ملحق شباب التحرير الذي يصدر مع الأهرام منذ أن قامت الثورة استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا، وساهم في زيادة مبيعات الأهرام وأكسبها شعبيه كبيرة في ميدان التحرير الذي كان يشهد توزيع مجاني للملحق في بداية الثورة.. محمد البرغوثي المشرف علي ملحق شباب التحرير يتحدث عن كواليس ظهور هذا الملحق وسر نجاحه وهل من الممكن أن يتوقف صدوره. هل هذا الملحق خرج ليحسن صورة الأهرام أم خرج مغازلاً الثورة ؟؟ ملحق شباب التحرير كان فكرة الدكتور عبد المنعم السعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام وذلك في أثناء الأيام الأولى الثورة، وكان هدفه متابعه أحداث الثورة خاصة مع الهجوم الحاد علي الجرائد القومية، وهو من اختارني للإشراف علي هذا الملحق وذلك بناء علي مواقفي السياسية، فأنا لست من أعضاء الحزب الوطني وليس لي علاقات بالنظام السابق ومقالاتي التي تنشر منذ 7 سنوات بالمصري اليوم تشهد أنني ضد مبارك وفساد نظامه لذلك كلفت بهذه المهمة ورشح لي الدكتور عبد المنعم سعيد مجموعة من المحررين للعمل معي وانضمت بعد ذلك مجموعة أخري، والملحق منذ ظهوره كان هدفه طرح ودعم مطالب الثورة، ولقد طالبنا برحيل مبارك قبل تنحيه وهو ما يؤكد أن الملحق كان مؤمنا ومدافعا عن ثورة 25 يناير. هناك من يرى أن الملحق تحول لجريدة داخل الجريدة؟ الأهرام كله يتطور لكن الملحق كان بمثابة الكتيبة التي قادت الأهرام للتطوير، فكوننا نجحنا في صناعه منطقه مميزه داخل الأهرام فهذا لا يعني أننا منفصلون عنه لأننا ببساطة نفس محرري الأهرام. كيف تري مستقبل الأهرام بعد الهجوم علي الجرائد القومية وتفوق الجرائد الخاصة في المبيعات والإعلانات؟ الأهرام جريدة قومية وستظل هكذا، والأهرام كانت مخطوفة لصالح النظام مثلما كانت مصر كلها مخطوفة من قبل الثورة ..ولا أنكر أن الجريدة أخفقت وكان لها أخطاء قبل وأثناء الثورة، لكنني أعتقد أن جريدة الأهرام ستعود خلال الأسابيع القليلة القادمة لأنها مؤسسه لها تاريخ ولها مكانتها فالأهرام بيت خبرة إقليمي وهي مؤسسه عريقة، وجرائد مثل الشروق والمصري واليوم واليوم السابع تفوقت علينا بصحفيي الأهرام ، فهم من يقودون هذه الجرائد، فلدينا صحفيين مميزين بعضهم قتلهم مهنياً القيادات السابقة الذين حولوا صحفيي الأهرام لمندوبين للوزارات لكن هذه المؤسسة تمتلك الكثير من الكوادر التي ستستطيع أن تقف من جديد في خلال أسابيع قليلة. البعض يري أن ملحق شباب التحرير أرتبط بالمكان والحدث ولذلك فمن الجائز أن يتم إيقافه في أي وقت؟ الملحق مرتبط بأهداف ومطالب الثورة والتي بدأت منذ 25 يناير ومستمرة إلي الآن سواء من ميدان التحرير أو من كل ميادين مصر و مسألة إيقاف الملحق هذه مسألة لا أعرفها لكن مؤخرا طلب مني الدكتور عبد المنعم سعيد أن نضاعف صفحات الملحق في المرحلة المقبلة. هل التطور الذي يشمل الأهرام من حيث تناول الموضوعات وسقف الحرية والتغيير الواضح في الجريدة بشكل عام هل يعني أنه من الممكن إلغاء ملحق شباب التحرير؟ كل جرائد العالم بها ملاحق وما نقدمه في الملحق من الممكن أن يكون مختلفا عما يقدم في الجريدة وذلك للقيود التي تفرضها شكل الجريدة وقوالبها الثابتة ففي الملحق نعطي مساحه أكبر للصور نقدم أشكالا منوعة من فنون العمل الصحفي فأري أنه مهما تغير شكل ومحتوي الأهرام فلا غني عن الملاحق بشكل عام. وماذا عن سقف الحرية الممنوحة للملحق وهل تعرضتم لأي ضغوط أثناء صدور الأعداد الأولى منه؟ حاولوا في البداية فرض ضغوط وقيود علينا لكننا اجتزنا كل هذه العقبات ومنذ البداية فرضت أن أحصل علي مساحه حرية حتي نعمل بمناخ جيد. البعض يري أن الملحق استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا مقارنة بباقي ملاحق الأهرام فما السر؟ جزء كبير من نجاح الملحق جاء نتيجة أن الحظ حالفنا فتوقيت ظهور الملحق مع بداية الثورة خدمنا فماذا كان أهم وقتها من التحرير وما فيه هذا غير أن معظم من كتبوا في الملحق كانوا من شباب التحرير فعلاً فمعظمهم كان مؤمنا بأهداف الثورة وأغلبهم كان موجودا في الميدان لذلك انعكس مدي صدقنا علي الورق. هل كنت تشترط أن من يكتب في ملحق التحرير يكون من ثوار التحرير؟ لا طبعاً فهناك كثيرون كتبوا في الملحق وكانوا محسوبين علي الحزب الوطني وعلي النظام السابق وعلينا أن نتسامح وأن ننهي حالة المحاكمات التي نشنها كل يوم علي بعض، وعلينا ألا نظل نحاسب الناس من كان مع الثورة ومن كان ضدها الثورة، لماذا لا نبدأ مرحلة جديدة فالله يقبل توبة التائب، واحب أن أشير إلى أنني لا أعطي هذه المساحة لمن يريد أن يتطهر من ذنب ارتكبه في حق الشعب المصري فلقد رفضت حواراً لعبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار وذلك لأنه هو من رغب في نشر حوار له في هذا الملحق ، ورغم ما تعرضت له من محاولات ضغط لنشر هذا الحوار لكنني رفضت نشره سواء للمناوي أو لمحمد الصاوي الذي قبل منصب في وزاره لا تريدها الثورة .. وأيضا لم أنشر حرفا واحداً للفريق احمد شفيق رئيس الوزراء السابق علي الرغم من أنني جلست معه مرتين إحداهما استغرقت أكثر من 9 ساعات، وذلك لأن هذا الرجل رفضته الثورة وطالبت برحيله وهذا الملحق ما هو إلا نبض للثورة. وهل تري أن إسم "شباب التحرير" مناسب للملحق؟ عندما بدأت فكرة هذا الملحق رشحني الدكتور عبد المنعم سعيد إلا أنه كانت هناك محاولة من بعض الصحفيين للاستحواذ عليه لذلك أصدروا عددا في يوم ترشيحي ليلاً واختاروا له هذا الإسم فهذا الإسم لم يكن اختياري لكن الملحق قد صدر منه العدد الأول تحت هذا الاسم الذي اضطررنا إلي الإبقاء عليه بعدها تم الاعتذار لي وقررت أن أكمل تحت نفس الإسم الذي رأيت أنه ارتبط عند الناس وتحول لصورة ذهنية مثل إسم روزاليوسف، الناس لا تتذكر كثيراً أنه إسم إمرأة. البعض يعتبر أن رؤساء تحرير الجرائد القومية كانوا كبش فداء لأخطاء المؤسسات الصحفية؟ هولاء ليسوا ضحايا ولم يدفعوا فواتير عن أحد هم من أضاعوا المؤسسات القومية الصحفية، وتحديدا عبد الله كمال فهذا شخص قام بتحويل روزاليوسف لنشرة للحزب الوطني وللجنة السياسات حولها لنشرة تتهجم علي الشرفاء وأري أن تغييرهم أصبح ضرورة لا محالة. وماذا عن تغيير القيادات الصحفية؟ أنا مع التغيير ومع ضرورة الإسراع به لكن أنا ضد الغوغائية وضد الفوضي ففكرة انتخاب رئيس التحرير هذه قمة الغوغائية فكيف لنا أن نرشح رئيسا للجامعة فرئيس منتخب لأي مصلحة أمر غير منطقي. وما رأيك فيما يقال حول اختيار القيادات الشابة وأنها الأنسب لهذه المرحلة؟ علي أي شخص بالأهرام متولي منصباً ما منذ خمس سنوات فأكثر عليه إخلاء موقعه حتي يحدث تداول للمناصب وحتى نغير الدماء وتتطور الأهرام مع المناخ الجديد في مصر بشكل عام وأنا مع تغيير القيادات بشكل عام سواء شباب أو غيرهم، فالمرحلة التي نمر بها الآن تفترض دماء جديدة الأرجح أن الشباب يمتلكونها أكثر.