"هنا ترقد فيكى".."هنا يرقد جوجو".."نوشكا وعزيزة وكوكو وبرنسيس ومشمش وروبى وميكى وبوبسى، كل ما سبق مكتوب على لوحات رخامية موجودة في نادي الجزيرة بالزمالك، ظننت فى البداية أنها مقابر لأشخاص أجانب كانوا متواجدين بالمنطقة، ولكن فوجئت بعد ذلك أنها أسماء لقطط وكلاب رقدت جميعها فى هذه المقابر المخصصة لهم، وخصص المركز لهذه المقابر مكاناً متميزاً فى منطقة الجولف بالقرب من إسطبل الخيول قدرت مساحته بعشرين مترا،لتكن مدفناً للكلاب والقطط "السوبر الستار" والعجيب أن الورود التى زينت المقابر وشواهدها الرخام والكلمات المحفورة عليها كلها تدل على أن أصحاب هذه الكلاب من أعلى طبقات المجتمع .. وأن حيواناتهم الراحلة هذه من أفضل السلالات..ولم تخصص إدارة النادى (حانوتى) تكون مهمته دفن الكلاب والقطط فى هذه المقابر، ولكن عمال النادى وتحديداً (الجناينى)،هو المسئول عن مراسم الدفن، يقول الجنايني - وقد رفض ذكر اسمه: تبدأ مراسم الدفن عادة بالحصول على تصريح دفن من رئيس النادى، يلى صدور التصريح دفن الكلب أوالقطة ووضع شاهد من الرخام يتضمن اسم الحيوان وتاريخ ميلاده ووفاته، وكلمات أخرى فى رثائه يكتبها صاحبه، وأحيانا يطلب أصحاب القط أو الكلب المتوفى أن يكون موضع القبر فى مكان هادئ لا يأتى عليه الشمس وأن يكتب على شاهد الرخام البيانات بالفضة وتكون مصحوبة بصورة له، وأسعار مقابر الحيوانات تتراوح بين 2000 جنيه إلي 10 آلاف جنيه، ويحرس هذه المقابر "بودى جارد" يمنعون أى شخص من الاقتراب من مقابر الحيوانات إلا الذى لديه "متوفى" يقوم بزيارته. وأثناء حديثى معه وجدت سيدة جالسة أمام أحد القبور المكتوب عليها (وداعا نوشكا) تردد قائلة:"كنت دائماً رفيقتى فى وحدتى، أفتقدك كثيراً، أرقدى فى سلام، وستظلى دائماً فى قلبى". وحول حقيقة هذه المدافن يذكر الدكتور سمير سالم رئيس مجلس إدارة جمعية الرفق بالحيوان: هنا في الجمعية لا توجد مدافن بمعناها المعروف ولكن عندما تحدث حالة طارئة, أو حالة خاصة, كأن يموت لأحد الاشخاص كلب أو قطة فيحضرها للجمعية لكي ندفنها له فنقوم بذلك في أحد المدافن الخاصة بالقطط والكلاب أبرزها مقابر الجزيرة, وهي موجودة منذ أيام الإنجليز, لأن النادي أصله إنجليزى, ثم أصبحت الإدارة مختلطة بين الإنجليز والمصريين, الى أن صارت مصرية خالصة, ولم يتوقف المصريون عن هذا النشاط الإنساني, فمازال موجودا حتى الآن, ومثل هذه التجربة أتمنى تعميمها وأطالب بتخصيص مكان لهذا الغرض, وليكن مثلا في الصحراء, أو غيرها, وذلك للحفاظ على البيئة والصحة العامة, بدلا مما يحدث حاليا حيث تقوم الجهات التابعة للمحليات والمحافظات بنقل الحيوانات النافقة إلى ما يسمى بالمقالب, وكل هذا يضر بالبيئة والإنسان.