المنصورية تعتبر إحدى المناطق التي تضم فوارق طبقية ملحوظة، فالمنطقة التي تبدأ من العياط وحتى برقاش يوجد على جانبي طريقها مجموعة كبيرة من الفيلات والقصور المملوكة لعدد من المشاهير ونجوم المجتمع، وفي نفس الوقت يعيش مجموعة كبيرة من أبناء المكان الأصليين يخدمون أصحاب هذه القصور. تصوير: محمود شعبان فتحي جرجس- سائق ومن سكان المنطقة- يقول: الأوضاع هنا تتغير من يوم لآخر لأن ملاك هذه القصور يشترونها من أجل التجارة وليس السكن، فيقومون بشرائها بأسعار رخيصة وبعد فترة يبيعونها بأسعار مرتفعة، وفي الماضي كانت المنطقة حكرا على الباشوات والذين كان كل واحد منهم يمتلك قصر على مساحة 100 فدان ولكن بعد الثورة تم إلغاء هذا الوضع وتم تقسيم هذه الأراضي إلى قطع صغيرة. ويضيف بدر محمود- نجار- قائلا: برغم حياة الرفاهية وانتشار الفيلات إلا أن هذا عاد بالضرر على أصحاب المنطقة الأصليين، فالخدمات هنا مقتصرة فقط على أصحاب هذه القصور، ونحن لا نجد رغيف العيش المدعم هنا، ونضطر إلي أكل فضلات أصحاب القصور بعد أن تنتهي حفلاتهم التي لا تنتهي إلا فجر كل يوم. وعن أشهر سكان المكان يقول جمال عبد العال- ناظر مزرعة المحامي بهاء الدين أبو شقة- : يعتبر الأستاذ بهاء من أشهر السكان القدامى حيث يسكن هنا منذ حوالي 25 سنة في فيلا قيمتها 23 مليون جنيه بخلاف مزرعتين منفصلتين عن الفيلا، ويعتبر من أشهر جيراننا الفنان عادل إمام والذي يسكن في المنصورية منذ زمن طويل، وكان يجلس هنا وزير الإسكان الأسبق المهندس صلاح حسب الله ولكنه ترك فيلا ملحقة بعزبة لابنته بعد أن تزوجت من الفنان أشرف عبد الباقي والذي حولها بعد ذلك إلى مكان لتصوير الأعمال الفنية. ويضيف محمد عباس- سائق- قائلا: أغلب الناس هنا يعملون نجارين وحدادين وسائقين يوصلون العمال إلى فيلات وقصور أغنياء المنصورية لأننا نعتبرهم أصحاب البلد، وأنا عملت قبل ذلك في فيلات حسن كامي وميرفت أمين وكريمة مختار وشريهان وكل منهم يتعامل معنا على حسب نشأته ولكن علاقتنا بهم لا تتخطى حاجز العمل فقط لا غير. ويقول محمد سيد- خفير أحد الفيلات -: ما يميز المنطقة أنها قريبة من الصحراوي ومدخل مدينة 6 أكتوبر وفي نفس الوقت المكان قريب من شارعي فيصل والهرم ولذلك يحرص المشاهير على السكن فيها فتجد هنا محمود ياسين وأحمد عبد الوارث ومحمد حسنين هيكل وأحمد المغربي وزير الإسكان والمذيعة سناء منصور والمنتج السينمائي عادل حسني والمخرج هاني لاشين وشاهيناز النجار وأحمد شوقي رئيس الغرفة التجارية والدكتور محمد الشبراويشي، فالمنطقة منذ عدة سنوات كانت وحدة البيع فيها بالفدان ولكن هذه الأيام تباع بالقيراط والذي وصل سعره إلى 100 ألف جنيه والسنة القادمة سوف تصبح وحدة البيع بالمتر، وسعر الفدان في المنطقة يبدأ من 250 ألف جنيه وحتى 2 مليون على حسب الموقع فكلما اقتربت من الطريق الصحراوي كلما ارتفع سعر القطعة. وعلى النقيض تماما تجد أحوال سكان المنطقة في الجهات المقابلة والمجاورة لهذه القصور عم عيد- خفير بالمنطقة- يقول: أعمل خفير تحت الطلب حيث أنني لا أعمل على فيلا معينة ولكن يأتي أحد السكان ليطلب مني أن أحرس له مكان ما لمدة معينة، ودخلي شهريا حوالي 300 جنيه أكفي بهم متطلباتي حتى لا أعيش عالة على أحد أبنائي بعد أن وصل عمري إلى 60 عاما، وكل ما أتمناه أن أعمل خفير بأحد القصور أو الفيلات هنا حتى أحسن من دخلي ولكن مجرد عملي كخفير هناك يتطلب ذلك أن يتوسط لي أحد ممن لهم علاقة بسكان هذه القصور ولذلك تجد من يعمل لديهم نحن نناديه بلقب دكتور.