مشاعرنا تتطور للأفضل أو الأسوأ على حسب معطياتنا لها العنوسة الحقيقية ليست فى عدم الزواج إنماهى الحياة مع زوج لايفهم ولا يقدر المرأة فقر المشاعر أكثر ضررا وخطورة على الإنسان من الفقر المادى بعد أن أحتلت مصر المرتبة الثانية فى أعلى نسب حالات الطلاق على مستوى العالم وبعد أن تراجع مستوى الذوق والأخلاق والتربية بين الأجيال الجديدة أصبحت برامج التأهيل النفسى للزواج والتربية أمر لابد منه وهذا ما نادى به السيدر رئيس الجمهورية ... فما سبب هذا التدهور الأخلاقى الذى أصابنا فى السنوات الأخيرة ولماذا كانت العلاقات الزوجية والإنسانية زمان أكثر رسوخا ورقيا وهل أصبحت تلك العلاقات فى حاجة الى إستشاريين تربية وتأهيل نفسى للزواج كل تلك الأسئلة ذهبنا بها الى دكتور علاء رجب إستشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية لعلنا نجد عنده إجابة ..
الطبيعى أن مشاعر الإنسان تتطور للأفضل والأرقى .. فهل ما حدث عندنا فى السنوات الأخيرة كان العكس ؟ قبل أن نتكلم عن تطور المشاعر لابد أن ندرك أن كل واحد فينا يكون لديه ثلاثة شخصيات الأولى وهى التى يراها فى المرآة وتلك تكون الشخصية الحقيقية التى لايستطيع أن يكذب أو يتلون فيها حتى على نفسه أما الثانية فهى التى يواجه بها الناس بهاويحاول فيها أن يبدو دائما على الصورة الأفضل فى عيون الأخرين حتى لو كان ما يظهره عكس ما بداخله مثل الذى يحاول أن يبدو طيب متدين ملتزم ولكن حقيقته عكس ذلك تماما وتلك الشخصية غالبا ما تتحكم فى حالة الإنسان المزاجية لأنه يتأثر فيها برأى الأخرين فيه بمعنى أنهم لو كانوا يرونه شخص جيد لرأى هو نفسه أيضا كذلك والعكس صحيح خاصة لو كانت شخصيته ضعيفة من الأساس وأخيرا الشخصية الثالثة وهى تلك التى يطمح أن يكون عليها ومن خلال هذه الشخصيات وحقيقتها تتطور المشاعر سواء للأفضل أو للأسوأ على حسب المعطيات التى نمدها بها يعنى لو كنا نمد أنفسنا بالمحبة الرضا والقناعة والإقتراب من الله فطبيعى جدا أن مشاعرنا ستطور للأفضل ونصبح أكثر إيجابية وتفاعلا مع المجتمع وإذا كنا نمدها بالغل والحقد والكره والتطلع لما ليس فى يدينا فستطور المشاعر للأسوأ حتى نصل لمرحلة أننا قد نكره أنفسنا . كيف يمكننا أن نطور مشاعر أبناءنا للأفضل حتى يخرجوا للمجتمع أسوياء؟ ببساطة الأم التى تعلم إبنها أنه لابد أن يحصل على الدرجة النهائية فى الإمتحان بأى طريقة بغض النظر عن إمكانياته هى بهذا الشكل تعلمه الغش وتقهره نفسيا ومن ثم سيخرج للمجتمع شخص عنده إستعداد لأن يفعل أى شىء ليحصل على ما ليس من حقه أما الأم التى تحترم قدرات إبنها ونتائجه هو الذى سيخرج للحياة إنسان ملتزم صادق مع نفسه ومع الأخرين فمن يفتقدون الحب والحنان فى تربية أبناءهم سيخلقوا منهم أشخاص مادية نفعيه فقط يعنى أنا عندما اعود إبنى على زيارة المريض والعطاء للمحتاج فأنا هنا أحميه من فقر المشاعر الذى هو أخطر بكثير من الفقر المادى لأن المشاعر هى التى ستجعله راضى وقانع بما يصل اليه فى حياته ولا يتطلع لما عند غيره وهذا ما نعانى منه كمجتمع لديه فقر كبير فى المشاعر . كيف يمكننا التخلص من المشاعر السلبية التى تسيطر علينا أحيانا ؟ بآلا نكتم مشاعرنا الحقيقية ونقهر أنفسنا لذا فعلينا دائما أن نعبر عن ما يدور بداخلنا حتى لاننفجر مرة واحدة ومهم جدا أيضا آلا نربط حياتنا أو سعادتنا بشخص أو هدف واحد . هل أصبحت العلاقات الأسرية والإنسانية معقدة لدرجة إنها تحتاج لإستشاريين؟ فكرة الإستشارى موجودة من زمان جدا ولكن ليس على شكل طبيب وإنما فى هيئة كبير العائلة ولكن عندما إزدحمت الحياة وإنشغل الناس عن بعضهما وإحتل الفيس بوك المكانة الأولى فى التعبير عن مشاعرنا مما جعل حياتنا الخاصة "سداح مداح" ظهر إستشارى العلاقات الأسرية لما أصاب تلك العلاقات من تعقيد خاصة فى ظل عدم وجود رخصة قيادة للزواج مما ساهم فى إرتفاع نسبة الطلاق. وما هى شروط رخصة قيادة الزواج ؟ التكافؤ الإقتصادى والإجتماعى والجسدى فدون توافر تلك الشروط الثلاثة لن ينجح او يستمرأى زواج . هل هناك نماذج فى الشخصيات لابد من الإبتعاد عنها من البداية ؟ نعم وهنا دعينى أؤكد على أنه لايوجد شىء إسمه شخص سيتغير بعد الزواج فهذا لن يحدث فلا يوجد إنسان يغير أخر إنما هناك شخص يغير من نفسه حتى يتناسب مع الأخر لذا فمن البداية لابد من الإبتعاد عن الرجل البخيل والعصبى والمدمن والفلانتينو والرجل "إبن أمه" الذى لايستطيع أن يأخذ قرار دون رأى والدته فكل هؤلاء ليس لهم علاج وتلك الصفات تكون شديدة الوضوح قبل الزواج إلا أننا نتغاضى عنها ونطلق عليها مسميات أخرى وهذا نوع من الإحتيال العاطفى على أنفسنا أما فى المرأة فلابد من الإبتعاد الشخصية الزنانة والشكاكة والكاذبة . أحيانا ما تتغاضى الفتاة عن تلك العيوب خوفا من عدم الزواج؟ خطأ كبير فأسوأ شىء أن تتغاضى الفتاة عن أحد تلك العيوب خوفا من عدم الزواج لأن العنوسة الحقيقية ليست فى عدم الزواج إنما فى الحياة مع رجل لايشعر بها ولا يقدر قيمتها لذا فأنا أرى ان سعادة المرأة الحقيقية تكمن فى نجاحها وطموحها ومهاراتها وعطاءها للمجتمع والتخلص من دور المضحية وهو من الأدوار التى تعشقها المرأة . ولكنك فى أحدى محاضراتك نصحت الناس أن تتجاهل مشاعرها بحجة أنه لاأحد يدوم لأحد ؟ هذا حقيقى ولكنى كنت أقصد المشاعر السلبية الناتجة عن الفقد فلا يوجد شخص فينا لم يفقد عزيز لديه أو وظيفة أو خدع فى إنسان كانه يظنه الأقرب وطبيعى جدا أنه يمر بفترة صعبة فى حياته نتيجة هذا الإحساس وتلك المشاعر هى التى أنصح بتجاهلها لأن الدنيا لن تتوقف عند أحد أو على أحد فهذا هو قانون الحياة كما إنى أنصح بآلا نجعل الأشياء المادية تسرق حياتنا بمعنى إنى عندما أطمح لشراء سيارة بمائة الف جنيه فلابد أن أدرك أن هذا الثمن يساوى خمس سنوات من عمرى فى حين انى ممكن أشترى أخرى بنصف الثمن وأحافظ على سعادتى وتوازنى النفسى . معنى هذا أننا لانعرف خطوات تحقيق السعادة لأنفسنا ؟ نعم وذلك لأننا طوال الوقت مشغولين بتحقيق النجاحات المادية المترجمه لشقة وسيارة ومدارس أنترشايونال ولم نفكر للحظة أن كنا سعداء بما نحققة ونربى أولادنا بالطريقة الصح أم لا فالسعادة الحقيقة تكمن فى الرضا والقناعة وخوفنا على بعض وإحساسنا بالأخر ورحمة أولادنا وتربيتهم على العطاء والمنح . وكيف نستطيع أن نصل الى مرحلة الرضا والقناعة لنصبح سعداء؟ بتوطيد العلاقة بربنا وأن نحرص على أن يكون هناك حوار داخلى مع أنفسنا لنعرف أين نحن وما يجب أن نكون عليه ومن أكثر الأشياء التى يمكن أن تسعدنا أيضا أن نختار هدف له قيمة فى حياتنا نسعى الى تحقيقه لأن هذا هو ما سيمنحنا الإحساس بذاتنا وأن نبتعد نهائيا عن الأشخاص السلبية التى تهدر طاقتنا والأهم من هذا وذاك آلا نربط سعادتنا بشخص معين وإنما نعتمد فى ذلك على أنفسنا فقط لذا فأنا دائما ما أقول لأى شخص يبحث عن السعادة أنت الوحيد القادر على إسعاد نفسك والمسئول عنها ومهم جدا أيضا آلا نترك أنفسنا فريسة لأوهام وخيالات بعيدة عن إمكنياتنا حتى لانحبط من عدم تحقيقها وهى فى الواقع ليست مناسبة لنا من الأساس ولانتابع غيرنا فللأسف الشديد هناك أشخاص كل همهم متابعة غيرهم والتحسر على ما عند الغير وليس عندهم دون النظر الى أنهم قد يكون لديهم ما يتمناه الكثيرون فيفقدوا الإحساس بمعنى الحياة فالسعادة الحقيقية تكمن فيما نملك وليس ما نملك لذا فالأنانية وإفتقاد القيم الأخلاقية والسيرة الطيبة والطموحات الكاذبة تجلب لنا التعاسة التى قد تجرنا للإكتئاب . التطور التكنولوجى جعلنا أكثر أكتئابا ! بالتأكيد لأنه خلق نوع جديد من المشاعر وهى المشاعر الإلكترونية فالحب يترجم للايك والكره لبلوك فضلا عن أنه ساهم فى نشر الشائعات والأكذيب عن بعض ففلأسف نحن أصبحنا نتحدث عن بعض أكثر مما نتحدث مع بعض وهذا بدوره جعلنا نبتعد عن بعض فكثيرا ما نرى زوجين فى أى مكان أو حتى فى البيت كل واحد منهم مشغول بموبايله أكثر ما هو مشغول بخلق حوار مع شريكه مما جعلنا أكثر إبتعادا عن بعض حتى نصبح مع الوقت وكأننا أغراب تحت سقف واحد ونفس الشىء بالنسبة للأبناء حيث يعيش كل واحد منهم فى جزيرة منعزلة الى أن نفيق على كوارث كانت تعيش معنا ونحن لاندرى وبالتالى فطبيعى جدا أننا نصاب بالإكتئاب طالما لانجد من يسمعنا أو يفهمنا .