رغم أنه اتخذ قرار التوبة منذ سنوات طويلة الا أن حكايته مازالت تتردد بين أبناء منطقته حتي الآن ، فتقريبا لا يوجد أحد لا يعرفه وكل هذا بسبب تاريخه الإجرامي الذي لا يفارقه طوال الوقت .. من خطف وسطو إلي بلطجة وتردد علي الأقسام والسجون فتجد الكثير من القصص والأساطير التي تحكي عنه , ومنها ما تروي عن قدراته الخارقة في أمور الفتونة والضرب بالسلاح وأخري عن احتجازه لضحاياه في شقة بإحدي حواري المنطقة حتي يعقد صفقاته ويردهم إلي أهاليهم مقابل المال , وطبعا جرائمه قطعت مصدر رزقه وأفقدته كل أمواله بل وخسر ما هو أهم من المال ففقد أسرته الصغيرة التي كان يعيش وسطها , ولكل هذا كانت حكاية عم سيد الشرنوبي قصة مثيرة وغامضة وبها الكثير من المواقف الانسانية في نفس الوقت والتي حكاها لنا من خلال الحوار التالي ... حكايتك إيه يا عم سيد؟ اسمي سيد أحمد مصطفي الشرنوبي أبلغ من العمر 54 سنة وقضيت فترة شبابي كلها مثل كل الأشقياء فكنت أدخل في مشاجرات أضرب وأتعرض للضرب منذ كان عمري 13 سنة , ولكني حاليا تائب إلي الله منذ سنوات . هل هذا كان كل ما تفعل؟ الحقيقة إني زمان كنت سيئا .. فكنت متطوعا في الجيش ورفدت منه بسبب سوء السير والسلوك وبعده ارتكبت الكثير من الأعمال الاجرامية فأنا حاليا مسجل جرائم نفس فكنت أخطف بني آدميين وأرجعهم لأهلهم مقابل المال , ولكن المال لم يكن الهدف الرئيسي ولكن مثل هذه الأعمال كانت كيف عندي , وكانت معي عصابة معظم أفرادها تم اعدامهم وبعضهم تم ضربهم بالنار وهناك من تاب واستقام ويعمل الآن بالحلال . يعني كنت هجاما تعمل لصالح عصابة كاملة؟ لا أنا مش حرامي ولا أستطيع أن أسرق حتي ولو كانت الفلوس أمامي فلا أقدر أن أمد يدي عليها , أما بالنسبة للسطو فلم أكن أسطو إلا علي الأشقياء من الحرامية فكنت أمارس عليهم أعمال البلطجة فأقوم بتثبيتهم وآخذ منهم المال غصبا عنهم , ولكني تبت عن كل هذا علي أمل أن يبدل الله لي سيئاتي بحسنات فالله يقبل التوبة فكيف لا يقبلها البشر؟ ! طيب مين اللي قالك إن البشر لم يقبلوا التوبة؟ بعد أن توفي والدي أصبحت أعيش وحيدا حتي إخواتي لا يسألون عني ويعاملونني معاملة قاسية فظلموني وسرقوا أموالي وابنتي تزوجت دون علمي وأصبحت ميسورة الحال ولكنها لا تسأل عني ولا تتذكر إن كان لها أب في يوم من الأيام , هذا بخلاف أن زوجتي طلبت الطلاق بسبب كثرة ترددي علي السجون بسبب ودون سبب . كم مرة تعرضت فيها للسجن في حياتك؟ ثلاث أو أربع مرات وتعرضت للاعتقال أكثر من مرة , هذا بخلاف أنه تم حبسي ظلما لمدة سنة في قضية حيازة سلاح ومرة أخري في قضية مخدرات برغم أني كنت وقتها لا أفعل أي شيء خطأ في حياتي إلا التدخين ! ما العمل الذي تقوم به بعد أن خرجت من السجن وقررت التوبة؟ قمت بفتح كشك أرتزق منه قوت يومي ولكن في نفس المكان الذي صرح لي به كان هناك إحدي الشركات الكبري فأرادت إدارتها أن أترك المكان مقابل 15 ألف جنيه وحينما رفضت استغلوا فترة كنت مريضا فيها وأزالوا الكشك وتم أخذه لمخزن الحي فذهبت للإفراج عنه ووضعته في مكان آخر تم تخصيصه لي ولكن أحد أصحاب المحلات والذي يشغل محله نفس الرصيف الموجود به الكشك الخاص بي قام بتكسيره وألقاه في الزبالة وقال لي اللي عندك أعمله , فماذا أفعل هل أعود مثل أيام زمان وآتي بسيف وأضربه به وأذهب للسجن مرة أخري؟ !! فذهبت لعمل محضر بالقسم ولكن تم حفظه فقمت برفع شكوي للنائب العام والمحافظ ووزير الداخلية , فتمت إعادة التحقيق ومازلت منتظرا قرار النيابة . ما هو مصدر رزقك الحالي؟ أصرف معاشا قيمته 85 جنيها شهريا وأحيانا أذهب إلي جراجات بحثا عن الرزق فأقوم بغسيل السيارات فأذهب لجراجات بالمرج والشرفاء والبركة ولكنه ليس مصدر رزق ثابتا ولم تعد لدي قدرة علي هذا العمل , فأحيانا أجد من يساعدني بمبلغ ما حيث إن كل أبناء منطقتي يعلمون ظروفي فعلي أقصي تقدير يدخل لي شهريا بعد المساعدات من 150 إلي 200 جنيه فأفطر جبنة وأتعشي بها هذا بخلاف أن أقضي مشاوير للحي وللمحكمة لمتابعة القضية فأصرف مواصلات خمسة جنيهات في كل مرة للذهاب والعودة من وإلي المحكمة ولا يتبقي لي شيء أنا بس نفسي آكل لقمة بالحلال أو أموت بقي وأستريح وهذا أملي في ربنا لأني تعبت ومش عارف أعمل إيه . وما نصيحتك لأي شخص يختار نفس الطريق الذي سرت أنت فيه من قبل؟ نصيحتي هي مثل وحكمة وهي أن البطران نهايته قطران .