"البابا لو اتكلم الدنيا .. البلد ممكن تتحرق " بهذه الجملة البسيطة فسر الأقباط موقف البابا الصامت تجاه أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة . تصوير: محمد لطفى
وخلال عظته الإسبوعية حافظ البابا شنودة على هدوئه وتهرب من الإجابة على عشرات الأسئلة التى وردت إليه بشأن أحداث إمبابة الطائفية ، وهو الأمر الذى أثار استياء آلاف الأقباط الذين احتشدوا فى كاتدرائية العباسية . وقد قاطع الأقباط البابا مرات عديدة وعبروا له صراحة عن خوفهم وقلقهم من المستقبل ومن الأحداث التى تتكرر من وقت لآخر ، وطالبوا البابا بالحديث صراحة عن هذه الأحداث ، ولكنه رغم ذلك لم يتكلم صراحة وأشار إلى ضحايا الأحداث ووجه رسالة مواساة إلى أسرهم وقال فى لحظة تأثر: حياة الإنسان ليست دائمة ولا أحد يمكن أن يعيش للأبد ، كلنا هنموت وهؤلاء الضحايا أرواحهم صعدت إلى السماء وهم الآن يتشفعون لعائلاتهم أمام الله .. والحكمة تقول"ما أنا طين ولكن أنا فى الطين سكنت . لست طين أنا روح من فم الله خرجت . وسأمضى راجعا لله أحيا حيث كنت". ولم تفلح محاولات التهدئة وامتصاص الغضب التى سعى إليها البابا حيث اندفع عدد من الأقباط وقالوا للبابا صراحة " خايفين يا سيدنا" ولكن البابا استقبل الرسالة ببساطة وبدأ فى الإجابة على بعض الأسئلة التى اختارها بعناية فائقة ليكون بعضها مرحا أو ذات طابع إنسانى من أجل " تلطيف الجو " حيث تعلق الكثير منها بطلب مساعدات مادية كإعانة على الحياة من بعض الفقراء ، كما انتقى االبابا رسالة أخرى حول الشباب والزواج وداعب الحضور قائلاً: العرسان بقوا عملة نادرة اليومين دول. وخصص البابا عظة اليوم للحديث حول" كيف تربح الناس" حيث دعا المسيحيين بشكل مباشر لنبذ العنف والتماس التسامح والوداعة وقال أن الإنسان السعيد هو الذى يكسب كل يوم أصدقاء جدداً ، ومسكين اللى كل يوم فى حياته يخسر ناس واللى ييجى بالإقناع والكتاب المقدس نكلمه بالكتاب المقدس واللى ييجى بالفلسفة نكلمه بالفلسفة والمنطق .. والمثقفون نكلمهم بالثقافة ، والصعايدة نأخذهم على قد طبعهم ! إذاً يجب أن تكون إنساناً لطيفاً وبعيداً عن الخشونة والعنف والقسوة .