حالة خاصة جدا شهدها ميدان التحرير صباح اليوم، حيث امتلأت ساحته منذ الساعات الأولى بأعداد كبيرة من الوافدين لأداء صلاة العيد وسط حراسة أمنية مشددة من قوات الأمن المركزي والقوات المسلحة، والذين لم يحدث أي احتكاك بينهم وبين المصلين طوال فترة تواجدهم في الميدان. كان احتشاد المصلون بالميدان في تزايد مستمر مع اقتراب موعد الصلاة حتى وصل إلى مئات الآلاف، وقد جاء الاتفاق بين العديد من الجهات والتكتلات والتيارات المتواجدة بصفة دائمة في ميدان التحرير أن يكون المشهد اليوم في الميدان لا يجسد أية تظاهرات بأي شكل من الأشكال، بينما حرصت على التواجد في الميدان لأداء الصلاة والاحتفال بحلول العيد ليس أكثر، بينما حرص أهالي شهداء سيناء والذين رفعوا صور أبنائهم وسط الميدان، وفي الوقت نفسه عبر المصلون في الميدان عن تضامنهم مع أهالي شهداء سيناء حيث رفعوا لافتات كتب عليها "الشعب يريد حق شهدائنا في سيناء" وأقاموا صلاة الغائب على أرواحهم، إلا أن قام عدد من المتواجدين بميدان التحرير بحرق العلم الإسرائيلي بعد انتهائهم من أداء الصلاة. كما نظم المئات مظاهرات منددة بمقتل جنودنا المصريين على الحدود، مطالبين بترحيل السفير الإسرائيلي وغلق السفارة الإسرائيلية، كما طالب المتظاهرون بإعدام الرئيس السابق مبارك، بينما حرص الكثيرون على رفع علم مصر أثناء تكبيرات الصلاة. أما عن حركة 6 إبريل فقد تواجد العديد من أعضائها داخل الميدان رافعين أعلاما خاصة بهم، وبرغم أن الميدان شهد أطيافا مختلفة على المستوى السياسي والفكري إلا أن الحالة التي كانت موجودة بالميدان كانت تعكس روح الألفة الشديدة بين كل هذه الأطياف وكأنهم كانوا ينتظرون ذلك اليوم لكي يعبروا فيه بمنتهى الصدق حقيقة كلمة أننا كلنا مصريين ولا يفرق بيننا أي اختلافات في وجهات النظر ونستطيع جديا أن نجتمع في صف واحد لنقول كلمة واحدة، بخلاف قيام العديد من المصلين بتوزيع الهدايا على بعضهم البعض مما أضفى روح البهجة على كل المشاركين اليوم في الصلاة. وقد قام الشيخ مظهر شاهين-شيخ جامع عمر مكرم- بحث الحضور على مساندة القوات المسلحة لمواجهة الأعداء والمتربصين بأمن الوطن وسلامه واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه، وأنه لا بد من الابتعاد عن التفرقة فيما بين أطياف الشعب، وأن هذا العيد هو أول عيد سعيد بدون مبارك، كما أكد أن مصر قادرة على أن تحمى أمنها وتصون كرامتها وتحافظ على سيادتها، وأن شعب مصر بعد ثورة 25 يناير يختلف عما كان عليه قبلها، حيث أن مصر أصبح لديها 85 مليون أسد حيث أن كتيبة واحدة من كتائب ثوار ميدان التحرير كفيلة بتلقين أعدائنا درسا لن ينسوه، لكننا شعب يريد السلام، كما أكد شاهين على ضرورة العمل على بناء مصر في كافة المستويات سواء العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية مع ضرورة الاستغناء عن المعونات الأمريكية لتعود إلى مصر سيادته بشكل حقيقي. أما عن الداعية الدكتور صفوت حجازي فقد أكد من خلال منصة الميدان أن هذه المنصة ملك لجميع المصريين ولا تمثل حكرا على إحدى التيارات السياسية أو الدينية بعينها وهو الأمر الذي لاقى هتافا شديدا من جميع المصلين قائلين "أيد واحدة.. أيد واحدة" وبعدها طالب حجازي أن يتم إخلاء الميدان بعد الصلاة مباشرة دون حدوث أي احتكاك مع الأمن وهو الأمر الذي لاقى تجاوب من الناس بل حرص الكثيرون على مصافحة الضباط والعساكر الذين يأمنون الميدان.