9/1/2012.. لن يستطيع بطل مصر في السباحة إسلام أبوعلي نسيان ذلك التاريخ الذي غير حياته، فعندما كان عائداً من سانت كاترين بسيناء انقلبت به السيارة لتنقلب معها حياته رأساً علي عقب، وعلي آثرها نُقل لمستشفى شرم الشيخ الدولي ثم للقاهرة بطائرة بسبب شدة الإصابة وفقدان القدرة علي حركة القدمين وشلل بمنطقة أسفل الصدر، وقضي سنة كاملة بالمستشفي بين عملية تثبت فقرات وعلاج طبيعي، وبعدها استعان المستشفي بخبير كندي ليخبر أبو علي بالخبر الصادم وهو "انت مش هتمشي تاني في حياتك" ، ويحكي أبو علي عن هذه الفترة قائلا: بالطبع أٌصيبت باكتئاب وكانت الأيام صعبة للغاية، ليس فقط نتيجة استخدامي لكرسي متحرك وأنا لم أتجاوز سن 23 عاماً، لكن بسبب اعتمادي علي "التمرجي" في كل شيء والذي لم يكن منتظما بالحضور، كان يأتي مرة ويغيب مرة ، وبالطبع شىء سخيف للغاية إنك تعتمد علي شخص للقيام بأي شىء في أمور حياتك كالتحرك من مكان لآخر، وبعد فترة تعرفت علي شباب بالمستشفى وبدأنا نبحث في "جوجل" و"اليوتيوب"عن كيفية الاعتماد علي أنفسنا والتعايش مع الشلل. .. ولم يكن أمام البطل الأوليمبي غير طريقين لا ثالث لهما إما السخط والغضب من الأمر الواقع أو التحدي للظروف، وبالفعل اختار أبو علي الخيار الثاني رافعاً شعار "أنا هحارب علشان نفسي..علشان حلمي.. علشان قضيتي.. في مجتمع اسمي الرسمي فيه معاق" ، يقول إسلام: رجعت ألعب سباحة علشان واحد قال لي هزوقك في البحر بالكرسي وهتموت، أنا كنت أعرف السباحة قبل الحادثة لكن بعد ما فقدت حوالي 70% من حركة جسدي الوضع أصبح مختلفاً . وحصل إسلام علي المركز الأول في بطولة الجمهورية، و قرر الانضمام لمنتخب مصر للسباحة ولكنه صُدم بالرد "مفيش منتخب لكم"، ولم يقف إسلام مكتوف الأيدي وصعد الأمر لوزير الشباب المهندس خالد عبد العزيز الذي تابع الموضوع بنفسه وتم عمل منتخب و سافروا لمدريد بأسبانيا هذا العام وحصلوا علي 15 ميدالية منهم ميداليتان من نصيب إسلام . جدير بالذكر أن إسلام حياته المهنية تتسم بالنجاح والتميز رغم ظروفه، فبعد تخرجه في كلية تجارة جامعة القاهرة عمل في إدارة الموارد البشرية بإحدى الشركات الخاصة التي تفهمت غيابه لمدة عام كامل وهي المدة التي قضاها بالمستشفي ووفرت له مكتب وحمام مجهز لمتحدي الإعاقة، بالإضافة إلي حصوله علي ترقية بعمله ، وقد شارك في إفطار الأسرة المصرية الذي دعي إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في رمضان الماضي، و تحدث مع الرئيس عن الصعوبات الكبيرة التي تواجه متحدي الإعاقة.