الآن.. رابط نتيجة الصف الثاني الابتدائي 2025 في الجيزة (فور إعلانها)    بعد تراجعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 21-5-2025 في البنوك    «لا تلبي متطلبات العصر ».. «السجيني»: القوانين الاستثنائية القديمة تعيق حل الأزمة بين المالك والمستأجر    نتنياهو: إيران لا تزال تشكل تهديدًا لنا ونأمل في توصل أمريكا إلى اتفاق معها    صراع من أجل البقاء.. بحث يائس عن الطعام ومجاعة تلوح فى الأفق.. الأمم المتحدة: غالبية السكان وصلوا إلى مرحلة «الجوع والموت والعوز" ومستويات حرجة للغاية من سوء التغذية الحاد»    سفير أوكرانيا بالقاهرة: تجميد الدعم الأمريكي أثّر سلبًا على سير المعارك مع روسيا    تذكرة ذهاب بلا عودة.. خطة إسرائيلية لإفراغ شمال غزة عبر مراكز توزيع المساعدات    أول رد من الزمالك بعد شكوى ميشالاك في الفيفا    الاستعلام عن نتائج صفوف النقل عبر بوابة التعليم الأساسي (الخطوات والرابط)    «غرفة سرية بهرم خوفو ومصادر للطاقة».. علماء الآثار يكشفون حقيقة ما جاء في فيلم «المشروع X»    عمرو الورداني: الالتجاء إلى الله سنة لمواجهة الكوارث وتحقيق التوازن النفسى    "فسيولوجيا فيه مشكلة".. نجل شقيقه يكشف أسباب عدم زواج عبد الحليم حافظ    أحمد موسى: مصر تفتتح أكبر سوق جملة لضبط الأسعار أكتوبر المقبل    إيران: الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على سوريا تهدد السلم في المنطقة    وزيرا خارجية الجزائر وألمانيا يبحثان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك    المدن المتاحة في إعلان سكن لكل المصريين 7    هيئة الدواء: تلقينا 12 ألف استفسار منذ تفعيل منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة    الزمالك يعلن في بيان رسمي توقيع اتفاقية لتسهيل تجديد العضويات    بيع 6 قصور.. اتهامات متبادلة بين أحفاد نوال الدجوي بشأن الثروة    الشباب والتعليم تبحثان استراتيجية المدارس الرياضية الدولية    البورصة توافق على القيد المؤقت ل " فاليو "    مصدر: التعليم الثانوي ينطلق بمرونة لمواكبة التخصصات الحديثة    هل كانت المساجد موجودة قبل النبي؟.. خالد الجندي يوضح    افتتاح وحدة تكافؤ الفرص بالجامعة التكنولوجية فى بني سويف -صور    وزير الصحة يستجيب لاستغاثة أب يعاني طفله من عيوب خلقية في القلب    مصر تدين إطلاق النار من قبل الجانب الإسرائيلي خلال زيارة لوفد دبلوماسي دولي إلى جنين    سعر الريال القطرى اليوم الأربعاء 21-5-2025.. آخر تحديث    ضبط راكبين بأوتوبيس نقل جماعى تحت تاثير المخدرات.. فيديو    مصرع طفل غرقًا في مياه نهر النيل بكفر الشيخ    وزير الخارجية يلتقى مع نظيره الزامبى على هامش الاجتماع الأفريقى الأوروبى    «غيّر اسمه 3 مرات».. حقيقة حساب أحمد السقا غير الموثق على «فيسبوك»    فيتسلار الألماني يعلن تعاقده مع نجم اليد أحمد هشام سيسا    طولان: إلغاء الهبوط لم يكن بسبب الإسماعيلي.. بل لمصلحة ناد آخر    وزارة الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة بعنوان "فتتراحموا"    استعداداً ل«الأضحى».. محافظ الفيوم يوجه برفع درجة الاستعداد القصوى    ماركو بونيتا: أسعى لتحسين تصنيف فراعنة الطائرة ولا أسمح بالتدخل فى اختيارات القائمة الدولية    صحة الدقهلية: ختام الدورة التدريبية النصف سنوية للعاملين بالمبادرات الرئاسية    محافظ أسوان يشارك فى إحتفالية فرع الهيئة العامة للإعتماد والرقابة الصحية    قرار جديد من القضاء بشأن معارضة نجل الفنان محمد رمضان على إيداعه بدار رعاية    ولي عهد الفجيرة: مقتنيات دار الكتب المصرية ركيزة أساسية لفهم التطور التاريخي    قد يكون صيف عكس التوقعات.. جوارديولا يلمح بالرحيل عن مانشستر سيتي بسبب الصفقات    فيديو يكشف طريقة سرقة 300 مليون جنيه و15 كيلو ذهب من فيلا نوال الدجوي    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيا على الأقل من الضّفة الغربية    تأثيرات التكنولوجيا الرقمية على الأطفال في مناقشات قصور الثقافة بالغربية    ضبط 7 أطنان دقيق مدعم قبل بيعه في السوق السوداء بالشرقية    وفاة شخص غرقًا داخل ترعة بقنا    الرئيس السيسى ل الحكومة: ليه ميتعملش مصنع لإنتاج لبن الأطفال في مصر؟    «التضامن الاجتماعي» تشارك في احتفالية «جهود الدولة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة» بالنيابة الإدارية    لمواليد برج الحمل.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من مايو 2025    «بنسبة 100%».. شوبير يكشف مفاوضات الأهلي مع مدافع سوبر    قبل أيام من حلوله.. تعرف على أبرز استعدادات السكة الحديد ل عيد الأضحى 2025    رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: أيام الحج فرصة عظيمة لتجديد أرواح المسلمين.. فيديو    "هندسة بني سويف الأهلية" تنظم زيارة لمركز تدريب محطة إنتاج الكهرباء بالكريمات    استخراج جسم معدني خطير من جمجمة طفل دون مضاعفات بمستشفى الفيوم الجامعي    قبل مواجهة بتروجيت.. قرار من أيمن الرمادي بعد انتهاء معسكر الزمالك    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    تحت ال50 .. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الأربعاء 21 مايو 2025    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار العمر مع "الكبيرة قوى سميحة أيوب"
نشر في بوابة الشباب يوم 24 - 01 - 2016

عندما يكون الحوار مع سميحة أيوب فلابد أن يكون المحاور على أهبة الاستعداد للوقوف أمام سيدة المسرح العربى، فالأمر لم يكن مجرد حوارا صحفيا ولكنه مباراة إنسانية الغرض منها الفوز بأكبر كم من الأسرار والحكايات التى تنطوي عليها تفاصيل حياة امرأة ليست عادية ، وبالرغم من أننى كنت أشعر ببعض القلق فى بداية كلامى معها إلا أنني بعد لحظات من ترحيبها بى بتلك الابتسامة الهادئة الواثقة شعرت وكأنني أعرفها منذ سنوات طويلة ، فبساطتها وعفويتها وتدفق كلماتها جعلها أحيانا تجيب عن السؤال قبل أن أستكمله، وبالرغم أيضا من كون الحوار امتد إلى مناطق بعيدة وأخرى شديدة الخصوصية إلا أن ثقتها بنفسها وبتاريخها لم تترك هناك مساحة فى حياتها تحمل لافتة ممنوع الاقتراب أو التصوير ومن ثم جاءت النتيجة بهذا الحوار.

سميحة أيوب:
أسرتي رفضت زواجي من شكرى سرحان لأنه كان فى بداية حياته.. ولم أجن من زواجى بمحسن سرحان سوى الاكتئاب والمعاناة بسبب استبداده وغيرته
أنا ومحمود مرسى حبينا بعض فى صمت ومرة طلب منى أن أوصله لأقرب تاكسى وأول ما انفردنا قال لى تعرفى إن الست أم كلثوم ست رائعة فقلت له لماذا قال لأنها تقول: " ولما أشوف حد يحبك يحلى لى أجيب سيرتك وياه " وتزوجنا
أجمل سنوات عمرى عشتها مع سعد الدين وهبه الذى اعتبر حبى "تهمة لم ينكرها وشرفا لا يدعيه"
لا أحب الست التى لا تشعر بقيمتها إلا من خلال الرجل

دعينا نبدأ من أحدث مشهد فى حياتك وهو هذا الاستقبال الرائع الذى قوبلت به فى حفل افتتاح المسرح القومي.. فكيف كان إحساسك بالوقوف على خشبة المسرح القومى بعد كل هذه السنوات؟
ياااااه إحساس من الصعب جدا وصفه بكلمات محددة ولكنى شعرت وكأنني عدت لبيتى الذى ابتعدت عنه منذ سنوات طويلة ولحظة ما صعدت على خشبة المسرح تحديدا تذكرت كل تاريخى ونجاحاتى عليها، أما استقبال الناس فبالرغم من كونه كان أكثر من رائع بالفعل إلا أنني أكذب عليكى لو قلت إننى لم أكن أتوقعه وأظن أن السبب الأول والأخير لهذا الاستقبال أنني أبدا وطوال حياتى لم أزايد بفنى أو أدعى ما هو غير حقيقي وطبيعي إذن أن الصدق يقابل بصدق.
هل تتوقعين أن المسرح القومى يستطيع فى هذا الزمن أن يعيد أمجاد ونجاحات ما قدمه جيلك عليه؟
ولم لا فكل شىء راجع للإنسان، فالمسرح والمبنى جماد لايبدعان، أما المبدع الوحيد والحقيقى فهو الإنسان ومن ثم فلو استطاع أن يقدم أعمالا مختلفة عن السائد سينجح بالتأكيد بل والأهم من ذلك سيساهم فى نشر ما يقدمه من رقى وابداع خاصة أننا فى مصر من أنصار ثقافة " القطيع " بمعنى أنه إذا قدم شخص عملا ناجحا وفى نفس الوقت يكون هادفا سيتبعه الكثيرون والعكس صحيح .
ولكن جمهور الآن مختلف عن الجمهور الذى سبق وقدمت له أعمالا أدبية فلسفية مثل " الذباب " أو " المومس الفاضلة " لسارتر .. فل ترين أنه لو أعيد تقديم تلك الأعمال ممكن أن تلقى قبولا؟
بالتأكيد فأنا مازلت حتى الآن أقابل أناس فى الشارع وتسألني عن أعمالي المسرحية وتتمنى عودتها، فالمتلقي يأخذ ما نقدمه له والفن له تأثير السحر على النفس، وأكبر دليل على ذلك أن تلك الأعمال الروائية إذا أعيد تقديمها ستلقى قبولا وما حققه الرائع يحيى الفخرانى برواية " الملك لير " والتى استمر عرضها لسنوات طويلة وكان عددا كبيرا جدا من جمهورها من الشباب وأنا نفسى فى آخر أعمالي على القومي وهى " الناس اللى فى التالت " للكاتب العظيم أسامة أنور عكاشة لمست تلك الحالة بنفسى ووجدت إقبالا كبيرا من الشباب مما يؤكد أن الجمهور يأخذ ما نقدمه له سواء كان جيدا أو سيئا .
ولكن هذا الشكل المسرحى لن يخرج إلا من إنتاج الدولة ؟
وهذا أمر طبيعى فالدولة لابد أن تبقى منتجة للفن شرط أن يكون دورها مؤثرا فى توجيه المسار الفني وإلغاء حالة الفوضى والتسيب لأنه المفروض أن الفن لايصنف كسلعة تخضع للكسب والخسارة ولكنه ثقافة تنوير، وبالتالي فلا مفر من أن تبقى الدولة منتجة للفن والمسرح تحديدا حتى لا ترقص كل المسارح.
لو عدنا بالزمن لبداية دخولك التمثيل وقد كنت فى مرحلة الصبا تقريبا.. فهل مازالت ذاكرتك تحتفظ بأسرارها وحكاياتها؟
" ودى حاجه تتنسى " فأنا بدأت التمثيل وأنا فى مرحلة الصبا كما تقولين تقريبا كنت فى الثالثة عشرة من عمرى عندما استمعت لإعلان فى الإذاعة عن فرصة للاستعانة بفتيات جدد للتمثيل مقابل ستة جنيهات فى الشهر وطبعا هذا الرقم كان ثروة وقتها إلا أنني لم أفكر بالأمر حتى ذهبت بالصدفة مع زميلة لى بالمدرسة لتجرى اختبار التمثيل باللغة العربية الفصحى التى لم أكن أجيدها نظرا لأنى كنت فى مدرسة فرنسية ولكنى انبهرت بأدائها إلا أنني فوجئت بأحد أعضاء لجنة الاختبار يسألنى إن كنت أرغب فى التمثيل فأجبت بنعم ثم عاد ليسألني إن كان هناك دور أستطيع أن أقدمه أمام اللجنة فقدمت دورا ليوسف وهبى وقبلتنى اللجنة إلا أنني لم أستطع أن أحصل على الستة جنيهات نظرا لصغر سنى ولكن بعد انضمامي لمعهد التمثيل وفى السنة الأولى تقريبا قرر زكى طليمات استثنائي من القاعدة وحصولى على المكافأة .
أفهم من ذلك أنك اتجهت للتمثيل بالصدفة بسبب الستة جنيهات وليست الموهبة؟
تضحك وهى تقول: هذا كان فى البداية فقط فأنا لم أشعر بالموهبة الحقيقية إلا عندما بدأت التمثيل بالفعل وبدأت أستعيد سنوات طفولتى ووجدت أننى عندما كنت أشاهد أفلام عبد الوهاب كنت أحفظها وأحاول أن أعيد تمثيلها مع زميلاتى فى المدرسة.
وكيف تقبلت أسرتك فكرة عمل ابنتهم فى الفن فى زمن كان من المستحيل أن تطل الفتاة من الشباك أصلا؟
طبعا لم يتقبلوا الفكرة بسهولة فإقناعهم كان أمرا فى منتهى الصعوبة ولكن كان لى خال مستنير وكان يعمل فى السوربون وهو الذى أقنعهم بأهمية الفن ودوره فى المجتمع ومع الوقت بدأ والدي يتفهم الفكرة الى أن فوجئت به ذات يوم وأنا ذاهبة الى المسرح يقف على شباك التذاكر ليقطع تذكرة ويشاهدنى دون أن يخبرنى بذلك ولا أنكر أنني شعرت بشىء من الرهبة فى تلك الليلة إلا أنى مثلت أيضا بإحساس مختلف ومن يومها عاد وهو فخور بى وبكل ما قدمته.
هل حقيقى أن الفنانة زوزو نبيل كانت من الممكن أن تكون السبب فى تركك التمثيل؟
حقيقى فأنا بعد ما انتظمت فى معهد التمثيل بناء على طلب زكى طليمات من وزير المعارف كان الأمر بالنسبة لى مازال حلما إلا أن الواقع جاء أكثر مما يحمله الحلم بكثير فخلال دراستى تم ترشيحى للأستاذ محمد محمود شعبان الشهير " ببابا شارو " حيث إنه كان يبحث وقتها عن صوت إذاعي جديد يقدم معه أوبريت " عذراء الربيع " وعرفت من صديقاتى أن الفنانة زوزو نبيل ستكون معه فى لجنة اختباري وأنها امرأة صعبة جدا وستبطش بى مما جعلنى أرتبك جدا أمام اللجنة، لدرجة أن بينى وبين نفسى فكرت للحظة أنهم لو رفضونى فسأترك هذا المجال تماما وأعود لدراسة اللغة الفرنسية إلا أنها أدركت بحسها الفنى حالة القلق والاضطراب التى كنت فيها ففوجئت بها تحاول تهدئتي وتتعامل معى بكل عطف وحنان وأنها على عكس ما سمعت عنها تماما، بل هى التى علمتنى كيف أقف أمام الميكروفون وما أن استجمعت نفسى وبدأت الأداء حتى هتف بابا شارو هذا هو الصوت الذى أبحث عنه، وبالفعل قدمت معه الأوبريت ونجح نجاحا مبهرا ولكن فرحتى لم تكتمل حيث إن الجميع كانوا يرددون اسمي سميحة سامي بدلا من سميحة أيوب، وذلك لأن والدتي نصحتني ألا أقول اسمي الحقيقي خوفا من عقاب والدي وأسرته إذا علموا أنني أمثل فى الإذاعة، ولكنى لم أستسلم للأمر كثيرا فطلبت أن يذاع اسمي الحقيقي حتى لا ينسب نجاحي لاسم مستعار فضلا عن إيماني بما أقدمه.
منذ بداية عملك فى التمثيل بدأ العرسان أيضا يدقون الباب فهل فتحت لأول طارق؟
أظن أننى حتى لو لم أكن سميحة أيوب الممثلة أبدا لم أكن لأفتح الباب لأى طارق، فالارتباط أو الزواج له عندي شروط صعبة جدا كانت لابد أن تتوافر فى الطارق ولكنى بالفعل لمست مدى إعجاب الكثير من زملائي بى إلا أننى لم أعر الأمر أى اهتمام فكل تركيزي كان فى فنى وبناء نفسي واسمي فقط .
ولكنك رفضت الزواج من شكرى سرحان ثم تم زواجك من محسن سرحان فى سن مبكرة جدا؟
" انتى عرفتى كل ده منين " الحكاية ليست هكذا بالضبط هو بالفعل شكرى سرحان تقدم لى إلا أن أسرتي رفضته لأنه كان فى بداية حياته وأنا لم أكن أريد الزواج فى تلك المرحلة المبكرة من حياتى، وفى نفس الوقت عرض علىّ أول عمل سينمائي لى وقد كان إنتاجا مصريا تونسيا وكنت أقوم بدور شقيقة محسن سرحان والذى يبدو أنه أراد أن يثأر ليضايقني خاصة أننى كنت أتجاهله طوال فترة وجوده فى الأستوديو نظرا لأنه كان يتعامل مع فنانة تونسية بشكل غير لائق، إلا أنه حاول استفزازي عندما قال لى إنني سأصبح مثل أمينة رزق مسترجلة ولا أمت للأنوثة بصلة فلم يكن أمامي إلا أن ألقنه درسا يجعله يعرف حدوده فقلت له إنه إذا كان يعتبر الأدب والخجل والحفاظ على الكرامة من علامات الرجولة فأهلا بها وأنه ليس كل النساء والفتيات مثل بعضهن فهناك الوقحة والمستهترة وهناك أيضا المحترمة والتى تضع كرامتها فوق كل شىء ولكن تحول الأمر بيننا بعد ذلك من عداء إلى علاقة مودة واحترام وزواج أيضا لم أحظ منه سوى بالاكتئاب والمعاناة من استبداده وغيرته الشديدة خاصة أن فرق السن بيننا كان كبيرا جدا، وبالتالي لم تكن لدى الخبرة الكافية لأحكم على الأمور بشكل صحيح لذا لم يدم الأمر طويلا وانتهى بالطلاق.
وكيف استطعت بعد ذلك إقناع محمود مرسى وهو أشهر عازب فى الوسط الفنى بالزواج ؟
تبتسم وتقول: المشكلة كانت فى إقناعي أنا، فنحن الاثنان أحببنا بعض فى صمت ولم نصرح لبعض بمشاعرنا إلى أن تقابلنا عند أصدقاء لنا بالصدفة وطلب منى أن أوصله لأقرب تاكسى وصرح لى بحبه وكنت أعلم مسبقا انه يسأل عنى أصدقائي وأول ما انفردنا قال لى تعرفى إن الست أم كلثوم ست رائعة فقلت له لماذا قال لأنها تقول " ولما أشوف حد يحبك يحلى لى أجيب سيرتك وياه" وتزوجنا والحقيقة أن محمود مرسى نموذج إنساني لن يتكرر سواء فنيا أو إنسانيا فقد كان رحمه الله زاهدا وعازفا عن ضجيج البشر لدرجة أنه عندما حصل على جائزة الدولة التقديرية قال لى إنه لايريد أن يحضرالحفل لأنه لايشعر أنه فعل ما يستحق عليه الجائزة وعندما طلب منه أحد الصحفيين فى الحفل إجراء حوار معه قال له لماذا أنا فلتذهب لمقابلة الفلاحين والعمال فهم الأهم لأنهم الذين يبنون الوطن.
رجل بكل هذا النبل كيف يطلقك دون علمك لدرجة انك لم تعلمي بالأمر إلا من الجرائد؟
هو فعلا طلقني دون علمي وقد علمت بالأمر من أمى وليس من الجرائد لأنى كنت خارج مصر، أما الطلاق نفسه فقد حدث لأني كنت فى واحدة من أهم مراحل حياتي الفنية وكان الأمر يتطلب أن أبقى خارج البيت لفترة طويلة وهو رفض هذا الأمر وخيرني بين بيتى وعملى فاخترت فنى لأنى أرفض أساسا مهما كانت الأسباب أن أخضع لأي إجبار أو المساومة على أى شىء حتى لو كانت حياتى الزوجية .
إذن أنت ضد تضحية المرأة بعملها من أجل أسرتها ؟
أنا مع أن المرأة تبذل أقصى ما فى وسعها حتى توازن بين بيتها وعملها لأنه لن تستطيع أن تشعر بكيانها كإنسانة إذا بقيت مجرد زوجة فقط دون أى اهتمامات أخرى.
ولكن معظم البنات الآن يفضلن الزواج على العمل؟
أنا ضد هذا الفكر تماما لأنه يجعل المرأة تبقى طوال حياتها تحت رحمة الرجل ولكنها لو أخذت هذا القرار عن قناعة فعليها إذن أن تتحمل تبعاته، ولكن المهم ألا تترك عملها أو تتزوج دون قناعة لمجرد الهروب من شبح العنوسة أو الشعور بكونها لن يكون لها قيمة إلا بالزواج والرجل، فهذا شعور خادع خلقه مجتمع ضعيف، فهناك مائة بديل للرجل أو للزواج خاصة لو لم يكن عن قناعة فالأهل بديل والعمل بديل وإذا لم يكن هذا ولا ذاك فالأولى إذن أن تبقى المرأة وحدها على أن تتزوج من إنسان دون قناعة أو لمجرد فكرة الزواج وإرضاء المجتمع وأنا أبغض هذا النوع من النساء.
هل تعتقدين أن الرجل يكره نجاح المرأة خاصة لو كانت زوجته؟
الرجل الضعيف أو من يعانى من نقص الثقة فى نفسه هو الذى غالبا ما يشعر بهذا الإحساس، ولكنه لو كان إنسانا ناجحا وممتلئا بالحب والإيمان بزوجته سيشجعها دائما على مواصلة النجاح بل ويكون أول من يساعدها فى البيت ويدعمها خارجه وهذا ما حدث بالضبط بينى وبين سعد الدين وهبه .
طالما أنك تطرقت لزواجك من الأستاذ سعد الدين وهبة .. فهل مازلت تذكرين كيف بدأ الحب بينكما ؟
بعد تعارفنا بفترة شعرت بمدى حبه لى ولكنى كنت أصيبت بعقدة من الزواج والرجال إلى أن سئل ذات مرة عن إن كان يحبنى فأجاب " تهمة لاأنكرها وشرف لا أدعيه " ومما لاشك فيه أن الكلمة أسعدتني جدا وبعد إلحاح شديد منه تزوجنا وعشت معه أجمل سنين عمرى.
من لايعرفك يشعر أنك امرأة قوية لدرجة التسلط .. فهل تلك الصفة بالفعل من ملامح شخصيتك؟
حقيقى أننى أبدو كذلك لكن الحقيقة هى العكس تماما فأنا مرة حللت نفسى ووجدت أن ما لدى من اعتزاز شديد بالنفس والكرامة المتضخمة هما مجرد محاولة لأن أبدو دائما شخصية قوية ومتماسكة لكن الحقيقة أنني شخصية بسيطة جدا ولكنى لا أحب لأحد أن يجد سلاحا يواجهني به .
ألم تشعرى بالندم على قرار فى حياتك أو فنك ؟
أحيانا أشعر بالندم على أنى أعطيت للفن سنوات عمرى على حساب بيتى وأولادي، ولكنى دائما ما كنت أحاول أن أعوضهم عن غيابى، أما فى عملى فعمرى ما قدمت عملا وندمت عليه، خاصة أنني فى عملى تحديدا وفى حياتى بشكل خاص أرفض أنصاف الحلول.
وماذا عن الإحساس بالقهر.. ألم تتعرضى له؟
لايوجد إنسان فى الدنيا لم يتعرض لهذا الشعور وأنا بالفعل مررت به ولكنى لم أستسلم له وكنت دائما أبحث عن الأسباب وراء هذا الشعور لتجنبها وعبورها، ولكنى فى كل الأحوال لدى يقين أنه لا أحد ولا شعور يستطيع أن يعرقل إنسانا يملك رغبة حقيقية فى الوصول لهدف معين.
كيف تقيمين جيلك والجيل الحالى ؟
دون غرور جيلى كان بلا عيوب تقريبا، فكل فنان فى زماننا صنع نفسه بنفسه والمشوار كان صعبا جدا بدليل أننا مازلنا وراء إثراء الحالة الفنية فى مصر حتى الآن، أما الجيل الحالي فهو ابن ظروف غريبة، فالشهرة والانتشارالسريع والملايين الكثيرة أحيانا تكون ضد الفنان وليس فى صالحه.
السينما من المحطات التى لم تتوقفى عندها كثيرا.. فهل كان هذا برغبتك؟
نعم لأنى لم أجد فيها ما يشبعنى فنيا ولكنى بعد كل هذه السنوات عندما وجدت نصا مناسبا قدمته فورا فى فيلم " تيتة رهيبة " كما أنى أستعد الآن لدخول فيلم " الليلة الكبيرة " مع المخرج سامح عبد العزيز وهو مخرج أكثر من رائع.
0
0
0


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.