من سبب فساد الشباب المصري؟ محمد رمضان! من يرسخ لقيم البلطجة والسوقية والابتذال بأفلامه ومسلسلاته؟ محمد رمضان؟ من دمر أخلاق أبنائنا الملايكة "الكيوت" ؟ طبعا محمد رمضان! و بالنسبة للفوضى والانفلات الأمني والأخلاق في الشارع المصري ؟؟؟ كله من محمد رمضان! لن يختلف الكثير من المصريين الآن حول هذه الأجابه عن تلك الأسئلة بعد أن قرروا تحويل رمضان للشيطان الأعظم ... لكن تبقي هناك أسئلة أخري أهم لابد أن نواجه أنفسنا بها وهي...هل لو منعنا محمد رمضان من التمثيل أحوال مصر وشبابها ستنصلح ؟ هل محمد رمضان هو سبب أم نتيجة لمجتمع يتحلل أخلاقيا واجتماعيا؟؟؟ هل الحملة القاسية التي تواجه الفنان الشاب الموهوب هو الهدف المقصود منها أم انه مجرد منصة تنشين علي فئات وطبقات في المجتمع صار مرغوبا من البعض الابتعاد عنها والتعالي علي ظروفها وواقعها المرير بدلا من تحسينه وتطويره؟ محمد رمضان الممثل الشرعي والوحيد الآن لأبناء الطبقات الشعبية الكادحة الفقيرة التي تطاردها الإعلانات الطبقية الحقيرة عن ضرورة السكن في "جيتوهات" أرقي بعيدًا عنهم بل وعن الطبقة المتوسطة- التي يبدو أنها في طريقها للانقراض- وبما أن الطبقتين صارتا منبوذتين من علية القوم أصحاب الفيلات أم ثلاث جناين وملاعب الجولف من المنطقي أن يتم تسفيه الرجل وتصويره علي إنه سبب كل الانهزامات والانهيارات الأخلاقية التي أصابت المجتمع المصري في الأربعين سنة الماضية والتي انتهت الآن بمحاولات خلق مجتمعات مخملية يحاول أصحابها فرض ثقافتهم الهشة المشوهة علي الشعب الغلبان ونجمه المختار! محمد رمضان لم يخترع عجلة الانحراف بين الشباب بل نقل جزء بسيط منها للشاشة ... رمضان لم يعلم أحد قواعد البلطجة فالواقع أنها قواعد محفوظة بين جميع المصريين وبلا استثناء والكل يمارسها في وسطه ومجتمعه وطبقته بطريقته فقط رمضان كشف عورات المجتمع التي تريدون التستر عليها...كشف عن أنه في طوفان القبح الذي يسود المجتمع وإعصار البلطجة الذي لم ولن تستطيع إي قوانين مواجهته في ظل حالة الميوعة التي تعيشها البلد فلا صوت سيعلو فوق صوت البلطجة والسوقية والابتذال والنصب والسرقة وكل الانحرافات التي أصبحت مباحة ومقبولة! "إذ لم يكن الله موجودا فكل شيء مباح" جملة جاءت علي لسان الراحل العظيم نور الشريف في فيلم الإخوة الأعداء سأستعيرها مع تعديل بسيط لأجعلها"إن لم يكن القانون والعدل والمساواة موجودين فكل شيء مباح علي الأرض المصرية " ليس من الآن فقط بل من عشرات السنين ....عشرات السنين التي صارت الرشوة خلالها إكرامية "وكل سنة وأنت طيب" والفساد فهلوة و"لحلحة" والنصاب ذكاء ...شاهدنا أبناءنا ونحن كمجتمع نمارس كل هذا فاختلت منظومتهم القيمية فزاد بينهم الإدمان والبلطجة والانحرافات الأخلاقية والفساد المادي وصارت السوقية المفرطة عنوان لغتهم ! محمد رمضان لم يفسد أبناءنا بل نحن ومازلنا مصرين علي الهروب من الحقيقة في كافة المجالات مكتفين بالبحث عن شماعة لنعلق عليها خطايانا كمجتمع في طريقه للنهاية الحتمية إذا ما ظل علي نفس الوتيرة الأخلاقية والسلوكية وهي الانهيار والتلاشي! لست هنا بصدد الدفاع عن محمد رمضان فهو ليس بحاجة لدفاع أحد عنه فهو أنجح وأغلي فنان في مصر الآن وأعتقد أنه سيستمر في المقدمة لسنوات طويلة شريطة أن يجيد اختيار أعمال تطرح حلولًا للكثير من قضايا الشباب المحب له كما فعل في إعلان المخدرات. محمد وبرغم كل حملات التشويه في الصحف والبرامج التليفزيونية وعلي مواقع التواصل الاجتماعي فاز مسلسله كأنجح مسلسل لهذا العام في معظم - إن لم يكن كل - الاستفتاءات التي أجريت حتى الآن بفضل تصويت شباب يبحثوا عن بطل مغوار يحقق أحلامهم البسيطة في التغلب علي مشاكل الحياة وما أكثرها ! رمضان معبر بصدق عن المجتمع وإذا أشار إليه أحد بأصابع الاتهام فعليه أن يوجه الأصابع الأربعة الأخرى لنفسه حيث يقف كل منتقدي "رمضان" عجزة قليلي الحيلة أمام أبنائهم أو إخوتهم الصغار وهم يتابعون بشغف ناصر الدسوقي لأنهم لم يجدوا وسيلة مثله للتواصل معهم وإقامة حوار والتعبير عن أفكارهم وأحلامهم حتى لو كانت هذه الأحلام غير مرضية لنا ! إذا ما قرر المجتمع المصري أصلاح شأن مستقبله وهو الشباب...وإذا أراد أن يعود كتلة واحدة لا تفتتها "كومباوندات " في التجمعات بعيدا عن عشوائيات البسطاء فلابد أن نعترف بأخطائنا في حق أبنائنا وإخوتنا الصغار لابد أن نفتح أفاقا مختلفة للتحاور معهم واحتوائهم ولتكن البداية بالدراسة العلمية المحايدة لأعمال محمد رمضان لنعرف أسباب هوس الشباب بها بلا تعالي أو غطرسة فقد حان الأوان أن نصلح ما أفسدنا ويمكن أن يكون التوظيف الفني الجيد لرمضان جزء من الحل بدلا من مطاردته بالأكاذيب.