هو ببساطة لا يحتاج إلى مقدمة فيكفى أن أقول لك " النحلة اللى ليها بزوز" وأنت ستتذكره فورا فقد استطاع أن يلفت نظر الجميع إليه من مجرد مشهد صغير فى إعلان لدرجة أن الناس أصبحت تربط بين المنتج الإعلاني وبينه وكلما جاء الإعلان لم نعد نسمع منه سوى " بطة برأس قطة " و"دحلاب كده دحلاب ومطاط" والغريب أنه بدأت تظهر جروبات ومبادرات على مواقع التواصل الاجتماعي والفيس بوك تحمل اسم دحلاب ومطاط وتسأل عن هذا الرجل الذي أصبح مشهورا فى غمضة عين ونحن أيضا كنا نسأل عنه إلى أن وصلنا له أخيرا بعد فترة بحث ليست قصيرة وكل فكرتنا أنه موديل إعلانات جديد ، لكن الحقيقة كانت مفاجأة لم تكن متوقعة وهذا ما سنعرفه منه أسامة عبدالله : أنا تربية يوسف شاهين وليلى علوي هى السبب فى أنني لم أترك الفن
أولا صف لى شعورك بعد أن أصبحت مشهورا إلى هذه الدرجة ؟ صدقيني حتى الآن لا أصدق فلك أن تتخيلي أنني عندما أدخل أى مكان أو وأنا ماشى فى الشارع الناس بتشاور علىّ وتقول الراجل بتاع النحلة اللى ليها بزوز وتتصور معى فقد شعرت فجأة أنني أصبحت نجما وطبعا هذا شىء يسعد أى إنسان فى الدنيا فما بالك بواحد بيمثل من 17 سنة. طيب فهمنى إزاى يعنى 17 سنة لم نشعر بك ومجرد ظهورك بجملتين فى إعلان جعلت منك نجم ؟ تلك هى إرادة الله فأنا أصلا من جيل محمد هنيدى وخالد صالح الله يرحمه وخالد الصاوى ومحمد شومان وطارق عبد العزيز وكنا كلنا أعضاء فى فرقة التمثيل بجامعة القاهرة لأنى كنت طالبا فى كلية الحقوق هناك وطوال فترة الدراسة كنت أحصل على المركز الأول فى التمثيل لذا بعد التخرج قررت أن أحترف الفن لأنى اكتشفت أنى لا أعشق فى الدنيا أى شىء غيره . إذن لماذا لم نرك فى أى أعمال طوال هذه المدة الطويلة ؟ أنا بدأت من خلال الأستاذ يوسف شاهين وتقدرى تقولى إنني تربيت فنيا على يديه لأنى بدأت أتدرب معه منذ أن كنت فى السنة النهائية فى الجامعة وكان مؤمنا جدا بموهبتي وأول دور قدمته معه كان من خلال فيلم " اليوم السادس " مع الفنانة الكبيرة داليدا ومحسن محيى الدين وفى نفس الوقت كنت ألعب أدوارا مهمة فى المسرح مع الأستاذ كرم مطاوع والفنانة سهير المرشدى فقد قدمت معهما روايات كبيرة مثل " إيزيس " و"المهزلة الأرضية" ليوسف إدريس و" العادلون " لألبير كامى و" موتى بلا قبور " لسارتر وكلها كانت أعمالا ناجحة جدا . ربما كان سبب عدم شهرتك أنك شاركت فى أعمال يقتصر جمهورها على هواة المسرح فقط خاصة تلك النوعية من العروض؟ والله لا تستطيعين أن تجزمي بذلك لأني أيضا فى مرحلة أخرى من حياتي قدمت عدة أعمال درامية من إنتاج شركة عرين للإنتاج الفنى ولكن للأسف معظمها كان يعرض فى الخليج فقط، بالرغم من أن كل من كانوا يعملون بها كانوا مصريون فقد شاركت فى بطولة مسلسل " يومين لله" مع الفنانة عفاف شعيب وكذلك مسلسل "المنزل الخلفى" مع دلال عبد العزيز وبوسى والفنانة الكبيرة تحية كاريوكا وقد كانت تحبنى جدا ولا تنادينى إلا بالواد الأسمر وكانت تقول لى إنك يمكن أن تصبح واحدا من أهم النجوم فى مصر ومع ذلك فقد تعثرت كثيرا حتى وصلت إلى محطة النحلة اللى ليها بزوز وتلك هى إرادة الله التى أحمده وأشكره عليها. وهل تركت التمثيل بعد ذلك أم اتجهت للعمل كموديل ؟ لا لم أترك التمثيل والحقيقة أنني جربت نفسى فى أكثر من عمل بعيدا عن الفن لكنى فشلت لذا عدت إلى المسرح وكان من حسن حظي أننى عملت لفترة طويلة فى مركز الهناجر تحت إشراف دكتورة هدى وصفى لأنها كانت الوحيدة التي تحاول أن تعطى الشباب الموهوب فرص حقيقية وتبحث له عن منطقة تنوير وهناك قدمت عدة أعمال من تأليف وإخراج الفنان خالد الصاوي وكما قدمت مسرحية " ليلة " للأستاذ أمل دنقل ومن هناك عرفنى المخرج الكبير شريف عرفة فأخذني معه فى دور صغيرة فى الجزء الأول من فيلم " الجزيرة " ثم دورآخر فى فيلم " أولاد العم" كما قدمت معه حلقتين أيضا فى مسلسل " لحظات حرجة" ومن خلال تلك الأدوار شاهدنى الأستاذ خالد يوسف وأسند لى دور فى فيلم " الريس عمر حرب"وآخر فى " دكان شحاتة . آلا تراه شيئا غريبا أن تشارك فى كل تلك الأعمال السينمائية الكبيرة ولم تترك بصمة مع الناس مثل التى تركتها فى مشهد لم يتعد ثوان معدودة فى إعلان تجارى؟ الحقيقة هو غريب فعلا لذا فقد أصيبت بإحباط واكتئاب وفكرت أن أترك المجال تماما إلى أن تقابلت مع الفنانة الرائعة ليلى علوى والتى قدمت معها دورا ليس صغيرا فى مسلسل " هالة والمستخبى" وهى الوحيدة التى استطاعت بتشجيعها ودعمها لى وكذلك المخرجة المتميزة مريم أبو عوف أن يخرجانى من حالة الإحباط والاكتئاب التى كنت أمر بهما وبعد هذا المسلسل قدمت دورا آخر مع الفنان الراحل خالد صالح فى "موعد مع الوحوش " وكذلك فيلم " فبراير الأسود " فأنا كنت معروفا فى الوسط الفنى أكثر من الشارع . وكيف جاء اتجاهك للإعلانات ؟ من خلال مكاتب الكاستينج وأنا كنت لا أشارك فى أي إعلان إلا كممثل وليس كموديل وعرض علىّ إعلان هذا المنتج ووجدت أن دورى فيه لطيف خاصة أنه يصف المنتج بكلمات جديدة ودمها خفيف وكنت مشغولا وقتها بتصوير دورى فى حارة اليهود والتى لعبت فيها دور سكرتير الإخوان ولكنى أبدا لم أكن أتصور أو يخطر فى بالى أن هذا المشهد البسيط سيحقق لى فى أقل من دقيقة ما لم أستطع تحقيقه فى 17 سنة . تعتقد بعد هذا النجاح ستغير اتجاهك للون الكوميدي ؟ أظن ذلك خاصة أن معظم العروض التى جاءت لى بعد رمضان لأدوار كوميدية ، وربما كانت تلك هى الخطوة التى من المفروض أن أخطوها من زمان لكن كل تأخيره وفيها خيره وأنا سعيد بمشواري وفخور به . بأمانة هل تشعر بالظلم وأن النجاح جاء متأخرا ؟ بالعكس فمن يعلم لو كنت نجحت وحققت شهرة كبيرة فى بداية مشوارى كان إيه اللى حصل فأنا سعيد جدا بما حدث معى هذا العام وأتمنى أن يكون بداية مرحلة جديدة في حياتي .