بعد إقامة الجيش حواجز وكتل خرسانية، ووضع موانع بين قوات الأمن والمتظاهرين، في 3 شوارع مؤدية لميدان التحرير وهي شوارع قصر العيني، ومحمد محمود، والشيخ ريحان، تردد كلام عن أن هناك مخطط لإغلاق ميدان التحرير، وأن الأيام القادمة قد تشهد إقامة مثل هذه الحواجز في شوارع أخرى مؤدية للميدان. والسؤال الآن.. هل يعزل الجيش فعلا ميدان التحرير عن مصر؟ الخبير الأمني، خالد مطاوع، أكد لبوابة الشباب، أن الجيش وضع المكعبات الخرسانية وأغلق بها شوارع قصر العيني ومحمد محمود والشيخ ريحان، لأن هذه المناطق بها مؤسسات حيوية أصبحت مستهدفة، وبالتالي فالجيش يحاول أن يمنع من يعتدون على المنشآت من الوصول إلى الأهداف الحيوية في الدولة. وأكد مطاوع، أن من يطلقون شائعات تتحدث عن عزل الجيش للميدان عن مصر، هدفهم إثارة حالة من الفزع بين المواطنين، وإيصال رسالة لجموع المصريين بأن الدولة تنهار، وأن الأجهزة الأمنية غير قادرة على السيطرة، وأن الجيش الذي يتولى زمام الأمور في البلد لم تعد لديه القدرة على إدارة شئون البلاد، وأن الإدارة أصبحت فاشلة ولا تؤمن سوى بالقمع. وأضاف الخبير الأمني، أن هذا أسلوب تدرب عليه مجموعات في الخارج، فهي تدربت على كيفية الضغط على الأجهزة الأمنية، حتى تقوم الأجهزة باتخاذ إجراء أمني ضدهم، وبعدها يتمكنون من إظهار الأمن بمظهر القمعي، ليقوم بعدها بإثارة الرأي العام النوعي داخليا من خلال مسلم ومسيحي، أو ليبرالي وإسلامي، وغيره، كما يتم أيضا إثارة الرأي العام الإقليمي، والدولي، ضد البلد. وأكد خالد مطاوع، أن هناك غرض أهم من وضع الجيش لهذه الكتل الخرسانية، وهو منع الإلتحام بين القوات الأمنية والعناصر الأخرى، لأنه بمجرد "جر شكل" القوات الأمنية، يبدأ الالتحام وبالتالي تكون هناك فرصة متاحة لمثل هذه العناصر في استخدام صور الالتحام، وإعادة تركيبها بشكل يدين الأمن والجيش، وفي نفس الوقت يثير الرأي العام. وأشار مطاوع، إلى أن هناك أطراف مستفيدة من هذا الوضع، خاصة بعد المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات، والتي جاءت نتائجها بما لا تشتهي نفوسهم، ولم يقبلهم الشعب في صناديق الانتخابات، ولم يكن أمامهم سوى إثارة الاضطرابات في البلد. وأشار مطاوع إلى نقطة أخرى، وهي اللهجة التي يتحدث بها البعض عن الخوف من التيار الإسلامي، مؤكدا أن من يخافون من التيار الديني هم قلة، لأن الأغلبية اختارت التيار الديني في الانتخابات، فهل يخسر التيار الديني الأغلبية التي اختارته ليساند الأقلية، مؤكدا أن المواطن المصري وجد في الخيار الديني طوق النجاة للدولة في هذه الفترة، وإذا لم يأت هذا الخيار بالنتائج المرجوة فصندوق الانتخابات موجود، وبالتالي هذه محاولة وقيعة نوعية بين التيارات السياسية في الدولة. كما تعجب مطاوع من بعض الناشطات اللواتي ظهرن وهن يتم سحلهن على الأرض، وبعدها بساعات تظهر في التليفزيون، وقال إن كل هذه الصور مفبركة، وأنه إذا كان فعلا تم الاعتداء عليها فالمفروض أنه تم القبض عليها وليس تركها وأنها في حالة صحية سيئة لا تسمح لها بالظهور على الشاشة، مؤكدا أن هناك نوع من التعبئة العكسية يقوم بها الإعلام ضد المؤسسة العسكرية، بدليل الصورة التي تم نشرها لمجموعة جنود وهم يجرون فتاة على الأرض، مؤكدا أن أحد الجنود وهو الوحيد الذي يضرب الفتاة، ملابسه ليست ملابس جيش، وحذائه والخوذة التي يرتديها لا يرتديها أفراد الجيش ومختلفة عن باقي الجنود. وأكد أن الشائعات التي تقول إن الجيش سيعزل ميدان التحرير غير حقيقية، ولكن الكلام السابق هو المخطط الحقيقي، فهناك استهداف للمجلس العسكري من قبل المعارضين له، خاصة العقيد عمر عفيفي المقيم بأمريكا، والذي يبث فيديوهات على اليوتيوب، ويهدد بحرق مجلس الشعب والتليفزيون والبنك المركزي وغيره من المؤسسات الحكومية الهامة، وهو يهدف بمثل هذه التصريحات إلى إثارة حالة من الفوبيا لدى الشعب. مؤكدا أن الجيش لن يأخذ قرارا عزل الميدان، وأن هذه الحواجز ما هي إلا قرار تكتيكي لتخفيف الضغط على القوات، حتى تتمكن من الحفاظ على المقتنيات المتبقية في المجمع العلمي، بعدما تردد وأثير عن قيام بعض الصبية بسرقة بعض المخطوطات، وأيضا حماية منشآت الدولة الحيوية، مثل مجلسي الشعب والشوري، ومجلس الوزراء ومصلحة الأدلة الجنائية، لأن هناك أشخاص من مصلحتهم حرق هذه المصلحة، فمعظم الذين قبض عليهم مؤخرا في الأحداث مسجلون خطر في قضايا هتك عرض وبلطجة وسرقة بالإكراه وغيرها، وبالتالي هؤلاء ليسوا ثوارا لأن الثائر هو من يترفع عن مثل هذه الأفعال، ويترفع أيضا عن الملذات.