ازداد معدل استخدام الشباب المصري للفيس بوك عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتعددت أسباب التوجه المتزايد لإستخدام الفيس بوك من توجه سياسي، أو توجه لتحقيق روح الرفاهية والتسلية والمرح، أو حتى لتكوين الصداقات مع المستخدمين من مختلف طبقات المجتمع؛ نظرا لإزدياد الإحساس النفسي بالأمان والراحة أثناء استخدام الفيس بوك بعيدا عن مواجهات الإتصال الشخصي بين الأفراد، والتي تبعث في بعض الأحيان الخوف والقلق من التعامل مع الطرف الآخر ... تقرير: أيمن الشعشاعي أما حديثا عن ازدياد التوجه السياسي للشباب على الفيس بوك وهو الأمر الملاحظ بشدة في الآونة الأخيرة؛ حيث يعبر كل فرد عن رأيه، فضلا عن إعلان بعض المستخدمين لتوجههم السياسي والدفاع عنه ضد أي توجه سياسي آخر، وذلك ينبع من إحساس الشباب بدورهم الفعال في صناعة مسار تطور المجتمع من خلال رأيهم المؤثر في اتجاهات وأفكارالآخرين، وهو الإحساس الذي امتلكوه نتاج ثورة الخامس والعشرين من يناير و إسقاط رأس النظام السابق. قبل الثورة أكدت نهال نبيل – طالبة جامعية – أنه بالنسبة لكثير من الشباب لم يكن الفيس سوى أداة للتسلية والمرح قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومكان كان الهدف الأول منه هو تكوين الصداقات وفتح الحوارات الترفيهية المختلفة مع بعضهم البعض، حيث كان الشباب يشعرون بالكبت وعدم القدرة على التعبير عن آرائهم، وأنه لا يوجد أهمية واضحة لآرائهم التي يعبرون عنها على صفحات الفيس بوك المختلفة؛ وكان هذا سبب رفضها التام لإستخدام الفيس بوك قبل الثورة لأنه لم يكن سوى مكانا لإقامة الصداقات. اتفق كلا من محمد جمال مع رحمة الحسيني – كلية الإعلام – على أن الفيس بوك هو الشرارة التي بدأت منها الثورة المصرية، وأن سبب دخول مصر لهذه الأزمة السياسية بشكل عام هوالزيادة المفاجئة في معدلات استخدام الشباب للفيس بوك قبل أيام من ثورة الخامس والعشرين من يناير تبعا لنداءات التجمع السياسية و نزول المواطنين للتظاهر في الشوارع، وهي الدعوات التي اتخذت من بعض الصفحات موقعا لها مثل صفحة الشهيد (خالد سعيد ) والتي كان لها دورا كبيرا في تجمع العديد من الشباب وتظاهرهم ضد النظام السابق، وعلى حد قول ياسمين متولي – كلية الإعلام – ان هذا هو السبب الذي دفع عديد من الشباب للحصول على حسابات شخصية على هذا الموقع التواصلي للمشاركة في الحياة السياسية حيث وجدوا فيه مطلق حريتهم في التعبير التي يشوش عليها الإعلام في مختلف الوسائل المطبوعة والمسموعة؛ لما تخضع له من رقابة، مع إحساسهم بأهمية هذا الرأي، ومدى التأثير الذي يتركه في الآخرين مما دعم الإحساس بأهمية هذا الرأي، وكذلك التأثير الذي يتركه في الآخرين مما دعم إحساسهم بواجب المشاركة واتخاذ القرار في المجتمع بعيدا عن التباعية التي كانت هي سمة النظام السابق. وعبرت ياسمين عن مدى الحرية التي تعايشها البنات بشكل خاص في استخدام الفيس بوك في الفترة ما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير سواء من خلال الكلام النصي، والصور التي تعبر عن أحدث التطورات السياسية، والتعاطف مع أحداث الشارع المصري المختلفة، حيث وصل ببعضهن الحال إلى أن الفيس بوك أصبح هو حياتهن اليومية، لدوره الفعال في كسر الوحدة التي يشعرن بها في بيوتهن، ولمساحة حرية الرأي التي أعطاها لهن الفيس بوك لدورهن في صناعة الشباب المصري الحالي، وهو ما أكده مينا – كلية التجارة - ، فلم يعد هناك ذكر وأنثى من الشباب بعد الثورة كما كان هو الحال في النظام السائد قبل الثورة، بل حرية التعبير واتخاذ الآراء والدفاع عنها بكل قوة هو ما تميز به الشباب المصري في استخدامه للفيس بوك. يرى – أمير منير أحمد – دكتور صيدلي أنه بعيدا عن الدور السياسي الفعال الذي تركه الفيس بوك في نفوس الشباب إلا أن الإستقطاب السياسي قد أصبح ميزته الكبرى هذه الأثناء، فكل شخص يقوم بتكوين رأيه الشخصي ورؤيته للموضوع أو الحدث ويحاول إقناع باقي مستخدمي الفيس بوك به سواء أكان بالإيجاب أو بالرفض.