خامس يوم العيد.. هل الثلاثاء إجازة رسمية؟    أسعار الذهب في بداية تعاملات رابع أيام عيد الأضحى المبارك    أسعار الفاكهة اليوم الإثنين 9 يونيو فى سوق العبور للجملة    17 و18 يونيو.. إجراء 3 قرعات علنية لتسكين العملاء بأراضي توفيق الأوضاع بالعبور الجديدة    تراجع أسعار الذهب مع آمال التوصل لاتفاق تجاري بين أمريكا والصين    سعر الريال القطرى اليوم الإثنين 9-6-2025    البحرية الكورية الجنوبية تشارك في تدريبات متعددة الجنسيات بالفلبين    8 شهداء برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع مساعدات برفح الفلسطينية    عقب تخطي إسبانيا.. البرتغال أكثر المنتخبات تحقيقًا لدوري الأمم الأوروبية    طقس شديد الحرارة اليوم الإثنين 9 يونيو 2025.. العظمى بالقاهرة 36 درجة    استعدادا لامتحان الثانوية 2025.. جدول الاختبار لطلبة النظام الجديد    ضيوف الرحمن يختتمون مناسك الحج برمي الجمرات في ثالث أيام التشريق    حدائق "الزراعة" تستقبل أكثر من 33 ألف زائر في ثالث أيام عيد الأضحى    ضحى بحياته لإنقاذ الآلاف.. الحزن يخيم على الدقهلية بعد دفن شهيد الشهامة    التفاصيل الكاملة لحفل شيرين عبد الوهاب في ختام مهرجان موازين    وداع بطعم الدموع.. الحجاج يطوفون حول الكعبة بقلوب خاشعة    تكثّف انتشار الفرق الطبية بالأماكن الساحلية والسياحية في عيد الأضحى    براتب 9400 ..إعلان 135 وظيفة شاغرة في قطاع الصيدلة و تسويق الأدوية    وزير الرى: رفع التصرفات المائية المطلوبة بالترع والحفاظ على المناسيب بالمصارف    إصابه قائد موتوسيكل ومصرع أخر إثر إصطدامه به في المنوفية    ياسمين صبري: لا ألتفت للمنافسة.. و"ضل حيطة" قصة تمس واقع الكثير من الفتيات    إصابة شرطيين خلال أعمال شغب في لوس أنجلوس الأمريكية    عاهل الأردن يؤكد ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لتهدئة شاملة بفلسطين    لأول مرة.. رحمة أحمد تكشف كواليس مشاهد ابنها ب«80 باكو» (فيديو)    حديد عز يتجاوز 39 ألف جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الاثنين 9-6-2025    الجيش الروسي يسقط 24 مسيرة أوكرانية    ليفاندوفسكي: لن ألعب لمنتخب بولندا تحت قيادة المدرب الحالي    6 مواجهات في تصفيات كأس العالم.. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    «الوصول لأبعد نقطة».. ماذا قال خوسيه ريبيرو بعد خسارة الأهلي أمام باتشوكا؟    صحة المنيا: 21 مصابًا ب"اشتباه تسمم" يغادرون المستشفى بعد تلقي الرعاية    نقابة الأطباء بعد واقعة طبيب عيادة قوص: نؤكد احترامنا الكامل للمرضى    "لن يعود حيا" .."أبو عبيدة" يكشف محاصرة الاحتلال لمكان تواجد أسير إسرائيلي    «أسطول الحرية»: القوات الإسرائيلية تختطف المتطوعين على السفينة «مادلين»    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد» الاثنين 9 يونيو    ضحى بحياته لإنقاذ المدينة.. مدير مصنع "يوتوبيا فارما" يتبرع بنصف مليون جنيه لأسرة سائق العاشر من رمضان    الخميس المقبل.. ستاد السلام يستضيف مباراتي الختام في كأس الرابطة    منافس الأهلي.. قفازات كوستا تقود البرتغال إلى لقب دوري الأمم الأوروبية (فيديو)    اتحاد العمال: مصر فرضت حضورها في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    جنود إسرائيليون يحاصرون السفينة «مادلين» المتجه إلى غزة    وزارة الأوقاف تقيم أمسية ثقافية بمسجد العلي العظيم    أوربان يتعهد بالاحتفال حال انتخاب لوبان رئيسة لفرنسا    بعد تصديق الرئيس السيسي.. تعرف على عدد مقاعد الفردي والقائمة لمجلسي النواب والشيوخ بالمحافظات بانتخابات 2025    بدون كيماويات.. طرق فعالة وطبيعية للتخلص من النمل    مكسل بعد إجازة العيد؟ إليك نصائح للاستعداد نفسيًا للعودة إلى العمل    تريزيجيه يضع بصمته الأولى مع الأهلي ويسجّل هدف التعادل أمام باتشوكا.    تامر عاشور: أتمنى تقديم دويتو مع أصالة وشيرين    باتشوكا يتقدم على الأهلي بهدف كينيدي    أسماء ضحايا حادث انقلاب ميكروباص ترعة الدقهلية    4 أبراج «بيشوفوا الأشباح في الليل».. فضوليون ينجذبون للأسرار والحكايات الغريبة    بشكل مفاجئ .. إلغاء حفل لؤي على مسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية    مكونات بسيطة تخلصك من رائحة الأضاحي داخل منزلك.. متوفرة لدى العطار    وكيل صحة سوهاج: تقديم الخدمة الطبية ل8 آلاف و866 مواطنا مؤخرًا بمستشفيات المحافظة    حدث بالفن | شيماء سعيد تستعيد بناتها وحلا شيحة تحلم ب يوم القيامة    خالد عيش: خروج مصر من قائمة ملاحظات العمل الدولية للعام الرابع يعكس الالتزام بالمعايير الدولية    فضيلة الإمام الأكبر    5 أيام يحرم صومها تعرف عليها من دار الإفتاء    هل يجوز الاشتراك في الأضحية بعد ذبحها؟.. واقعة نادرة يكشف حكمها عالم أزهري    من قلب الحرم.. الحجاج يعايدون أحبتهم برسائل من أطهر بقاع الأرض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زويل يتحدث عن تنبؤاته عام 2007: جيوش المستقبل لن تتكون من البشر بل من الكائنات النانوية!
نشر في بوابة الشباب يوم 09 - 08 - 2016

"العلم في كبسولة".. ربما كثيرون من الأجيال الحالية لا يمثل لهم هذا العنوان شيئاً ويبدو مبهماً، لكن المؤكد أنهم سيفاجئون عندما نكشف لهم أنه اسم باب ثابت كان يحرره العالم الكبير الدكتور أحمد زويل ينشر لسنوات في مجلة الشباب خلال فترة التسعينيات يهتم بتبسيط العلوم والمصطلحات الصعبة بأسلوب سهل للفهم حتى لغير المتخصصين في الكيمياء والفيزياء، ومن يعود لأعداد مجلة "الشباب" منذ عام 1987 سيلاحظ عدة تحقيقات وحوارات أشارت فيها المجلة لعالم مصري مشهور عالمياً ويحظي بمكانة كبيرة في جامعات أمريكا أوروبا.. ولكنه للآسف كان – وقتها – مجهولا في بلده..

هذا العالم اسمه أحمد زويل، ونشير هنا لأن السبب في تعريف المجلة لكثير من المصريين بهذا العالم الراحل هو إنه كان يرتبط بعلاقة صداقة قديمة برئيس تحرير المجلة وقتها الراحل الكبير عبد الوهاب مطاوع ، ولذلك كان زويل لسنوات ليس مجرد ضيف علي صفحات "الشباب" .. ولكنه صاحب بيت كما يقولون، ولذلك أيضاً لم يكن غريباً أن يرافق الأستاذ عبد الوهاب مطاوع صديقه زويل خلال رحلته للسويد لاستلام جائزة نوبل عام 1999.. وكان وقتها ضيفاً على الحفل بصفة شخصية رغم محدودية الدعوات، وانفرد الأستاذ عبد الوهاب مطاوع بكواليس وصور تم نشرها على صفحات "الشباب" ، وطوال السنوات التالية وحتى وقت قريب كانت المجلة تنشر بانتظام حوارات عديدة مع الدكتور زويل سواء خلال زياراته للقاهرة أو حتى في أثناء وجوده بأمريكا وسفرياته الكثيرة ..



مجلة " الشباب " لها حكايات لا تنسي مع زويل.. وأقل ما يمكن تقديمه لهذا العالم الجليل ونحن نودعه أن نتوقف مع بعض المحطات التى جمعتهما سوياً .

الشباب


حوار- ليلى محمد مصطفى
- العالم الكبير د.أحمد زويل: جيوش المستقبل لن تتكون من البشر بل من الكائنات النانوية!!
- بعد خمسين عامًا سنعمر الكواكب ونسافر إليها
- ليس كل من حصل على الدكتوراه أصبح مفكرًا أو عالمًا !!
- طلب مني أن أرشح نفسي لرئاسة الجمهورية لكني رفضت!
- أنا إنسان لديه فكر وروح وأعشق الفن والرياضة!!
-الإنسان الآلى أهم اكتشافات النانو تكنولوجى وأمريكا لديها جيوش صغيرة من علماء النانو !!
نصف ساعة فقط هي عمر اللقاء الذي جمعنا بالعالم الكبير د.أحمد زويل، التقت به "الشباب" ليحدثنا عن أفكاره ورؤيته المستقبلية للعالم في ظل اكتشاف النانو تكنولوجى ورؤيته للتعليم في مجتمعنا العربي والبحث العلمي والتكنولوجى الحديث المسيطر على العالم، ونظرًا لضيق الوقت لارتباطه بحفل في دار الأوبرا فقد جاءت الإجابات عن الأسئلة بصورة مختصرة.
- ما هي أهم اختراعاتك؟
لقد تمكنت من رصد الذرات في حالتها الديناميكية أي تمكنت من رصد الذرات وهي تتحرك معتمدًا على أجهزة الليزر فائقة السرعة، فتمكنت من قياس حركة هذه الذرات بالفمتو ثانية وهو مايعادل ( 1 على واحد أمامه 15 صفرًا من الثانية ) وهي أصغر بكثير من البيكوثانية والتي تساوي جزءًا من ألف بليون جزء من الثانية (1 على 12 صفرًا )، كما أعلنت عن ظهور علوم جديدة مثل الفمتوكيميا، والفمتوبيولوجيا.
- إذن ماهو النانوتكنولوجي؟
النانوتكنولوجي يقصد بها تكنولوجيا المواد المتناهية في الصغر أو التكنولوجيا المجهرية. وتعني هذه العبارة حرفيًا تقنيات تصنع على مقياس النانومتر. والنانومتر هو أصغر وحدة قياس مترية كما هو معروف، ويبلغ واحدًا من ألف من مليون من المتر وتستخدم تقنية النونو في الخصائص الفيزيائية المعروفة للذرات والجزيئات لصناعة أجهزة ومعدات جديدة ذات سمات غير عادية. وباستخدام هذه التقنية بالإمكان إعادة بناء جزيئات أي مادة وتشكيلها حسبما نريد، فأية مادة في الكون تتكون من جزيئات، فإذا صار بإمكاننا إعادة تشكيل هذه الجزيئات فإن هذا يعني أن بإمكاننا صناعة ما نريده.
فالنانو تكنولوجى هو الجيل الخامس في عالم الإلكترونيات كما هو معروف وقد سبقه الجيل الأول الذي استخدم المصباح الإليكتروني، والجيل الثاني الذي استخدم الترانزستور، والثالث الذي استعمل الذرات الإليكترونية ثم الرابع هو جيل المعالجات الصغيرة المايكروبروسيسر، ونحن الآن نعيش في الجيل الخامس ( النانو تكنولوجي ) الذي لم يطبق بالكامل بعد، وهو جيل المستقبل، الجيل القادم.
ويضيف قائلًا: إن إحدى أهم الصناعات القائمة باستخدام هذه التقنية هي صناعة الإنسان الآلي، وهو ليس الإنسان الآلي الذى نراه في أفلام التليفزيون، وهذه مهزلة إن قورنت بما نتكلم عنه. الإنسان الآلي القادم هو كائن متناه في الصغر ويتكون من الكربون والسيلكون، وهذا الكائن الآلي الصغير قادر على صناعة الأعاجيب، مثلًا بإمكان إرسال هذه الكائنات النانونية داخل الجسم البشري للقضاء على خلايا السرطان، وإصلاح الخلايا التالفة، ووقف عملية التقدم في العمر، وهذه الآلات الصغيرة الفائقة الذكاء قادرة على إنتاج ذاتها بذاتها وفق ظاهرة التصغير. كما أن التطبيقات العسكرية لتكنولوجيا النانو لها إمكانات أكبر من الأسلحة النووية في تغيير توازن القوى جذريًا، حيث يمكن التهام قوة معادية في ساعات قليلة بقطعات غير مرئية تقريبًا لتريليونات من أجهزة الإنسان الآلي التى تنسخ نفسها وتتكاثر بهذه الطريقة.
إن هذا يعني ببساطة أن جيوش المستقبل لن تتكون من البشر بل من هذه الكائنات النانونية التى يمكن إرسالها إلى أية بقعة معادية للقضاء على كل من فيها من بشر خلال ساعات قليلة، وقبل ذلك تكون أجهزة الكمبيوتر قد قضت على كل أثر للمدنية وطرق السيطرة في الدول المعادية، من تدمير شبكات الاتصال والطاقة الكهربائية.. الخ، وتكون المنطقة المستهدفة مهيئة تمامًا كى تقوم جيوش النانو بعملها. ولخطورة هذه التقنية الجديدة فقد خصصت الدول المتقدمة ميزانيات هائلة لتطوير بحوثها، يكفى ان نعلم أن اليابان مثلا قد خصصت مبلغ بليون دولار لتطوير أبحاث النانوتكنولوجي، أما أمريكا فقد خصصت مبلغًا هائلًا يقدر بتريليون دولار لتمويل أبحاث النانوتكنولوجى وذلك حتى عام 2012، كما ان لدى أمريكا الآن جيشًا صغيرًا من علماء النانو يقدر عددهم ب 40 ألف عالم فقط !!
- هل نسعد بنوبل ثانية للعالم الكبير الدكتور زويل؟
أتمنى ذلك ولكن هذه الأشياء لاتأتي بسهولة.
- ما رأيك في اتجاه مصر مؤخرًا لإحياء البرنامج النووي؟
لا أستطيع أن أعرف ماذا تفعل مصر بالضبط ، لأنني غير متخصص في الطاقة النووية ولكن مصر لديها الحق للاشتراك في البرنامج باعتبارها بلدًا على الخريطة العالمية، كما أن الاتجاه الحالى هو استخدام الطاقة النووية وأشعة الليزر في كل شئ ولكن علينا أن نهتم جيدًا بأبعاد المسألة في إطار المنظومة المتكاملة، لأن هذا شئ مهم للغاية.
- هل صحيح أنك كنت تفكر في الترشح لرئاسة الجمهورية؟
لم يكن في نيتي يومًا من الايام أن أرشح نفسي لهذا المنصب ولكن جاء ذلك بناء على رغبة جموع من اساتذة الجامعات المصرية ولكنى رفضت، فأنا رجل علم وأتمنى لبلدنا مصر أن تكون على أعلى مستوى من الناحية العلمية وهذا هو دورى وأحب أن أخدمها كعالم وليس كرئيس جمهورية، ولاشك أن هناك اشخاصصا أمناء وحريصين على مصالح البلاد وما دام الدستور يسمح بذلك فعلى من يجد في نفسه مواصفات الرئاسة أن يتقدم.
- وماتعليقك على مايحدث في المسجد الأقصى؟
هذا عمل غير شرعى وغير دولى، ولنا ان نتساءل لماذا يفعلون هذا أو من المخطئ، لأن العالم الآن لن يعترف إلا بقدراتك وإمكانياتك وانت لو عندك قدرات وإمكانيات ما فعلوا هذا، ونحن في موقف صعب ونتمنى أن تخرج المنطقة العربية من الظلمات غلى النور.
- ماهى وجهة نظرك في المشاكل التى تواجه العالم الإسلامى؟
إننى كمسلم وعربى ومصرى، وكعالم يعمل فى كبرى الجامعات الأمريكية أجدنى ملتزمًا بطرح ما اراه صوابًا في مجابهة من يدفعون العالم نحو الأسوأ. لذلك أعتقد ان بعض المشكلات التى تواجه العالم الإسلامى إنما هى من صنع المسلمين انفسهم، فكثير من أبناء العالم الإسلامى لايعرفون رسالة الإسلام الحقيقية، ويستخدم بعض القيادات وبعض المتعصبين الإسلام لتعزيز مكانتهم الشخصية وطموحاتهم السياسية، بالإضافة إلى ذلك، يبتدع بعض إيديولوجيات جديدة باسم الإسلام، ويستخدمون تفسيراتهم للقرآن الكريم في المناظرات والجدل لاستنزاف الطاقات البشرية والفكرية للمجتمع. كما اننى اشك فيما إذا كان هؤلاء الأشخاص يفهمون حقًا معنى التنوير ودوره الحاسم!!
- ماتعليقك حول حملة الإساءة التى تعرض لها رسولنا الكريم من الغرب؟
هذه عملية حقيرة بكل المقاييس ولابد للزعماء العرب أن يتحرروا من حالة اللامبالاة والبيروقراطية لنصرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، والغريب في هذا الأمر أن فى الغرب الدين والعقيدة يصعب المساس بهما وهناك العديد من المحاذير التى تمنع من التعرض لأى من الأديان الثلاثة بالإساءة ولذلك أقول أن المقاطعة وحدها لاتكفى.
- هل يمكن أن توضح لنا كيف يكون مخ الإنسان قابلًا للتشكيل وإعادة تنظيم خلاياه؟
إن دماغ إنسان المستقبل ( الإنسان الرقمي ) سيكون مختلفًا تمامًا عن دماغ الإنسان الواقعى الحالى، لأن دماغ هذا الإنسان سيكون مزروعًا برقائق صغيرة جدًا مصنوعة بتقنية النانوتكنولوجى، وتؤمن هذه الر قائق قدرة فائقة لهذا العقل، وكمًا هائلًا من المعلومات والقدرات التى تكاد لاتقارن بقدرات العقل البشرى الحالية. كما ستؤمن هذه الرقائق الاتصال المباشر والدائم مع الشبكة الدولية وسيستطيع الإنسان الرقمى الإفتراضى إنشاء اتصال فورى وفى أي لحظة يريد مع الشبكة، كما سيصبح الدماغ البشرى نفسه هو ال " هارد ديسك " المحمل بشتى أصناف المعلومات والمتصل مباشرة بسيل المعلومات الذى لاينقطع، وسيكون الاختلاف بين الإنسان والإنسان " معدل الذكاء " هو فى مقدار ما يتحمله دماغه من سعة، وسرعة هذا الدماغ في تحليل هذه المعلومات، حيث ستصبح السعة والسرعة هما المقياس.
- ماهى رؤيتك المستقبلية للعام بعد مرور خمسين عامًا؟
قوة العلم خلال الخمسين سنة القادمة ستكون بلا حدود وستكون هناك قدرة علمية فى تطويع الدواء لعلاج الأمراض بشكل فعال بالإضافة إلى التحكم فى الفضاء الخارجى وإيجاد وسائل يمكن عن طريقها إعمار الكواكب وإنشاء غلاف جوى لها والسفر منها وإليها. كما أننى ارى ان مستقبل العالم العربى والإسلامى فى العلم، وأعتقد أننا قادرون على إحداث نهضة علمية تكنولوجية إذ تتوافر لدينا المقدرة، صحيح أن المنطقة العربية تعانى نزاعات ومشاكل داخلية تستنزف كل قدراتها ومواردها، ولكن يتعين على العرب، إذا كانوا يريدون الارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة، أن يحدثوا نهضة علمية حقيقية.
- حوار الحضارات .. كيف تراه؟
ليس لدى الوقت للتحدث عن الحضارات لكن باختصار أخشى من ان تكون نظرية صدام الحضارات بداية مشروع إمبريالى جديد، حيث تذهب الحضارات الاقوى لاستعمار الحضارات الأصغر، لذلك أفضل فكرة التكامل الحضارى بديلًا عن الصدام، نحن فى هذا العالم فى حاجة لإقامة الجسور بين البشر وبين الثقافات، وبين الأمم، وحتى إن لم نتفق فى بعض القضايا فإن هذه الجسور سوف تساعدنا على الإدراك والتسليم بأننا جميعًا نعيش فى كوكب واحد، وأن لنا جميعًا أهداف واهتمامات مشتركة من أجل التعايش السلمى، وفى هذا القرن فإننا محظوظون فى امتلاكنا وسائل بناء هذه الجسور وقابلية التحرك لتعلم الثقافات الأخرى والاتصال مع الآخرين من بنى جنسنا، والذى من شأنه أن يعزز مبدأ التسامح وقبول اللآخر من أصحاب الثقافات والديانات الأخرى.
- هل هناك تغيرات كبيرة فى المناخ بسبب تآكل طبقة الاوزون .. هل ستؤثر علينا فى المستقبل؟
أكبر علماء البيئة أكدوا أن درجاعت الحرارة فى زيادة مستمرة، بمعنى أن زيادة درجة واحدة فى الحرارة كل سنة سوف تؤثر على مدى خمسين سنة على أولادنا وأحفادنا، لأن الأوزون يحيمنا من الشمس وبسبب تأكل الطبقة نجد التقلبات التى نراها فى الكرة الأارضية مما يؤدى إلى ذوبان الجليد وزيادة الفيضانات، ولكن لدينا شعوبًا بدأت تفكر بجدية فى هذا الأمر، لأن هناك مواد تتصاعد وتتفاعل مع الأوزون فتقلل من سمكه، وأنا لست سعيدًا بما يحدث، لأن الدول الصناعية لم تنظر لهذا الموضوع بجدية رغم اهميته لكل العالم.
- ماهى العلاقة بين العالم والمفكر؟
ليس كل من حصل على دكتوراه اصبح عالمًا أو مفكرًا، فنحن لدينا علماء متميزون كل همه أن يكونوا أصحاب فكر ورؤية خاصة.
- وكيف تقضى وقتك فى مصر ؟
دائمًا احضر إلى مصر لزيارة اقاربى، والتمتع بحضارة مصر العظيمة والإسلامية والقبطية والمشاركة فى العديد من الندوات التى تعد خصيصًا من أجلى فى الجامعة الأمريكية والنادى الأهلى ودار الأوبرا المصرية والتى خصصت جائزة للمطربين كل عام باسمى للمواهب الشابة. ويعلق قائلًا: لا أعرف لماذا تتسائل الناس دائمًا عن علاقتى بالمطربين أصلا حتى تخصص الأوبرا جائزة باسمى تمنح للمطربين فى الغناء سنويًا، وكأننى إنسان ليس عنده روح وفكر واحساس، فأنا اقرأ فى العلوم الإنسانية واعشق الفن والرياضة، لأن الإنسان يجب أن يكون لديه شمولية ووعى وإدراك لكل من حوله.
- وماهى اهم الصعوبات التى واجهتك فى الغرب؟
لقد واجهتنى عدة حواجز حالت بينى وبين الناس أولها الحاجز العلمى ثم السياسى ثم الثقافى، لأن الأنظمة كانت مختلفة تمامًا خصوصًا نظم الامتحانات وهذا تسبب فى حصولى على درجات لا تناظر مرتبة الشرف ودرجة الامتياز التى حصلت عليها فى درجة بكالوريوس العلوم. كما اننى كنت أتحامل على نفسى بسبب جرح الشعور عمدًا بحجة أن المصريين غير مؤهلين للتعامل مع الأبحاث العلمية مما يوحى للبعض بأنه أقل من أقرانه من الطلاب الأمريكين أو الأوروبيين. ولكننى قررت ان أتخطى كل الحواجز والعقبات التى تقف فى طريقى وتحد من انطلاقى لتحقيق أهدافى، وقررت ان احضر دروسًا فى الفيزياء والكيمياء كمستمع، وترددت على مكتبة الجامعة وقرأت كثيرًا من المراجع العلمية فى هذه المجالات، كما اشتريت كثيرصا من المراجع التى لاتزال فى مكتبتى الخاصة وكان ذلك من أجل استكمال متطلبات الدراسة لدرجة الدكتوراه، مع الأيام عرفت الثقافة الغربية واستطعت التعامل معها ولم يصبنى الإحباط ويقلل من عزيمتى، بل على العكس شد من أزرى وأمدنى بطاقة هائلة.
- لماذا فى كل محاضراتك تنتقد التعليم المصرى رغم أنك خريج إحدى الجامعات المصرية؟
لإن قضايا التحديث والتعليم تشكل خطورة على البلدان العربية والأمن القومى للمواطن العربى، لأن الوضع التعليمى الحالى لايستطيع صنع اجيال عربية قادرة على مواكبة المستقبل ولذلك اطال فى كل ندواتى بإعادة ترتيب البيت الداخلى تعليميًا وتكنولوجيًا وبحثيًا وسياسيًا، حتى نستطيع مواكبة الغرب وإجباره على احترامنا ومعاملتنا المعاملة السوية وليس من منطلق نظرة القوى للأدنى التى تعتمد على ازدواجية المعايير. وهناك ثلاثة اسس يجب اتباعها لتصحيح وتحديث أى نظام بشكل علمى وهى أولا إصلا التعليم وتطويره، وثانيا القانون والنظام الذى يتحكم وينظم العلاقات والممارسات فى الحياة، واخيرا كفالة حرية العقل والقراءة والتعبير والإبداع. كما أن أى دولة لايمكن ان تتقدم إلا باتباع نظم متطورة تتيح استيعاب العلوم القديمة والحديثة وتطويرها، وتواصل البحث والمعرفة والابحاث العلمية فى كل جانب من جوانب الحياة اليومية ولاتكتفى بتلقى ماوصل إليه الآخرون.
- وما رأيك فى الجامعات الخاصة؟
الجامعات الخاصة لم تضف جديدًا للدول العربية وفشلت فى بناء طالب علم بمفهوم حديث ومتقدم خاصة أن البعض منها يقوم على التربح التجارى قبل الإضافة العلمية والاهتمام بالبحث العلمى. ولابد من تواجد منظومة متكاملة ومعايير وقوانين تنفذ على كل المؤسسات التعليمية للنهوض بمستوى التعليم فى مصر. لأن التعليم ليس فقط هو التعليم الأكاديمى بل أيضًا يجب أن يهتم ببناء الإنسان والفرد المواطن وتجديث وتطوير طريقة حياته بحيث يتربى على أن يكون طالب علم سوى الأخلاق ومؤسسًا على قيم دينية وتقاليد اجتماعية وعبر ذلك يصبح مواطنًا منتجًا مبتكرًا يتعامل مع مجتمعه بمنتهى الشفافية وحب العطاء والتقدم.
ويضيف قائلًا: إن العالم الحالى يواجه ثورات يومية فى العلوم الحديثة والابتكارات التكنولوجية الأمر الذى سيغير المفهوم المتعارف عليه للذكاء فى العالم خاصة مع انكماش عناصر الزمان والمكان والمعرفة بالنسبة للفرد على مستوى العالم.
- ماهى نصيحتك للشباب لكى ينهج طريقك؟
أنا عاجز عن الإجابة عن هذا السؤال لأننى لم أعرف الِأشياء الخاصة التى يتحدث عنها الشباب وماهى مشاكلهم والمعوقات التى تواجههم، ولكن مادام هناك تحد وأمل فسوف يصل الإنسان إلى مايريد..
(نشر هذا الحوار بالعدد 356 في مارس2007)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.