معظم الوزراء السابقين ورموز النظام السابق من اعضاء الحزب الوطني ولجنة السياسات هم بالأساس اساتذة في الجامعات المصرية, نسبة كبيرة منهم انقطعت عن الذهاب للجامعة بعد توليهم المنصب, ومنهم من اهتم بوجوده في العمل الاكاديمي .. لكن الآن الصورة تغيرت والاوضاع تبدلت بعد ثورة 25 يناير, وأصبح هؤلاء بدون سلطة او منصب, فماذا يفعلون الآن؟ صحيح أننا فى إجازة آخر العام حالياً .. لكن هل عادوا الي ع كتب : حواش منتصر - محمد شعبان نبدأ بالدكتور علي الدين هلال امين الاعلام بالحزب الوطني السابق , وعضو هيئة مكتب امانة الحزب , والذي تردد مؤخرا انه رفض تولي رئاسة الحزب الوطني في شكله الجديد بحجة انه سيتفرغ في المرحلة المقبلة لابحاثه ومؤلفاته الاكاديمية والاشراف علي رسائل الدراسات العليا , الدكتور علي الدين هلال استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة اختفي عن الساحة فعلا , ولم يعد يظهر , كما كان من قبل , ورغم ان هناك اخبارا تؤكد تفرغ الدكتور هلال لعمله الاكاديمي , الا انه لم يظهر حتي الان في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة , كما انه لم يكن يذهب اليها اصلا قبل الثورة لمسئولياته الحزبية والسياسية , وكان آخر ظهور له في الكلية منذ عامين تقريبا , وكان يتولي تدريس مادة نظام سياسي مصري عموما ايا كان الموقف الحالي للدكتور هلال , سواء بالعودة لعمله الاصلي كاستاذ جامعي من عدمها , الا انه لايحظي بشعبية بين طلاب الكلية التي تولي عمادتها قبل ذلك , فهو غير محبوب بين معظم الطلاب فهم يرون فيه الشخصية الكلاسيكية الحادة , وانه كان لديه شعور بثقل وقوة المناصب التي يتقلدها , بمعني ادق كانت له هيبة وهالة لايمكن ان يقترب منها احد . الصورة قد تبدو مغايرة بعض الشيء بالنسبة لزميله في الكلية وايضا في الحزب الدكتور محمد كمال استاذ العلوم السياسية وعضو مكتب امانة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي سابقا , والصديق المقرب لجمال مبارك , صحيح انه لم يظهر في الصورة ولم يبد اي تعليق علي الثورة المصرية , الا ان الغريب انه بعد بداية التيرم الثاني بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية فوجئ الطلاب بتنظيم الكلية ندوة عن ثورة 25 يناير سيحاضر فيها الدكتور محمد كمال , وانتظر الطلاب ماذا سيقول الرجل المقرب من جمال مبارك عن الثورة التي اطاحت بأحلامه ومستقبله السياسي الذي كان واعدا , لكن الاغرب هو ان الندوة لم تعقد , ورغم انه سادت حالة من الارتياح بين بعض الطلاب , الا ان البعض الاخر كان لديه تطلع وشغف لما سيقوله احد اعمدة الحزب الوطني عن ثورة الشباب وعلي ما يبدو ان الدكتور كمال لم ينفصل عن الحياة , كما فعل البعض وواصل حضوره للكلية للقيام بدوره الاكاديمي , فهو يدرس مادة سياسات خارجية مقارنة للفرقة الرابعة بالكلية , والدكتور كمال علي العكس من علي الدين هلال كان يحاضر في التيرم الاول , الا انه في التيرم الثاني لم يدخل اي محاضرة ولكن الطلاب يؤكدون ان شيئا لم يتغير وانه سيحاضر في 4 محاضرات ولكن موعدها لم يأت بعد , لانه يقدم المادة مع استاذ آخر , ولكن ما يميز الدكتور كمال عن غيره من اعمدة النظام السابق انه كان يفصل تماما بين عمله الحزبي وبين حياته الاكاديمية فلم يكن يتطرق في المحاضرات للحزب الوطني ولم يتكلم ابدا عن جمال مبارك ولم يستغل صلاحياته في الحزب لتحقيق اي مصلحة وهو شخص عادي جدا في المحاضرات رغم انه يبدو حازما وكان دائما يشيع جوا من الدعابة بين الطلاب , وكانت مدة محاضرته 3 ساعات كان يتحدث فيها عن امور انسانية كثيرة , ايضا عدد من طلاب الكلية لديهم قناعة ان محمد كمال لم تتلوث يده مثل باقي اركان النظام , فهو كان عضوا بارزا بالحزب , لكنه ليس احمد عز , الدكتور كمال دائم الحضور للكلية بعد الثورة وعلاقته بالطلاب لم تتغير فتقريبا نصف طلاب الفرقة الرابعة طلبوا منه ان يكون المشرف علي مشروعات تخرجهم ولكنه اختار منهم 25 طالبا فقط , ومازال يتابع معهم مشروعات التخرج بكل ود ويستقبل الجميع في مكتبه , وهذا القبول من الطلاب للدكتور كمال لم يحظ به اي استاذ آخر في الكلية , وعلي ما يبدو ان حالة الاحترام التي مازال يحظي بها من شريحة كبيرة من الطلاب سببها تجنبه الحديث تماما عن الثورة مع اي شخص , وهو ما دفع الطلاب لاحترامه لانه لم ينط علي الثورة , كما فعل العديد من الاساتذة الذين كانوا معروفين بولائهم للنظام السابق وتمجيدهم الدائم في الرئيس واعوانه , ولكن كل الكلام السابق لايمنع من انه محبط سياسيا ومتضايق مما حدث للحزب الذي كان ينتمي اليه وهذا بدا واضحا للجميع من تعبيرات وجهه وملامحه . الغريب أن هناك شائعة سرت بين الطلاب بان اوراق اجابات التيرم الاول في مادة سياسات دولية التي قام الدكتور كمال بتصحيحها بعد الثورة سيحصل اصحابها علي تقديرات عالية علي العكس من اوراق الاجابات التي تم تصحيحها قبل الثورة , المعروف ان الدكتور كمال ليس كريما في تقديراته للطلاب . عموما كلية السياسة والاقتصاد كانت من اكثر الكليات التي ثار بداخلها جدل كبير بحكم ان اساتذتها كانوا الاكثر ظهورا علي الساحة الإعلامية , وهي كانت منقسمة الي قسمين الاول تابع للجنة السياسات والثاني معارض , كما ان هناك عددا من الاساتذة كانوا اعضاء في الحزب الوطني قدموا استقالتهم مثل الدكتورة عالية المهدي عميدة الكلية والتي استقالت بعد موقعة الجمل , ولكن هناك شائعة يرددها الطلاب وهي ان الدكتورة عالية كانت تعمل كمستشار اقتصادي لاحمد عز وفي اول ايام التيرم الثاني اعتصم عدد من طلاب الكلية لإقالتها من منصبها ولكنها استطاعت ان تحتوي الموقف بعد ان جلست مع الطلاب وحاورتهم . وهناك أيضا الدكتورة آمال عثمان التي تدرس مادة العقاب مع التعمق في كلية الحقوق والتي تذهب إلي الكلية علي فترات ولا يحدث احتكاك بينها وبين الطلاب . وعلي مايبدو ان الدكتور أحمد زكي بدر هو اكثر وزراء النظام السابق سعادة بوضعه الحالي , فهو كان حريصا علي الذهاب لكلية الهندسة جامعة عين شمس , وبدا مرحا ومتقبلا لوضعه وعندما سئل عن ترشيحه لتولي منصب محافظ لاحدي المحافظات رد قائلا : هذا الكلام ليس حقيقيا وانه مبسوط لأنه عاد وسط احبابه في كلية الهندسة , وعندما سئل عن تدهور حالة المدارس وماتتعرض له من عمليات بلطجة وغيرها قال إن شاء الله كل حاجة هتبقي كويسة وتتصلح خلال الايام الجاية , وبالنسبة لحضوره في الكلية فهو لم يبدأ بعد في المحاضرات , ولكنه يتواجد في أثناء مناقشة رسائل الدكتوراه والماجستير . وفى سياق آخر مخالف لوضع وظروف السابقين .. أسطورة د. عصام شرف غير طبيعيه في كلية الهندسة جامعة القاهرة ، حيث يقع مكتبه في شعبة الطرق بقسم مدني وهو يتمتع بشخصية هائلة وبعض الطلاب يرغبون في ترشيحه ليكون رئيسا للجمهورية وهذا الكلام من قبل الثورة حيث إنه معروف عنه انه صاحب شخصية قوية وأكاديمية مرموقة وانه عالم في تخصصه وازداد شهرة بعد جمعية عصر العلم التي أنشأها لكن الطلاب يقولون برغم شخصيته الأسطورية لم يعط محاضرات لهم منذ فترة طويلة برغم ان مكتبه موجود نظرا لانشغاله بأعماله الخاصة ولكنه كان يعطي محاضرات للدفعات الماضية واكتسب شهرة غير عادية نظرا لشياكته واناقته وأنه شخص مهذب جدا في ردوده وانفعالاته .