ملامحها تدل على الجرأة، وحماسها يثبت انك أمام فتاة من نوع مختلف، وخلف ملامحها الأنثوية تخفي قوة وعزيمة لا تلين، تهمل نظرة البعض، وتترك كلام المجتمع خلف ظهرها، وتتابع طريقها لتحقيق هدفها الكبير بخطى واثقة.
دانيه اسماعيل المصري 20 سنه، والتي عادت من دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكمل دراستها الجامعية بغزة، و لتمارس تمارين الأوزان وشد الجسم.
تنحدر من عائلة رياضية، فشقيقها الأكبر ممارس لرياضة الجيوجتسو والملاكمة وحاصل على عدة بطولات رياضية على مستوى دولتي الإمارات والأردن.
وهذا سمح لها بممارسة الرياضة في سن لا يتجاوز الست سنوات، وتنقلت بين السباحة والجمباز والعاب القوى، حيث شاركت في العديد من ماراثونات المسافات الطويلة والتي حصلت فيها على جوائز عديدة مثل حصولي على مراكز متقدمة في مارثون زايد الدولي ومارثون ماكدونالدز الاولمبي، وماراثون الفجيرة الدولي،حتى وصلت وصولا الى تمارين مقاومة .
تقول دانيه : أجد متعة غير متناهية في هذا النوع من الرياضات أولا لإحساسي بالتفرد فيها، لقلة أعداد الفتيات الممارسات لها، وثانيا لأنها تقوي من بنيتي الجسدية، وتمنحي اللياقة والرشاقة وقوة التحمل والصحة اللازمة لأي شخص.
وعن فائدة ممارسة رياضة "تمارين الأوزان "دانية لها رأي خاص في هذا، فتقول: يعتقد البعض أن الفتاة إذا ما مارست رياضة قوية كتمارين مقاومة , فإنها ستفقد أنوثتها وتتحول الى رجل في هيئة امرأة، ولكن هذا غير صحيح، وأنا مثال حي على هذا فانا ومنذ سنوات أمارس هذه الرياضة وارفع أوزانا كبيرة، واخضع لتمارين قاسية ولم اشعر داخليا أو خارجيا انني فقدت أنوثتي بالعكس فقد ساهمت هذه الرياضة في تعزيز ثقتي بنفسي، وإصراري على الاستمرار بها.
دانية التي تحدت مجتمعها، تمارس تمارين شد عالية مع تمارين مقاومة، في ناد صغير غرب مدينة غزة، لكنها لا تعتمد على هذا فحسب وإنما تمتلك في منزلها أدوات رياضية اشترتها من مالها الخاص لتكمل تمارينها خلال تواجدها في المنزل، في الوقت الذي تمارس هذا النوع من الرياضة بقناعة تامة انه سيعود بالفائدة على بنيتها الجسدية، ويمنحها قوة عضلية.
ليس هذا فحسب بل إن هناك فوائد أخرى تقول عنها دانية: تمنحني التمارين قدرة كبيرة على التحمل و وتكسبني المرونة الكافية وكفاءة متقدمة بالإضافة الى تحسين النظام القلبي و التنفسي.
ولاكتساب فوائد متعددة فإنني أحب بين الحين و الآخر التنويع في أسلوب ممارسه الرياضة فأمارس أيضا المويايتاي( الملاكمة التايلندية) نوع من الرياضات القتالية. وأمارس الجري و السباحة. دانية التي تعشق سباقات التحمل لا ترى ما يمنع المرأة من ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة، وترفض تسمية بعض الرياضات باسم الرجل دون المرأة، معتقدة آن النساء قادرات إذا ما امتلكن العزيمة على طرق أي باب، وممارسة أي نوع من الأنواع، وأنها على يقين أنهن سيتفوقن وهذا ما أثبتته التجارب العديدة، وما تؤكده الوقائع التي تدل مثلا على حصول النساء العربيات على اكبر عدد من المداليات في اولمبياد ريو 2016 في البرازيل مؤخرا.
أما عن الأنواع المحببة لها فيبقى الجمباز والعاب القوى، وتمارين المقاومة هي الأقرب، ولهذا أسباب شخصية كونها واحدة ممن مارسن هذه الأنواع من الرياضات، وأسباب أخرى تتعلق بالصحة فطالبة العلاج الطبيعي بالجامعة الإسلامية بغزة، ترى أن ممارسة هذه الرياضات بالنسبة للمرأة يمنحها قوة وصحة جيدة، بالإضافة الى اللياقة والرشاقة التي تبحث عنها أي فتاة.
لا تزال دانية تدين لعائلتها بالفضل الكبير في دعمها، ومنحها الفرصة كاملة لممارسة ما يحلو لها من أنواع الرياضة المختلفة، فلا زالت تذكر كيف كان والدها ووالدتها يشجعونها بمتابعة حثيثة في التدريب للسباقات المختلفة التي شاركت بها، مقتنعين كامل الاقتناع أن ابنتهم ستختار الأنسب لها ولقدراتها، وأنها حتما ستثبت نفسها في أي ميدان تقتحمه، وهذا تاج ما زرعوه بداخلي من حب للرياضة وقناعة بالمنافسة الشريفة، وفقا لدانية.
طموحات دانية كعزيمتها لا تعرف حدودا، فحلمها الأول هو إكمال تعليمها الجامعي ومن ثم الانتقال سريعا لإتمام دراسة الماجستير في العلاج الطبيعي تخصص عظام -إصابات رياضية، كما تطمح لتأسيس مركز نسائيا شاملا للياقة البدنية والتغذية الصحية، والعلاج الطبيعي.
وكما كانت رائدة في اختيارها لنوع الرياضة تطمح بان يكون مركزها هذا رائدا ورافعا للمرأة الفلسطينية للولوج الى مساحات كانت و لازالت ربما محرمة عليها.
وحول هذا توضح أن توعية المجتمع من أهم أسباب نجاح المرأة، فالتجربة الخاصة بها لم تكن لتنجح لولا تفهم الأهل، وان هذا يقف عقبة أمام العديد من الراغبات في دخول هذا المجال، وهنا يأتي دور التوعية المجتمعية، بأهمية ممارسه النشاط البدني ، و تناول الغذاء الصحي وخصوصا أن مجتمعنا الفلسطيني
لا يعطي هذه الفرصة للمرأة بان تُمارس هواياتها و تشارك بمسابقات وبطولات. وتضيف دانيه أسلوب تمريني الآن عبارة عن تمارين شده عاليه مع تمارين مقاومه
فأنا بدوري هذا أحب أن انصح الفتيات أن يمارسوا اي نشاط بدني و يحملوا أوزان و يمارسوا رياضات عنيفه، فهي مهمه جدا لتقويه أجسامنا وعظامها و تعطينا قوه تحمل و صحة ونشاط وتسرع من عمليه حرق الدهون و اكتساب قوه عضلية أعلى من الايروبيك وغيرها.
وكأي رياضي يحلم برفع علم بلاده في المحافل الدولية، تنتظر دانية هذا اليوم بشغف، ممنيه نفسها بأنه لم يعد بعيدا، وانه إذا ما حافظت على تمارينها وطورت من قدراتها، فإنها ستنظم الى الوفد الفلسطيني المنافس في أي بطولة دولية قريبة.