للشباب.. فرص عمل جديدة في عدد من الشركات الخاصة    وزيرة التضامن تبحث نتائج المرحلة الرابعة من مبادرة «ازرع» مع رئيس الطائفة الإنجيلية    المواد الغذائية: إنتاج الألبان يقفز شتاءً 30% والأسعار تتراجع بقوة    محافظ القليوبية: مبادرة حياة كريمة تساهم في تنفيذ 703 مشروعات تنموية بالقرى المستهدفة    رئيس الوزراء يتفقد مكتبة مصر العامة ومستشفى شبين القناطر المركزى    محافظ أسيوط يفتح بوابة استثمارات هندية جديدة    وزير الزراعة: الصادرات الزراعية المصرية حققت 8.8 مليون طن حتى الآن    السكك الحديدية تعتذر للركاب لهذا السبب    إريتريا تنسحب من "إيجاد" وسط قلق أممي إزاء التوترات مع إثيوبيا    إسرائيل تشن حملة اقتحامات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية    مطاردة من القبر.. صور جديدة من تركة إبستين تقلق الكبار وأولهم ترامب.. صور    آخر مستجدات تطور العلاقات الاقتصادية المصرية الفرنسية بقيادة السيسي وماكرون    الزمالك يعود للتدريبات اليوم استعدادًا لمواجهة حرس الحدود    موعد مباراة برشلونة وأوساسونا في الدوري الإسباني.. والقنوات الناقلة    وزير الرياضة يطلق نصف ماراثون الأهرامات 2025    مواعيد مباريات اليوم السبت 13- 12- 2025 والقنوات الناقلة    بمشاركة مصطفى محمد.. نانت يتلقى هزيمة مذلة أمام أنجيه بالدوري الفرنسي    جهود مكثفة لرفع مياه الأمطار من شوارع مدينة كفرالزيات بالغربية    طقس غير مستقر حتى 18 ديسمبر.. الأرصاد تكشف خريطة الظواهر الجوية للأيام المقبلة    إصابة 4 أشخاص من أسرة واحدة بالاختناق إثر تسرب غاز بدمنهور    وزير الصحة ينعي طبيبة توفيت في حادث انقلاب سيارة بسفاجا    بيت الطين يتحول إلى قبر بالدير.. مأساة أسرة كاملة فى جنوب الأقصر    «السياحة والآثار» توضح حقائق هامة بشأن ما يثار حول المتحف المصري الكبير    إدراج معهد بحوث الإلكترونيات ضمن لائحة منظمة الألكسو لمراكز التميز العربية    افتتاح أيام قرطاج السينمائية بفيلم "فلسطين 36" للمخرجة آن مارى جاسر    الصحة: فاكسيرا توقع بروتوكول تطوير المعامل المركزية للرقابة على الإنتاج    نائب وزير الصحة تبحث مع «يونيسف مصر» اعتماد خطة تدريب شاملة لرعاية حديثي الولادة    تشويه الأجنة وضعف العظام.. 5 مخاطر كارثية تسببها مشروبات الدايت الغازية    "إفشال مصر" .. خطة كُتب لها النهاية    مقررة أممية: تكلفة إعادة إعمار غزة يجب أن تسددها إسرائيل وداعموها    اسعار الذهب اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى محال الصاغه بالمنيا    هشام أصلان في معرض جدة للكتاب: الهوية كائن حي يتطور ولا يذوب    معرض جدة للكتاب ينظم ندوة عن تحويل الأحداث اليومية البسيطة إلى قصص ملهمة    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك بدقه    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    بعد زيادة التأمينات| تعرف علي موعد صرف معاشات يناير 2026    بسبب الكاتيل.. التحريات تكشف ملابسات حريق مستشفى الموظفين في إمبابة    خسوف كلي للقمر يتزامن مع رمضان 2026.. اعرف موعد وتفاصيل القمر الدموي    "يا ولاد صلّوا على النبي".. عم صلاح يوزّع البلّيلة مجانًا كل جمعة أمام الشجرة الباكية بمقام الشيخ نصر الدين بقنا    الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة تفتح ملف العدالة والتعويضات نحو مقاربة شاملة لإنصاف أفريقيا    محكمة بوليفية تأمر بسجن الرئيس السابق لويس آرسي 5 أشهر    " سلبيات الأميّة الرقمية وتحديات الواقع ومتطلبات سوق العمل ".. بقلم / أ.د.أحلام الحسن ..رئيس القسم الثقافي.. إستشاري إدارة أعمال وإدارة موارد بشرية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    اليوم.. نظر دعوى للإفراج عن هدير عبدالرازق بعد شهرين ونصف من الحبس    منهم الأيتام وأبناء المطلقة، أطفال يحق لهم الحصول على معاش شهرى    إفتتاح مؤسسة إيناس الجندي الخيرية بالإسماعيلية    ترامب: الضربات الجوية على أهداف في فنزويلا ستبدأ قريبًا    تدريب واقتراب وعطش.. هكذا استعدت منى زكي ل«الست»    سلوى بكر ل العاشرة: أسعى دائما للبحث في جذور الهوية المصرية المتفردة    هشام نصر: سنرسل خطابا لرئيس الجمهورية لشرح أبعاد أرض أكتوبر    تعيين الأستاذ الدكتور محمد غازي الدسوقي مديرًا للمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية    أحمد حسن: بيراميدز لم يترك حمدي دعما للمنتخبات الوطنية.. وهذا ردي على "الجهابذة"    محافظ الدقهلية يهنئ الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم من أبناء المحافظة    ياسمين عبد العزيز: أرفض القهر ولا أحب المرأة الضعيفة    ليتشي يتخطى بيزا بهدف في الدوري الإيطالي    ننشر نتيجة إنتخابات نادي محافظة الفيوم.. صور    إشادة شعبية بافتتاح غرفة عمليات الرمد بمجمع الأقصر الطبي    الإسعافات الأولية لنقص السكر في الدم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار العمر مع "الكبيرة قوى سميحة أيوب"
نشر في بوابة الشباب يوم 24 - 01 - 2016

عندما يكون الحوار مع سميحة أيوب فلابد أن يكون المحاور على أهبة الاستعداد للوقوف أمام سيدة المسرح العربى، فالأمر لم يكن مجرد حوارا صحفيا ولكنه مباراة إنسانية الغرض منها الفوز بأكبر كم من الأسرار والحكايات التى تنطوي عليها تفاصيل حياة امرأة ليست عادية ، وبالرغم من أننى كنت أشعر ببعض القلق فى بداية كلامى معها إلا أنني بعد لحظات من ترحيبها بى بتلك الابتسامة الهادئة الواثقة شعرت وكأنني أعرفها منذ سنوات طويلة ، فبساطتها وعفويتها وتدفق كلماتها جعلها أحيانا تجيب عن السؤال قبل أن أستكمله، وبالرغم أيضا من كون الحوار امتد إلى مناطق بعيدة وأخرى شديدة الخصوصية إلا أن ثقتها بنفسها وبتاريخها لم تترك هناك مساحة فى حياتها تحمل لافتة ممنوع الاقتراب أو التصوير ومن ثم جاءت النتيجة بهذا الحوار.

سميحة أيوب:
أسرتي رفضت زواجي من شكرى سرحان لأنه كان فى بداية حياته.. ولم أجن من زواجى بمحسن سرحان سوى الاكتئاب والمعاناة بسبب استبداده وغيرته
أنا ومحمود مرسى حبينا بعض فى صمت ومرة طلب منى أن أوصله لأقرب تاكسى وأول ما انفردنا قال لى تعرفى إن الست أم كلثوم ست رائعة فقلت له لماذا قال لأنها تقول: " ولما أشوف حد يحبك يحلى لى أجيب سيرتك وياه " وتزوجنا
أجمل سنوات عمرى عشتها مع سعد الدين وهبه الذى اعتبر حبى "تهمة لم ينكرها وشرفا لا يدعيه"
لا أحب الست التى لا تشعر بقيمتها إلا من خلال الرجل

دعينا نبدأ من أحدث مشهد فى حياتك وهو هذا الاستقبال الرائع الذى قوبلت به فى حفل افتتاح المسرح القومي.. فكيف كان إحساسك بالوقوف على خشبة المسرح القومى بعد كل هذه السنوات؟
ياااااه إحساس من الصعب جدا وصفه بكلمات محددة ولكنى شعرت وكأنني عدت لبيتى الذى ابتعدت عنه منذ سنوات طويلة ولحظة ما صعدت على خشبة المسرح تحديدا تذكرت كل تاريخى ونجاحاتى عليها، أما استقبال الناس فبالرغم من كونه كان أكثر من رائع بالفعل إلا أنني أكذب عليكى لو قلت إننى لم أكن أتوقعه وأظن أن السبب الأول والأخير لهذا الاستقبال أنني أبدا وطوال حياتى لم أزايد بفنى أو أدعى ما هو غير حقيقي وطبيعي إذن أن الصدق يقابل بصدق.
هل تتوقعين أن المسرح القومى يستطيع فى هذا الزمن أن يعيد أمجاد ونجاحات ما قدمه جيلك عليه؟
ولم لا فكل شىء راجع للإنسان، فالمسرح والمبنى جماد لايبدعان، أما المبدع الوحيد والحقيقى فهو الإنسان ومن ثم فلو استطاع أن يقدم أعمالا مختلفة عن السائد سينجح بالتأكيد بل والأهم من ذلك سيساهم فى نشر ما يقدمه من رقى وابداع خاصة أننا فى مصر من أنصار ثقافة " القطيع " بمعنى أنه إذا قدم شخص عملا ناجحا وفى نفس الوقت يكون هادفا سيتبعه الكثيرون والعكس صحيح .
ولكن جمهور الآن مختلف عن الجمهور الذى سبق وقدمت له أعمالا أدبية فلسفية مثل " الذباب " أو " المومس الفاضلة " لسارتر .. فل ترين أنه لو أعيد تقديم تلك الأعمال ممكن أن تلقى قبولا؟
بالتأكيد فأنا مازلت حتى الآن أقابل أناس فى الشارع وتسألني عن أعمالي المسرحية وتتمنى عودتها، فالمتلقي يأخذ ما نقدمه له والفن له تأثير السحر على النفس، وأكبر دليل على ذلك أن تلك الأعمال الروائية إذا أعيد تقديمها ستلقى قبولا وما حققه الرائع يحيى الفخرانى برواية " الملك لير " والتى استمر عرضها لسنوات طويلة وكان عددا كبيرا جدا من جمهورها من الشباب وأنا نفسى فى آخر أعمالي على القومي وهى " الناس اللى فى التالت " للكاتب العظيم أسامة أنور عكاشة لمست تلك الحالة بنفسى ووجدت إقبالا كبيرا من الشباب مما يؤكد أن الجمهور يأخذ ما نقدمه له سواء كان جيدا أو سيئا .
ولكن هذا الشكل المسرحى لن يخرج إلا من إنتاج الدولة ؟
وهذا أمر طبيعى فالدولة لابد أن تبقى منتجة للفن شرط أن يكون دورها مؤثرا فى توجيه المسار الفني وإلغاء حالة الفوضى والتسيب لأنه المفروض أن الفن لايصنف كسلعة تخضع للكسب والخسارة ولكنه ثقافة تنوير، وبالتالي فلا مفر من أن تبقى الدولة منتجة للفن والمسرح تحديدا حتى لا ترقص كل المسارح.
لو عدنا بالزمن لبداية دخولك التمثيل وقد كنت فى مرحلة الصبا تقريبا.. فهل مازالت ذاكرتك تحتفظ بأسرارها وحكاياتها؟
" ودى حاجه تتنسى " فأنا بدأت التمثيل وأنا فى مرحلة الصبا كما تقولين تقريبا كنت فى الثالثة عشرة من عمرى عندما استمعت لإعلان فى الإذاعة عن فرصة للاستعانة بفتيات جدد للتمثيل مقابل ستة جنيهات فى الشهر وطبعا هذا الرقم كان ثروة وقتها إلا أنني لم أفكر بالأمر حتى ذهبت بالصدفة مع زميلة لى بالمدرسة لتجرى اختبار التمثيل باللغة العربية الفصحى التى لم أكن أجيدها نظرا لأنى كنت فى مدرسة فرنسية ولكنى انبهرت بأدائها إلا أنني فوجئت بأحد أعضاء لجنة الاختبار يسألنى إن كنت أرغب فى التمثيل فأجبت بنعم ثم عاد ليسألني إن كان هناك دور أستطيع أن أقدمه أمام اللجنة فقدمت دورا ليوسف وهبى وقبلتنى اللجنة إلا أنني لم أستطع أن أحصل على الستة جنيهات نظرا لصغر سنى ولكن بعد انضمامي لمعهد التمثيل وفى السنة الأولى تقريبا قرر زكى طليمات استثنائي من القاعدة وحصولى على المكافأة .
أفهم من ذلك أنك اتجهت للتمثيل بالصدفة بسبب الستة جنيهات وليست الموهبة؟
تضحك وهى تقول: هذا كان فى البداية فقط فأنا لم أشعر بالموهبة الحقيقية إلا عندما بدأت التمثيل بالفعل وبدأت أستعيد سنوات طفولتى ووجدت أننى عندما كنت أشاهد أفلام عبد الوهاب كنت أحفظها وأحاول أن أعيد تمثيلها مع زميلاتى فى المدرسة.
وكيف تقبلت أسرتك فكرة عمل ابنتهم فى الفن فى زمن كان من المستحيل أن تطل الفتاة من الشباك أصلا؟
طبعا لم يتقبلوا الفكرة بسهولة فإقناعهم كان أمرا فى منتهى الصعوبة ولكن كان لى خال مستنير وكان يعمل فى السوربون وهو الذى أقنعهم بأهمية الفن ودوره فى المجتمع ومع الوقت بدأ والدي يتفهم الفكرة الى أن فوجئت به ذات يوم وأنا ذاهبة الى المسرح يقف على شباك التذاكر ليقطع تذكرة ويشاهدنى دون أن يخبرنى بذلك ولا أنكر أنني شعرت بشىء من الرهبة فى تلك الليلة إلا أنى مثلت أيضا بإحساس مختلف ومن يومها عاد وهو فخور بى وبكل ما قدمته.
هل حقيقى أن الفنانة زوزو نبيل كانت من الممكن أن تكون السبب فى تركك التمثيل؟
حقيقى فأنا بعد ما انتظمت فى معهد التمثيل بناء على طلب زكى طليمات من وزير المعارف كان الأمر بالنسبة لى مازال حلما إلا أن الواقع جاء أكثر مما يحمله الحلم بكثير فخلال دراستى تم ترشيحى للأستاذ محمد محمود شعبان الشهير " ببابا شارو " حيث إنه كان يبحث وقتها عن صوت إذاعي جديد يقدم معه أوبريت " عذراء الربيع " وعرفت من صديقاتى أن الفنانة زوزو نبيل ستكون معه فى لجنة اختباري وأنها امرأة صعبة جدا وستبطش بى مما جعلنى أرتبك جدا أمام اللجنة، لدرجة أن بينى وبين نفسى فكرت للحظة أنهم لو رفضونى فسأترك هذا المجال تماما وأعود لدراسة اللغة الفرنسية إلا أنها أدركت بحسها الفنى حالة القلق والاضطراب التى كنت فيها ففوجئت بها تحاول تهدئتي وتتعامل معى بكل عطف وحنان وأنها على عكس ما سمعت عنها تماما، بل هى التى علمتنى كيف أقف أمام الميكروفون وما أن استجمعت نفسى وبدأت الأداء حتى هتف بابا شارو هذا هو الصوت الذى أبحث عنه، وبالفعل قدمت معه الأوبريت ونجح نجاحا مبهرا ولكن فرحتى لم تكتمل حيث إن الجميع كانوا يرددون اسمي سميحة سامي بدلا من سميحة أيوب، وذلك لأن والدتي نصحتني ألا أقول اسمي الحقيقي خوفا من عقاب والدي وأسرته إذا علموا أنني أمثل فى الإذاعة، ولكنى لم أستسلم للأمر كثيرا فطلبت أن يذاع اسمي الحقيقي حتى لا ينسب نجاحي لاسم مستعار فضلا عن إيماني بما أقدمه.
منذ بداية عملك فى التمثيل بدأ العرسان أيضا يدقون الباب فهل فتحت لأول طارق؟
أظن أننى حتى لو لم أكن سميحة أيوب الممثلة أبدا لم أكن لأفتح الباب لأى طارق، فالارتباط أو الزواج له عندي شروط صعبة جدا كانت لابد أن تتوافر فى الطارق ولكنى بالفعل لمست مدى إعجاب الكثير من زملائي بى إلا أننى لم أعر الأمر أى اهتمام فكل تركيزي كان فى فنى وبناء نفسي واسمي فقط .
ولكنك رفضت الزواج من شكرى سرحان ثم تم زواجك من محسن سرحان فى سن مبكرة جدا؟
" انتى عرفتى كل ده منين " الحكاية ليست هكذا بالضبط هو بالفعل شكرى سرحان تقدم لى إلا أن أسرتي رفضته لأنه كان فى بداية حياته وأنا لم أكن أريد الزواج فى تلك المرحلة المبكرة من حياتى، وفى نفس الوقت عرض علىّ أول عمل سينمائي لى وقد كان إنتاجا مصريا تونسيا وكنت أقوم بدور شقيقة محسن سرحان والذى يبدو أنه أراد أن يثأر ليضايقني خاصة أننى كنت أتجاهله طوال فترة وجوده فى الأستوديو نظرا لأنه كان يتعامل مع فنانة تونسية بشكل غير لائق، إلا أنه حاول استفزازي عندما قال لى إنني سأصبح مثل أمينة رزق مسترجلة ولا أمت للأنوثة بصلة فلم يكن أمامي إلا أن ألقنه درسا يجعله يعرف حدوده فقلت له إنه إذا كان يعتبر الأدب والخجل والحفاظ على الكرامة من علامات الرجولة فأهلا بها وأنه ليس كل النساء والفتيات مثل بعضهن فهناك الوقحة والمستهترة وهناك أيضا المحترمة والتى تضع كرامتها فوق كل شىء ولكن تحول الأمر بيننا بعد ذلك من عداء إلى علاقة مودة واحترام وزواج أيضا لم أحظ منه سوى بالاكتئاب والمعاناة من استبداده وغيرته الشديدة خاصة أن فرق السن بيننا كان كبيرا جدا، وبالتالي لم تكن لدى الخبرة الكافية لأحكم على الأمور بشكل صحيح لذا لم يدم الأمر طويلا وانتهى بالطلاق.
وكيف استطعت بعد ذلك إقناع محمود مرسى وهو أشهر عازب فى الوسط الفنى بالزواج ؟
تبتسم وتقول: المشكلة كانت فى إقناعي أنا، فنحن الاثنان أحببنا بعض فى صمت ولم نصرح لبعض بمشاعرنا إلى أن تقابلنا عند أصدقاء لنا بالصدفة وطلب منى أن أوصله لأقرب تاكسى وصرح لى بحبه وكنت أعلم مسبقا انه يسأل عنى أصدقائي وأول ما انفردنا قال لى تعرفى إن الست أم كلثوم ست رائعة فقلت له لماذا قال لأنها تقول " ولما أشوف حد يحبك يحلى لى أجيب سيرتك وياه" وتزوجنا والحقيقة أن محمود مرسى نموذج إنساني لن يتكرر سواء فنيا أو إنسانيا فقد كان رحمه الله زاهدا وعازفا عن ضجيج البشر لدرجة أنه عندما حصل على جائزة الدولة التقديرية قال لى إنه لايريد أن يحضرالحفل لأنه لايشعر أنه فعل ما يستحق عليه الجائزة وعندما طلب منه أحد الصحفيين فى الحفل إجراء حوار معه قال له لماذا أنا فلتذهب لمقابلة الفلاحين والعمال فهم الأهم لأنهم الذين يبنون الوطن.
رجل بكل هذا النبل كيف يطلقك دون علمك لدرجة انك لم تعلمي بالأمر إلا من الجرائد؟
هو فعلا طلقني دون علمي وقد علمت بالأمر من أمى وليس من الجرائد لأنى كنت خارج مصر، أما الطلاق نفسه فقد حدث لأني كنت فى واحدة من أهم مراحل حياتي الفنية وكان الأمر يتطلب أن أبقى خارج البيت لفترة طويلة وهو رفض هذا الأمر وخيرني بين بيتى وعملى فاخترت فنى لأنى أرفض أساسا مهما كانت الأسباب أن أخضع لأي إجبار أو المساومة على أى شىء حتى لو كانت حياتى الزوجية .
إذن أنت ضد تضحية المرأة بعملها من أجل أسرتها ؟
أنا مع أن المرأة تبذل أقصى ما فى وسعها حتى توازن بين بيتها وعملها لأنه لن تستطيع أن تشعر بكيانها كإنسانة إذا بقيت مجرد زوجة فقط دون أى اهتمامات أخرى.
ولكن معظم البنات الآن يفضلن الزواج على العمل؟
أنا ضد هذا الفكر تماما لأنه يجعل المرأة تبقى طوال حياتها تحت رحمة الرجل ولكنها لو أخذت هذا القرار عن قناعة فعليها إذن أن تتحمل تبعاته، ولكن المهم ألا تترك عملها أو تتزوج دون قناعة لمجرد الهروب من شبح العنوسة أو الشعور بكونها لن يكون لها قيمة إلا بالزواج والرجل، فهذا شعور خادع خلقه مجتمع ضعيف، فهناك مائة بديل للرجل أو للزواج خاصة لو لم يكن عن قناعة فالأهل بديل والعمل بديل وإذا لم يكن هذا ولا ذاك فالأولى إذن أن تبقى المرأة وحدها على أن تتزوج من إنسان دون قناعة أو لمجرد فكرة الزواج وإرضاء المجتمع وأنا أبغض هذا النوع من النساء.
هل تعتقدين أن الرجل يكره نجاح المرأة خاصة لو كانت زوجته؟
الرجل الضعيف أو من يعانى من نقص الثقة فى نفسه هو الذى غالبا ما يشعر بهذا الإحساس، ولكنه لو كان إنسانا ناجحا وممتلئا بالحب والإيمان بزوجته سيشجعها دائما على مواصلة النجاح بل ويكون أول من يساعدها فى البيت ويدعمها خارجه وهذا ما حدث بالضبط بينى وبين سعد الدين وهبه .
طالما أنك تطرقت لزواجك من الأستاذ سعد الدين وهبة .. فهل مازلت تذكرين كيف بدأ الحب بينكما ؟
بعد تعارفنا بفترة شعرت بمدى حبه لى ولكنى كنت أصيبت بعقدة من الزواج والرجال إلى أن سئل ذات مرة عن إن كان يحبنى فأجاب " تهمة لاأنكرها وشرف لا أدعيه " ومما لاشك فيه أن الكلمة أسعدتني جدا وبعد إلحاح شديد منه تزوجنا وعشت معه أجمل سنين عمرى.
من لايعرفك يشعر أنك امرأة قوية لدرجة التسلط .. فهل تلك الصفة بالفعل من ملامح شخصيتك؟
حقيقى أننى أبدو كذلك لكن الحقيقة هى العكس تماما فأنا مرة حللت نفسى ووجدت أن ما لدى من اعتزاز شديد بالنفس والكرامة المتضخمة هما مجرد محاولة لأن أبدو دائما شخصية قوية ومتماسكة لكن الحقيقة أنني شخصية بسيطة جدا ولكنى لا أحب لأحد أن يجد سلاحا يواجهني به .
ألم تشعرى بالندم على قرار فى حياتك أو فنك ؟
أحيانا أشعر بالندم على أنى أعطيت للفن سنوات عمرى على حساب بيتى وأولادي، ولكنى دائما ما كنت أحاول أن أعوضهم عن غيابى، أما فى عملى فعمرى ما قدمت عملا وندمت عليه، خاصة أنني فى عملى تحديدا وفى حياتى بشكل خاص أرفض أنصاف الحلول.
وماذا عن الإحساس بالقهر.. ألم تتعرضى له؟
لايوجد إنسان فى الدنيا لم يتعرض لهذا الشعور وأنا بالفعل مررت به ولكنى لم أستسلم له وكنت دائما أبحث عن الأسباب وراء هذا الشعور لتجنبها وعبورها، ولكنى فى كل الأحوال لدى يقين أنه لا أحد ولا شعور يستطيع أن يعرقل إنسانا يملك رغبة حقيقية فى الوصول لهدف معين.
كيف تقيمين جيلك والجيل الحالى ؟
دون غرور جيلى كان بلا عيوب تقريبا، فكل فنان فى زماننا صنع نفسه بنفسه والمشوار كان صعبا جدا بدليل أننا مازلنا وراء إثراء الحالة الفنية فى مصر حتى الآن، أما الجيل الحالي فهو ابن ظروف غريبة، فالشهرة والانتشارالسريع والملايين الكثيرة أحيانا تكون ضد الفنان وليس فى صالحه.
السينما من المحطات التى لم تتوقفى عندها كثيرا.. فهل كان هذا برغبتك؟
نعم لأنى لم أجد فيها ما يشبعنى فنيا ولكنى بعد كل هذه السنوات عندما وجدت نصا مناسبا قدمته فورا فى فيلم " تيتة رهيبة " كما أنى أستعد الآن لدخول فيلم " الليلة الكبيرة " مع المخرج سامح عبد العزيز وهو مخرج أكثر من رائع.
0
0
0


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.