بالقرب من حى الباطنية, تحديدا فى شارع محمد عبده خلف مسجد الأزهر الشريف, يقع منزل زينب خاتون هو أحد أبرز وأجمل التحف الأثرية والتاريخية فى مصر, فجمال تصميمه وروعة البناء جعلته مقصدا لتصوير الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية ويروى لنا تاريخ البيت أشرف عبد الكافئ أحد المسئولين عن حراسة المنزل " فى عام 1486 قامت أميرة "شقراء هانم" حفيدة السلطان الناصر "حسن بن قلاوون" أحد سلاطين المماليك ببناء هذا المنزل خلف جامع الأزهر, . وظل هذا المنزل ملكا لها حتى عام 1517, ثم أعيد تجديد المنزل فى عام 1712 فى العصر العثمانى, ثم سكنته فى أوائل القرن التاسع عشر السيدة زينب خاتون" ، . ويستطرد فى حديثة فيقول " كانت زينب خاتون هى إحدى خادمات محمد بك الألفى, فأعتق الألفى بك زينب وتحررت وتزوجت أميرا يدعى الشريف حمزة الخربوطلى, وتحولت بذلك إلى أميرة ولقبت بخاتون أى المرأة الشريفة الجليلة لأنها تزوجت من أمير ،و اشترى لها منزل "شقراء هانم" وسمى المنزل باسمها منزل زينب خاتون, وكانت هى آخر من سكن البيت قبل أن ينضم إلى وزارة الأوقاف المصرية". . ويذكر أشرف أنه رغم ما كان يشاع عن المرأة فى العصريين المملوكى والعثمانى بأنها عزلت وراء المشربيات, واقتصر دورها فى كونها جارية, قامت زينب خاتون بتأكيد عكس ذلك, فقد شاركت في أثناء الحملة الفرنسية على مصر فى النضال الوطنى, حيث كان بيتها مأوى للفدائيين والجرحى الفارين من جنود الحملة, وقد أثبت ذلك تاريخيا, حيث تم العثور على سبع وعشرين جثة دفنت فى سرداب تحت أرض المنزل ". وبالنسبة لمعمار المنزل . فيقول أشرف: " يعتبر منزل زينب خاتون نموذجا للعمارة المملوكية, فمدخل البيت مصمم بحيث لا يمكن الضيف من رؤية من بالداخل, وفور المرور من المدخل إلى داخل البيت, ستجد حوش كبير يحيط بأركان البيت الأربعة, كما كانت إحدى غرف المنزل فى الطابق الثالث معروفة ب " الركن الخاص بالولادة " وهو شيء فريد لأن تخصص غرفة تقريباً تشبه غرف العمليات بالمستشفيات للولادة , . حيث تتميز تلك الغرفة بالزجاج الملون متقن الصنع الذى يضىء الغرفة بألوان مختلفة حين يسقط ضوء الشمس عليها, وعلى الجانب الأيسر من الحجرة, يوجد باب يؤدى إلى صندلة, والأخيرة تشمل على سرير علوى كانت تمكث فيه السيدة بعد الولادة , فبعد أن تلد, كانت تصعد إلى الصندلة ولا تترك الغرفة إلا بعد مرور 40 عاما, وذلك لحكمة طبية وهى أن مناعة الطفل تكون ضعيفة فى الأربعين يوما الأولى, ولذلك كانت الصندلة تعمل بمثابة المكان الذى يعزل فيه الجنين والأم عن أى مسببات قد تضر بصحة أى منهما.