قالت ريم خيرى شلبي فى لقاء التأبين الذى اقيم بساقية عبد المنعم الصاوى عن خيرى شلبى الاب انه كان حنونا يتحلى بروح المعلم الناصح فكان يحاول تقديم النصح للجميع ومساعدتهم على استيعاب تجارب وكتابات الاخرين والاستفادة منها وانه قام بتربيتها واخواتها الثلاث على حب الكتب والورقة والقلم وتقديرهما فكان يرى ان القراءة والثقافة هى المكون الاساسى للانسان. كما اعربت ريم عن تقديره واحترامه الشديدين لمكتبة الاسرة ودار الهلال اللاتى كن يبعن كتبه بأثمان زهيدة لتكون فى متناول الجميع. كما أشار المهندس محمد الصاوى فى كلمته الى ان كتابات امير الحكي تعتبر مثالا كبيرا على الكتابات النقية التى لا يشوبها النفاق والمجاملة مما يجعلها تراثا يبقى على مر السنين بين الناس لتحوذ على تقديرهم واحترامهم كلما قاموا بقرائتها. وقال الروائى الكبير بهاء طاهر ان خيرى شلبى كان دائم البحث والتنقيب عن الكتب القديمة والتى لم يكشف عنها النقاب فكان دائم الذهاب الى سور الازبكية والسيدة زينب والدرب الاحمر بحثا عن اكتشافات ادبية جديدة وكان منها نص التحقيق مع الدكتور طه حسين عن الشعر الجاهلى وانه قام بتقديم حديثا صغيرا مرفقا باجزاء من هذا النص كما عثر على بعض المسرحيات التي كتبت في العشرينات من هذا القرن ومنها مسرحية " فتح الأندلس " فكان شلبى دائما يبحث عن الكتب القديمة غير المعروفة. واضاف بهاء طاهر ان امير الحكى كان من اعظم رواة الشعر فكان في مقدوره ان يروى ديوانا كاملا فضلا عن حفظه لقصائد ودواوين لشعراء لم تسلط عليهم الاضواء كما كان له طريق بارع في القصة القصيرة وساعد على دخول الادب فى حيز العالمية ومن كتاباته تلك " وكالة عطية - الوتد ". وعن الجانب الإنساني لخيرى شلبى قال الروائى ابراهيم عبد المجيد انه لم يكن له عداءات مع اى شخص فكان ينأى بنفسه بعيدا للتفرغ الى الكتابة والتى كانت شاغله الاول وكان يهتم جدا بكتابة الحكاية لانها تنقل روح المكان والانسان الى الاجيال الاخرى وكان يختار لذلك الشخصيات المهمشة التى لم تاخذ حقها فى المعيشة وتعرضت للظلم سواء من السلطة او من الظروف المعيشية فيجسد اوراحها ليشعر بها كل من قام بقرائتها. ووصف المؤرخ شعبان يوسف.. خيرى شلبى بانه " حدوتة كبيرة " منذ بداياته وان رحيل جسده لا يعنى اختفاءه بل هو باق بروحه المطلة من خلال سطور كتاباته واضاف ان لشلبى وجوه متعددة هى وجوه كتاباته فكل كتاب وكل رواية قام بتقديمها حملت جزءا من روحه بين طيات صفحاتها ومن يرد التعرف على امير الحكي وحكاء المهمشين فليقرأ له. كما اشار الروائى محمد علاء الى ان خيرى شلبى هو مثال يحتذى به لجميع الاجيال من الكتاب فعلى الرغم من ان الجميع يقول ان الشباب يقدم الحديث من الافكار الى ان هناك الدليل على التغيير والافكار التى لم يقدمها احد من قبل وهى رواية " الشطار " فالرواية كلها تروى عن طريق رؤية كلب كما ان هناك رواية " الوتد " والتى تعد مثالا عظيما على البناء الادبى البديع وكتابة البورتريه التى تميز شلبى بها فكان يقوم بتمثيل اى شخص من خلال الكلمات بالطريقة التى تساعد القارئ على تخيله وكل هذه الاعمال تجعله من اعظم الكتاب فى الادب المصرى والذين يعيشون معنا على الرغم من رحيل اجسادهم لكنهم باقون باعمالهم. واختتم اللقاء بمجموعة من الابيات قدمتها الشاعرة وفاء المصرى لامير الحكي فتقول " ع اللي جرى من الغنا وسنينه واللي جبوه اشكيه لمين طب انا لو مشتكتش لأبوه .. يا أبو الغنا وابنه وطرحه وجدوره جايلك قمر أسيان يشكي وجع نوره .. هي الكتابة وجع سؤال ؟ هي الكتابة وجع ؟ .. هو الغنا علة ولا أنا المسحور لا قوة ولا حول .. ياعالما بالعشق ياعارفا بالكتابة هي الكتابة الحزن ولا الحزن الكتابة".