انفردنا منذ أيام بنشر حوار مع زوجة وليد أحمد حسنين مدرس اللغة العربية بمدرسة نجيب محفوظ الابتدائية والمتهم بهتك عرض أحد تلاميذها.. تصوير: محمود شعبان وبعيدا عن كون المتهم جانياً أو بريئاً لأن هذه مسألة خاضعة للقضاء أردنا جمع معلومات حول أوضاع هذه المدرسة من الداخل، وتصادف فى ساعة وصولنا للمدرسة أنه كان هناك موعد لانعقاد مجلس آباء بالمدرسة ، فشاركنا فى الاجتماع وقمنا بتسجيله ..
تم إبلاغ التلاميذ بأن يبلغوا أبناءهم عن انعقاد مجلس الآباء وتم تنبيههم إلى أن أي طالب سيتخلف ولي أمره عن المجلس سيتم فصله من المدرسة لمدة ثلاثة أيام، وبالفعل توجه أولياء الأمور إلى المدرسة في تمام الساعة السادسة مساء وهو الموعد التي حددته إدارة المدرسة لعقد المجلس ولكن الغريب لم يأت أحد من إدارة المدرسة أو الإدارة التعليمية وظل أولياء الأمور وأبنائهم أمام باب المدرسة منتظرين حضور أحد المسئولين إلا أن ذلك لم يحدث.. توجهنا إلى أولياء الأمور المتجمهرين أمام باب المدرسة وكان حديثهم لنا على النحو التالي.. يقول جميل عزاز-موظف بوزارة الصحة-: الهدف من انعقاد مجلس الآباء هو تعريف الناظر الجديد بمشاكل المدرسة لأن الناظر السابق تم نقله إلى مكان آخر، وبمجرد أن علمنا بالموعد أتينا إلى المدرسة حتى نرى ماذا سوف يقوم به الناظر الجديد خصوصا في موضوع تعرض أحد التلاميذ إلى انتهاك جنسي ، فأنا ابنتي تلميذة في المدرسة ومنذ وقوع الحادثة وهناك حالة من الرعب تنتابنا وامتنعت عن الذهاب للمدرسة مرة أخرى ، ولكنه لم يحترم الموعد الذي حدده لنا.. والجدير بالذكر أن هذه ليست المدرسة الوحيدة التي بها مشاكل من هذا النوع بالمنطقة حيث أن بجوارها مدرسة أخرى إعدادية مشتركة يقوم فيها الطلاب بتصوير الطالبات بالموبايلات ووضعها على صور عاريات! الإدارة التعليمية تنتظر وقوع المصيبة حتى تتحرك هكذا بدأت ولية أمر الطالبة أشرقت طارق -مدرسة بالأزهر الشريف- حديثها قائلة: نحن نعيش في حالة من الرعب كأولياء أمور ولذلك دائما ما أحذر ابنتي من عدم الوقوف في مكان بمفردها سواء في الفصل أو خارج الفصل وفي نفس الوقت هي في سن لا أستطيع خلاله أن أشرح لها نوع المصائب التي تحدث، هذا بخلاف سلوك مدرسى المدرسة حيث أصبحت مهمتهم الأولى أن يعرفوا من كل تلميذ أين يحصل على دروسه الخصوصية وكأن هؤلاء التلاميذ وليمة يقسمونها على أنفسهم! ويضيف عصام الدين صلاح-رسام هندسي-قائلا: منذ وقوع الحادث وهناك حالة ارتباك لدى مدرسي المدرسة فتجدهم يعطون الطلاب حصة أو أثنين ويبقى التلاميذ دون حصص باقي اليوم الدراسي، هذا بخلاف أن هناك العديد من المخالفات الناتجة عن عدم وجود رقابة في المدرسة فتجد الطلاب يضربون بعضهم في فناء المدرسة، وطالبنا من إدارة المدرسة تكليف التلاميذ بالعمل كشرطة مدرسية ولكن لم يحدث! ظل الوضع هكذا حتى أقترح أحد أولياء الأمور بإبلاغ الشرطة لإثبات الحالة وفور وصول سيارة الشرطة التي نزل منها الضابط لسماع أقوال أولياء الأمور حوالي الساعة السابعة مساء ظهر فجأة وبدون أي مقدمات ناظر المدرسة ومجموعة من مندوبى الإدارة التعليمية وكأنهم كانوا يراقبون الموقف من بعيد، وحاولوا أن يؤجلوا انعقاد المجلس إلى يوم آخر إلا أن إصرار أولياء الأمور على انعقاده في موعده كان أقوى من رغبة المسئولين فتم عقده في أحد طرقات مبنى المدرسة نظرا لعدم استيعاب أي فصل من الفصول لعدد الحضور وكان محور الحديث ( الذى نحتفظ بتسجيله ) على النحو التالي.. ولية أمر الطالبة أسماء محي الدين تقول: التلاميذ يدخلون حمامات مشتركة بين الأولاد والبنات ويظلون داخل الحمامات لمدة ساعتين وثلاثة دون أن يسأل عنهم مدرس أو مدرسة لمعرفة أسباب تأخرهم، وتكون هذه الأفعال الفاضحة في كثير من الأحيان باتفاق بين التلاميذ وبعضها ويغلقون على أنفسهم الأبواب من الداخل وكل هذا يحدث دون أدنى رقابة من المدرسة. وتضيف ولية أمر التلميذ سيف سكر قائلة: هناك مجموعة من التلاميذ معروفين باسم أبناء الزرائب يدرسون في هذه المدرسة يقوموا باستقطاب الكثير من التلاميذ وراء العمارات المقابلة للمدرسة ووراء الجبل الملاصق للمدرسة ويقومون باغتصابهم، فقد قمت بتحويل أبني من مدرسة أبو بكر الصديق بسبب حدوث هذه المهازل هناك إلا أني وجدت نفس الوضع في هذه المدرسة. أما عادل محمد-رئيس مجلس الآباء-يقول: نريد تأميناً حيث أن المدرسة لا يوجد بها أي نوع من التأمين، كما أن الإشراف على الفصول ضعيف جدا، هذا بخلاف عدم تواجد ناظر المدرسة في كثير من الأحيان مما يسبب وقوع الكثير من المخالفات. وتشير ولية أمر التلميذة فاطمة سيد إلى أن المدرسة تفرض على الطلاب الحصول على دروس خصوصية قائلة: ويتم ذلك داخل المدرسة تحت أسم مجموعات التقوية وحينما أتت لجنة من الوزارة للتفتيش على المدرسة نبهوا على التلاميذ ألا يقولوا عما يحدث في المدرسة وأن يقولوا أنهم لا يحصلون إلا على مجموعات، وفي نفس الوقت الأساتذة لا يشرحون داخل الفصول. ويقول خالد إدريس-موظف بجهاز 15 مايو-: الطلاب يأخذون المجموعات في وقت متأخر من الليل ويشترك فيها الأولاد مع البنات فيحدث احتكاك فيما بينهم خصوصا أن المدرسة كبيرة وأغلبها يكون مظلماً خلال توقيت هذه المجموعات! ولية أمر التلميذ إبراهيم أيمن تقول: أبني يأتي يوميا إلى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي شكله مثل عمال القمامة بالضبط وذلك لأن المدرسين يفرضون على التلاميذ أن يكنسوا الفصول، هذا بخلاف أن المدرسين عددهم قليل عن احتياج المدرسة مما يسبب عدم انتظام جدول اليوم الدراسي، وأحد المدرسين مريض نفسيا، كما أن باب المدرسة دائما مفتوح فمن يريد الدخول أو الخروج في أي وقت لا يجد من يمنعه. محمد السيد-مندوب الإدارة التعليمية- لا أنكر إمكانية وجود تقصير في المدرسة حتى بعد تغيير ناظر المدرسة وزيادة عدد المشرفين ولكننا نحاول معالجة هذا التقصير، فقد قمنا بنقل المدرس المريض نفسياً من المدرسة وسوف تشعرون خلال الفترة القادمة بعدم وجود فرض على الطلاب للحصول على دروس خاصة ومجموعات تقوية، كما سنرفع عدد المدرسين، أما بالنسبة لقيام التلاميذ بكنس الفصول فقد أعتمد المحافظ أمس مبلغ مليون جنيه لرفع عدد العمال على مستوى المحافظة، وإن لم تشعروا بأي تغيير تحت إدارة الناظر الجديد سيتم محاسبته. والغريب أن مدير المدرسة لم يكن له أي دور يذكر في الحوار مع أولياء الأمور، والجدير بالذكر أننا حينما تحدثنا معه وسألناه عن أسمه الثنائي رفض أن يذكر الاسم الثاني واكتفى باسمه الأول فقط وهو رمضان، والأغرب أن لا أحد في المدرسة يعرف الاسم الثاني لحضرة الناظر ..حتى الأستاذة منى الأخصائية الاجتماعية التى سألناها عن اسم الناظر فقالت : والنبى ما حد يعرف .. أهو رمضان والسلام !!