يضخم العضلات في وقت قياسي .. ويشتريه الشباب من صالات الجيم وكمال الأجسام! الخبراء: يمد الجسم بالطاقة ولكنه يدمر الكلى!
من حين لآخر تظهر داخل صالات الجيم وأندية كمال الأجسام مجموعة من المكملات الغذائية التي يقبل عليها كل من يحلم ببناء جسم رياضي في وقت سريع، وتقوم العديد من الشركات الأمريكية والألمانية وغيرها بطرح العديد من التركيبات التي تعمل على تنشيط نمو العضلات والتي سرعان ما تتحول إلى موضة يتهافت عليها الشباب، فبدأت بحبوب حرق الدهون ثم تطورت إلى الأمينو، واليوم ظهر "الكرياتين" الذي تحولت موضته إلى هوس أصاب معظم رواد تلك النوادي.. ومن اصحاب التجربة مع " الكرياتين " بسام سليم ، عمره 20 سنة ، فقد ذهب لإحدي صالات " الجيم " مع بداية الصيف لتحسين شكل جسمه و"تربية عضلاته"،وهناك لاحظ مجموعة كبيرة من أصحاب الأجسام القوية يتناولون مشروبا معينا داخل غرفة تغيير الملابس قبل وبعد التمرين، وحينما سألهم عنه فقالوا له إنه "الكرياتين " الذي يكون في صورة "بودرة" يتم إذابتها في الماء أو العصير، وهو أحد المكملات الغذائية التي تساعد على نمو العضلات في وقت قصير، يقول : من هنا بدأت استخدامه بعد أن نصحوني بنوع محدد له سمعة جيدة في تأثيره على بناء العضلات، والذي يباع داخل نفس الجيم الذي اشتركت فيه، وقد لاحظت بالفعل خلال الشهر الأول من الاستخدام أن هناك تطوراً كبيراً في نمو عضلاتي، ولذلك نصحت به كل أصدقائي ، وبرغم من أن جميع المروجين "للكرياتين" يقولون إنه لا يؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان، إلا أنني أعلم جيدا أنه قد يكون له تأثيرات سلبية غير معلومة حتى الآن، وهو ما حدث مع الأمينو الذي دمر أجيالا كاملة بعد أن عاشوا فترات طويلة يتمتعون بمظهر رائع وصحة جيدة ثم سرعان ما انقلب الأمر، وقد تأكدت من أن "الكرياتين" سوف يشهد نفس المصير بعدما علمت أن المنظمات العالمية لم تصرح باستخدامه بشكل رسمي، ولذلك أرى أنه من الأفضل الاعتماد على أنظمة غذائية جيدة بدلا من استخدام المكملات الغذائية تجنبا لأضرارها. ويرى عادل مرتجي-22 سنة- أن موضة "الكرياتين" تنتشر بين شباب الجيم بسرعة كبيرة بسبب حالة الإحباط التي تحدث لدى العديد من الشباب بسبب بطء تحسن شكل أجسامهم، ويكمل: السبب في ذلك يعود إلى عاملين أساسيين الأول هو أن معظم الشباب يذهبون إلى أندية متواضعة التجهيز وبالتالي يعتمدون على مجهودهم الشخصي في أداء التمارين التي غالبا ما يؤدونها بشكل غير صحيح، والعامل الثاني يعود إلى بعض المدربين الذين لا ينصحون الشباب بالأنظمة الغذائية في الفترة الأولى من اشتراكهم بالجيم ثم ينصحونهم بعد ذلك بتعاطي "الكرياتين" وعقاقير حرق الدهون حيث إنهم يحصلون من إدارة الجيم على نسبة من المبيعات وبالتالي يكون من مصلحتهم الترويج لها بأكبر شكل ممكن.
أما محمود عبد المطلب-29 سنة-فيقول: بالطبع "الكرياتين" له آثار سلبية قد تم التعرف عليها وذلك من خلال بعض الحالات التي تأثرت من استخدامه، حيث إن هناك مجموعة من الشباب الذين تعرضوا إلى ترسيب "الكرياتين" في الكلى، وهو ما يؤثر على وظائفها وقد تسبب الفشل الكلوي، ولذلك ينصح البعض بعدم استخدامه لفترة لا تزيد على ثلاثة أشهر حتى لا تظهر آثار الترسيب، ثم يعودون بعد شهر من الانقطاع لاستخدامه مرة أخرى، ولكن بالرغم من معرفة العديد من الشباب بذلك إلا أنهم يتجاهلونه بسبب هوسهم بأن يتوصلوا إلى جسم رياضي بمواصفات معينة بعد أن روج له مجموعة من الفنانين من خلال أعمالهم الفنية ومن خلال صورهم على الفيس بوك. ومن جانب آخر يقول محمد محمود-أحد المدربين المحترفين بأشهر نوادي كمال الأجسام: "الكرياتين" ليس أكثر من وقود بالنسبة للاعب كمال الأجسام حيث إنه يمد العضلة بقدر كبير من الطاقة والماء ،وهما العاملان الرئيسيان لتكبير العضلات، كما أنه يساعد على زيادة ضخ الدم داخل العضلات مما يجعل اللاعب لديه قدرة على حمل أوزان أكبر، وهو ما تسبب في هوس الشباب به خصوصا بعد أن روجت له شركة GNC للمكملات الغذائية، ولكن مشكلته الرئيسية أن تأثيره أقوي جدا على الكلى، وذلك لأن حبيباته خشنة مثل الكريستال، فحينما تترسب على الكلى تؤثر على وظائفها وصحتها بشكل كبير بل تدمرها في بعض الأحيان، ولذلك دائما ما ننصح الشباب بالاعتماد على العناصر الطبيعية التي سوف تمنحهم نفس تأثير "الكرياتين" فمثلا الإكثار من أكل الموز والبطاطس المسلوقة وصدور الفراخ يعطي نفس التأثير، حيث إن أنزيمات الكبد تتواجد بها مادة "الكرياتين" بنسبة ضئيلة يمكن زيادتها بتناول البروتين والكربوهيدريد، ولذلك ليس هناك أي داع للحصول على تلك المادة من مصدر خارجي يؤدي إلى أضرار كبيرة نحن في غنى عنها.