة وبمقدارها واعتقدنا أنها لحظة جنى الثمار وليس ساعة العمل وانقاذ البلاد". واستنكر جويدة عدم محاكمة مبارك والعادلى عسكريا لانتمائهم لمؤسسات عسكرية وأيضا التباطؤ فى المحاكمات وعريضة الاتهام للرئيس السابق التى يحاكم بموجبها، حيث ينقصها الكثير ولا تمثل سوى جرائم سمسار وليس رئيس دولة قضى 30 سنة فى حكم مصر قائلا: "ما كان يجب ظهور مبارك فى المحاكمات بهذا الشكل إطلاقا، لأن هذا خطأ فى حق مصر وشكله ماكانش حلو وكنت أتمنى أن يقف ويواجه ويتكلم". كما انتقد جويدة التباطؤ فى استعادة الأموال من الخارج، فى حين تم إعلان كشف الجمعيات التى تمول من الخارج فى سرعة كبيرة، رافضا محاسبتهم بأثر رجعى متهما جمعية سوزان مبارك للسلام بتلقى تمويل إسرائيلى، رافضا أيضا تدخل بعض الدول العربية فى محاكمة مبارك كإرسال الكويت وفد المحامين قائلا: "الإدارة المصرية أخطأت حين سمحت للوفد الكويتى بالدخول، لأن هذا شأن مصرى وعلاقات شعوب وليس حكاماً واشمعنى رئيسنا فى حين أن القذافى قتل على الشاشات ويدينون الشعب المصرى، لأنه يحاكم رئيسه".