استطاع فريق من طلاب الهندسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الوصول إلى تصفيات مسابقة "الطاقة الشمسية" في الصين لبناء المنازل الذكية، كأول فريق مصري عربي إفريقي يشارك في هذه المسابقة العالمية التى انشئت فى بدايةٌ الأمر من قبل وزارة الطاقة الامريكية بالتعاون مع جامعة بكينبالصين.. فماذا عن تفاصيل هذه المسابقة وكيف يمكن الاستفادة بهذه الأفكار فى حل أزمة الطاقة فى مصر .. التفاصيل فى السطور التالية .. فى البداية، تعد مصر من الدول المصنفة عالميا فى إمتلاك الطاقة الشمسية دون استغلالها ، ورغم المشروعات العديدة التى تم تقديمها لاستغلال هذه الطاقة الدائمة خصوصا فى مشروعات الإسكان الجديدة، إلا أن الحكومة لم تلتفت حتى الآن رغم المشكلات التى نعانيها نتيجة نقص الكهرباء.. الهدف من هذه المسابقة بناء منزل يعتمد اعتمادا كلياٌ على الطاقة المتجددة بشكل عصرى ويتناسب مع متطلبات السوق المصري والعالمى معتمدا بنسبة 100% على الطاقة الشمسية. وبمجرد الانتهاء من مرحلة التصميم النهائى للمنزل سيتم بناؤه كاملا ليقدمه الطلبة فى المسابقة فى مدينة "داتونغ" بالصين فى اغسطس 2013، ثم يتم شحن المنزل بعدها مجددا إلى مصر، لتعزيز بناء المنازل المدارة بالطاقة المستدامة والطاقة الشمسية فى مصر. هذه المسابقة والتى تشكل سبقا فى العديد من المجالات، كان لها صدى واسع فى العديد من وسائل الاعلام. فقد حازت المسابقات الماضية على أكثر من 191,000 زائرا و 270,000 زائرا إلكترونيا و500 مليون مشاهدة إعلامية على مستوى العالم. وتقدم الفريق المصري الذي يضم 12 طالبا، ومشرفين من أساتذة الجامعة للمسابقة بكافة الرسومات وفكرة المشروع وتصميم صغير للمنزل الخاص بهم وهدفه وكيفية تطبيقه في ورش عمل عقدت في الصين، وبعد أن تأهلوا للتصفيات سيتنافسوا مع 21 جامعة أخرى من جميع أنحاء العالم، من المقرر أن يبدأ تنفيذ المنزل في شهر مارس المقبل، حتى يتم تسليمه في المسابقة أغسطس من العام نفسه. هذا المشروع سيسهم في نشر مجال الطاقة المستدامة كأسلوب حياة فى مصر والعالم العربى وسيغير مستقبل العمارة البيئية. لكن يبقى الدعم المادي مشكلة، فالطلبة ليس لديهم التمويل الكافي لدعم مشروعهم الصغير، لكنهم يأملون في الحصول على دعم من الشركات الراعية، ليستطيعوا المنافسة خلال المسابقة على أمل الفوز. تقول نرمين القديم، بكالوريوس هندسة قسم عمارة، الجامعة الأمريكية"الفكرة عبارة عن مسابقة عالمية بين طلاب 36 جامعة من جميع أنحاء العالم، فهناك فرق مشاركة من جامعات الصين والسويد وأستراليا والولايات المتحدة وإنجلترا وتركيا، ويتم تنظيمها تحت رعاية وزارة الطاقة الأمريكية بالتعاون مع جامعة بكين بهدف الوصول لابتكارات جديدة فى الاستفادة من الطاقة المتجددة وحل أزمات العالم وتصميم منازل ذكية لا تحتاج لمصادر طاقة خارجية، ونحن فريق مكون من عدد من طلاب وخريجى الهندسة بالجامعة الأمريكية وقدمنا تصميم للبيوت الذكية التى تناسب البيئة المصرية وتحل مشكلة الكهرباء بحيث تكون هذه الفكرة صالحة للتطبيق فى الصحراء والمجتمعات الجديدة والعشوائيات دون الحاجة لأى مصادر طاقة خارجية، خاصة وأن الطاقة الشمسية غير مستغلة فى مصر حتى الآن، رغم أن دولا أوروبية عديدة من بينها ألمانيا استطاعت أن تحرز تقدما كبيرا فى الخلايا الشمسية والمنازل الذكية ، وهذا البيت الذى صممناه يمكن أن يقوم بإنتاج الكهرباء وإعادة توصيل هذه الكهرباء للشبكات. وتضيف نرمين إن التصميم يقوم على جوانب معمارية مختلفة عن الوسائل التقليدية مثل توظيف المشربيات والبامبو فى صناعة واجهات البيت، بحيث تسمح بمرور كمية كبيرة من الطاقة الشمسية، أيضا الأجهزة المستخدمة ستكون مواكبة للعصر، بحيث تستخدم أقل قدر ممكن من الطاقة، كما أن المنزل نفسه بطريقة أوتوماتيكية فكل شىء محسوب بدقة ويعمل بشكل تلقائى، وهذا هو نموذج المستقبل فى ظل ندرة الطاقة، والدول المتقدمة وصلت لمستويات متقدمة من هذه النماذج الذكية وبالتالى نحن نحاول توصيل هذه الفكرة للمسئولين، ولكن فى هذا الوقت نحن نسعى لأن نحصل على مركز متقدم فى المسابقة، خاصة وأننا دخلنا التصفيات النهائية ضمن 20 فريق من جامعات العالم المختلفة، ومشروعنا يتميز عن المشروعات الأخرى ويقدم حلول مبتكرة وجديدة. وحول الصعوبات التى تواجه المشروع ، تذكر نرمين أن دول العالم قامت بتمويل المشروعات التى تقدمت بها الفرق المشاركة، ولكن هذا لم يحدث فى مصر، فنحن نعانى من نقص كبير فى التمويل، حيث يتطلب النموذج الذى صممناه حوالى 3 ملايين جنيه وهذه ليست تكلفة المنزل فى حالة تطبيقه فى مصر، ولكن تكلفة النموذج فقط، لأننا راعينا استخدام وسائل تقليدية من البيئة المصرية بحيث تكون رخصية الثمن . وتقول رنا سمير، بكالوريوس هندسة من الجامعة الأمريكية وإحدى المشاركات فى مشروع التصميم إن فكرة البيت مستقاه من المعمار المصرى البسيط، ويتم بناؤه على قواعد قوية وهو عبارة عن دور واحد مقسم لعدة غرف ويسهل فتحه من الأعلى للسماح بمرور أشعة الشمس، والبيت سهل الفك والتركيب ومن السهل نقله من مكان لمكان، وهذا هو النموذج الحديث للبيوت الذكية فى العالم التى تراعى البيئات الصحراوية وغير الصحراوية التى تعانى من نقص الطاقة وتبلغ مساحة المنزل 72 مترا والواجهة من الزجاج والبامبو ويصلح للكموباوندات المغلقة.