دينا المفتي: هدفها تقليل الفجوة بين التعليم الحكومى والخاص دربنا نصف مليون شاب وطورنا 15 مدرسة ونستهدف 100 ألف خريج سنويا نقوم بتمويل أفكار الشباب بحد أقصى 50 ألف جنيه لتحويلها لمشروعات ناجحة ننقل أحدث البرامج التعليمية العالمية للمدارس الحكومية بالمجان .. ووزارة التربية والتعليم شريك أساسي لنا 80% من المستفيدين من الفتيات لأن النظرة التقليدية تجاه تعليم البنت لاتزال سائدة دينا المفتى.. فتاة عمرها 37 عاما، خريجة الجامعة الأمريكية، لم تفكر فى وظيفة حكومية تلتحق بها وتتقاضى مرتبا آخر الشهر وتعيش حياة روتينية بعيدة عن المتاعب، وإنما قررت أن تفكر خارج الصندوق من خلال العمل الأهلى والاجتماعى، ومن ثم أنشأت مؤسسة تنموية غير هادفة للربح تهدف إلى تأهيل الشباب المصري عن طريق برامج تدريبية حول ريادة الأعمال والثقافة المالية والتأهيل لسوق العمل. ويتم ذلك من خلال شبكة من المتطوعين من القطاع الخاص ممن لديهم خبرة ومعرفة متميزة بسوق العمل والمشروعات بهدف إفادة الطلاب بخبراتهم العملية وإعدادهم ليكونوا رواد أعمال وموظفين أكفاء في المستقبل.. المؤسسة تحمل اسم إنجاز مصر، وفى السطور التالية نتعرف على مزيد من التفاصيل من خلال هذا الحوار: فى البداية كيف جاءت فكرة إنشاء مؤسسة إنجاز مصر وهل لها علاقة بمجال دراستك؟ أنا درست فى الجامعة الأمريكية تخصص "العلوم الدولية"، ولم أتوقف عند درجة البكالوريوس وإنما سعيت باستمرار لتطوير نفسى من خلال استمرار الدراسة فى مجال البيزنس وريادة الأعمال، إلى جانب العمل على تطوير المهارات وفهم ودراسة سوق العمل. وبعدما تخرجت من الجامعة كان هناك دافع لاهتمامى بقضية التعليم فى مصر وهو أننى كنت أدرس خارج مصر وعندما عدت إلى مصر للالتحاق بالجامعة الأمريكية رأيت أن هناك فرقا كبيرا بين التعليم داخل مصر وخارجها، وبين التعليم الحكومى والخاص على وجه التحديد، لكن هذه الفجوة الهائلة غير موجودة بالخارج، لذلك فكرت فى أن أقوم بتقديم خدمة تسعى لتقليل هذه الفجوة، ومن هنا أنشأت مؤسسة "إنجاز" واستعنت بأحدث البرامج العالمية الدولية لتقديمها للطلبة بدءا من الصف الأول الإعدادى ليكتسبوا خبرة فى سن مبكرة من خلال برامج عالمية يتم تدريسها فى المدارس الخاصة بالخارج ونقوم بتعريبها وندرسها فى المدارس الحكومية بالمجان بدأنا بالمرحلة الإعدادية منذ 12 عاما كما بدأنا فى تطبيقها على المدارس الثانوية والمرحلة الجامعية وهى فرصة كبيرة لتقديم البرامج العالمية التى يدرسها الطلبة بالخارج بالمجان فى مصر. وفى هذا الإطار نحن طورنا أكثر من 15 مدرسة على مستوى الجمهورية. ماذا عن أهم التحديات التى تواجه المشروع خاصة مصادر التمويل؟ من يقوم بتمويل المشروع هو القطاع الخاص فى مصر ومن يقومون بتدريس البرامج متطوعون من القطاع الخاص أيضا، أما بالنسبة للتحديات التى نواجهها من أجل توسيع رقعة الاستفادة من المشروع لأكبر قدر من المدارس الحكومية فتتمثل فى أننا نريد كسب المصداقية فنحن نقدم هذه الدورات فى المدارس فى حصة النشاط، ونريد تنمية مهاراتهم الفكرية حيث إن أعمارهم من 11-13 عاما أى لاتزال فى مرحلة التكوين فنحن نزرع فيهم البذرة لأن يصبحوا روادا وقادرين على تشكيل شخصياتهم من خلال تعليمهم مهارات معينة على ريادة الأعمال والثقافة المالية وهذه الثقافة الإيجابية تنمو داخلهم. كما أن شباب الجامعة اليائس بسبب ندرة فرص العمل نتوجه إليه من خلال هذه البرامج من أجل أن نقويه وندعمه ونمده بالثقة فى النفس ونجعله مستقلا بذاته من الصغر. كم عدد المتطوعين فى فريق عمل "إنجاز"؟ فريق عمل "إنجاز" عددهم 150 فردا ولدينا أكثر من 1000 متطوع نعمل على تدريبهم حتى يكون بإمكانهم فيما بعد تدريب الطلاب على البرامج التى تضعها المؤسسة، والحمد لله استطعنا تدريب نصف مليون شاب طوال السنوات الماضية ونحاول أن نصل إلى 100 ألف متدرب فى السنة، وأريد أن أقول: إن نسبة البنات المشتركات على مستوى المرحلتين الإعدادية والثانوية تمثل حوالى 80% من إجمالى المستفيدين، خاصة أن النظرة التقليدية لتعليم البنت للأسف لا تزال سائدة، فهناك رغبة متكررة لدى البعض فى إنهاء فترة تعليم البنت مبكرا رغم التطور الكبير فى مجال التعليم ومجال حقوق الإنسان عموما لكن هذه النظرة المتخلفة لا تزال قائمة مع الأسف.
هل تقومون بمساعدة الشباب فى تنفيذ مشروعاتهم الصغيرة على أرض الواقع؟ بالفعل نساعد الشباب الذين حصلوا على الشهادة الجامعية بأن يبدأوا تنفيذ مشروعاتهم عمليا وبالفعل أسسنا 50 شركة لتحقيق هذا الغرض، ونستعين بالخريجين من سن 21 – 28 عاما، ومن لديه فكرة جديدة مبتكرة سواء فى شكل خدمة أو منتج يقدم لنا خطة عمل، ونفتح باب التقديم حيث يتقدم أكثر من 1000 شاب ونأخذ أحسن 100 فكرة، وأصحاب الأفكار المختارة يلتحقون بمراحل التدريب المتعددة التى تستغرق حوالى 3 شهور، ونساعدهم على تنمية مهاراتهم وتطوير أفكارهم ويكون هناك رعاة ولجنة تحكيم ومستثمرون لتحويل الأفكار لتجارب ملموسة على أرض الواقع. هل شاركت مشروعات وأفكار مؤسسة إنجاز فى مسابقات عالمية؟ طبعا عندى شركة، كانت فى الأصل مجرد فكرة، تم تصنيفها وفقا لمجلة فوربيس عام 2011م من ضمن الشركات الواعدة على مستوى العالم العربى فى مجال تدوير أجهزة الكمبيوتر، وهم مجموعة من الشباب من خريجى كلية الهندسة جامعة طنطا وكانت أسرهم توجههم للعمل بوظيفة فى شركة هندسية أو للسفر للخارج، لكنهم فكروا بشكل غير تقليدى، من خلال إنشاء شركة لإعادة تدوير أجهزة الكمبيوتر القديمة واستطاعوا عمل عقد مع شركات كبيرة تعمل فى نفس المجال، والفكرة بسيطة لكنها انتشرت بسرعة فى فترة قصيرة واستطاعوا بنجاحهم نشر هدف "إنجاز" فى طنطا فتقدمت إلينا أعداد كبيرة بأفكار رائعة.
هل هناك سقف لتمويل مثل هذه المشروعات؟ نقدم مساعدات مالية ومعنوية ونمول المشروعات حسب احتياجات كل شركة ويبدأ التمويل من 50 ألف جنيه إلى 120 ألف جنيه. وبالتأكيد نشعر بسعادة بالغة عندما نساعد فى خلق كوادر ومشروعات ناجحة ونكسر عند الناس حاجز الخوف ونبدأ معهم مشروعهم خطوة بخطوة ونخلق ثقافة جديدة.
ماذا عن موقف الجهات الحكومية مما تقدمونه من خدمات، وما دور وزارة التربية والتعليم تحديدا فى هذه النقطة؟ من التحديات الكبيرة التى واجهتنا فى البداية هى ثقة الجهات الحكومية فينا وهذا استغرق جهد وعمل سنوت طويلة، أقمنا خلالها علاقات طيبة معهم واقتنعوا بأننا نقدم خدمة عالمية للطلبة، أما عن وزارة التربية والتعليم فهى أهم شريك لنا ولا نستطيع دخول أى مدرسة بدون التنسيق معها فلدينا شراكة كبيرة مع الوزارة، كذلك دور وزارة التضامن الاجتماعى لا يقل أهمية، لذلك ننمى علاقاتنا معهم لأنهم هم الذين يساعدوننا لأننا فى الأساس مؤسسة غير هادفة للربح وعلاقاتنا مع هذه الوزارات استغرقت سنوات حتى وصلت لما كنا نتمناه. ما هى الرسالة التى تريدين توصيلها من خلال عملك التطوعى؟ أحيانا الشخص يؤمن من داخله بأن له رسالة يجب أن ينقلها للآخرين لأنه من الممكن أن يغير شيئا بجد بغض النظر عن الحواجز التى قد تحيط به، وأقول للبنات والشباب :لا تيأسوا وحققوا ذاتكم وإذا كنتم مؤمنين بأفكاركم لا تسمحوا لأحد بأن يهدمها. كيف يمكن التواصل مع خدمات المؤسسة خاصة الشباب الذين لديهم أفكار مبتكرة؟ كل شاب يتراوح عمره ما بين 21 – 28 عاما ولديه فكرة مبتكرة عليه إرسالها إلينا من خلال موقعنا على الفيس بوك للحصول على دورات تدريبية مدتها 6 شهور، ومن خلال التواصل يتعرف بشكل أكبر على خدمات "إنجاز" وكيف يستفيد منها.