هناك خبر (بايخ)، وآخر جيد، الأول أنه لا توجد وصفة محددة للنجاح في مصر، لا توجد وصفة لدرجة أنك تعيش في بلد النجاح فيه خطر مثل الفشل تماما، لا يوجد طريق واضح تسلكه حتى نهايته فتصل إلى ما تريد، الأمر لا يعرف أية قوانين واضحة وثابتة حتى أن الواحد يندهش من كون الأعمال اللى كتبها ب(ضهر ايده) كناية عن نصف تركيز نصف حماس نصف إخلاص تحقق نجاحا يفوق تلك التي بذل الواحد فيها كل ما يقدر عليه من إخلاص وتركيز، أما الخبر الجيد فهو كون عدم وجود كتالوج أمرا مثيرا وممتعا للغاية، عندما تتابع فيلما كلاسيكيا تتوقع أحداثه ونهايته ستتابعه وأنت تجرى مكالمة تليفونية أو تتجول بين حسابات الأصدقاء على فيس بوك أو تطلب ساندوتشا من كوك دور، لن يفوتك شيء، والمتعة ناقصة، لكن عندما تتابع فيلما يصعب توقع أحداثه وكل دقيقة تتغير فيه الدراما وأحوال الأبطال ويختفى أشخاص ويظهر آخرون، ساعتها ستتابع بكامل تركيزك وستغرق في المتعة. كذلك النجاح، لن يكون ممتعا إذا كان الطريق واضحا للجميع وقواعده ثابتة وكلاسيكية، ستكون قصص النجاح كلها نسخة واحدة يتغير فيها أسماء الأبطال ولا تتغير النهايات، لكن الإثارة كلها في أن يكون نجاحك نسخة من شخصيتك، ولا يشبه أحدا. لكن على هامش الفكرة هناك أشياء يجب على الواحد ألا يتجاهلها، عنصر الوقت مثلا، فالوقت (أغلى حاجة ببلاش)، وعندما تكبر لن تجد شيئا يستحق الندم عليه سوى الوقت الذى ضيعته في (ولا حاجة)، أن تعيش وقتك هذا أمر مهم، ليست هناك قواعد لإدارته سوى قاعدة واحدة، لا تضيع دقيقة دون استمتاع أو تحصيل معرفة أو سفر أو عمل علاقة جديدة أو مساعدة شخص أو حتى حفظ نكات جديدة تؤنس بها أصدقاءك في الخروجة. هناك أيضا فكرة مهمة بخصوص (التعب)، تعلم الواحد أن (التعب مابيروحش على الفاضى)، يدخر الواحد تعبه أحيانا لأنه يعتقد أن هذا الشىء لا يستحق كل هذا المجهود، والحقيقة أن التعب هو الشىء الوحيد المضمون لأنه مدخرات طبيعية مثل الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، وماتبذله من تعب للوصول إلى النقطة (1) في 10 ساعات لن يضيع إذا فشلت في الوصول لأنه قريبا جدا سيصل بك إلى النقطة (2) في ساعتين فقط، هذه معادلة أكيدة وعلى ضمانتى، (فماتستخسرش) تعبك، ولا تتعالى على (الشقا). النقطة الثالثة هي تحصيل المعرفة، أيا كان هدفك في الحياة لابد أن يكون ملحقا به هدف آخر وهو المعرفة، رصيد مضمون في الحياة، سيسعفك وقت الشدة، المعرفة هي الحياة أصلا، ومهما كنت ذكيا أو موهوبا وتمتلك عقلا 180 حصانا، بدون مدخلات المعرفة لن يكون لك قيمة، دماغك الذهبية ما لم تقدم لها الخام اللازم فلن تقدم لك (قماشا) أبدا، لست من محبى الجيم لكن كان ثمة تدريب يجب أن يقوم به الواحد فهو التدريب على الشغف، الفضول، عدم قبول الأمور على علاتها، رفض جملة (هي بتتعمل كدة)، المعرفة هي رصيدك في البنك وفي رحابها يوجد (الستر). لا طريق واضح، وهذا مثير، والإثارة لن تتحقق سوى ب (الشقا) وحسن إدارة الوقت، وستساعدك المعرفة في ذلك كثيرا.