تعزيز المواطنة و المشاركة داخل الجامعات المصرية .. هذا هو العنوان الرئيسي لمشروع شبكة " انترنيوز " الذي يعمل في مصر على فكرة تعزيز مفهوم التربية المدنية داخل الجامعات المصرية . المشروع بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ، ويطبق من خلال تدريب طلبة و طالبات 5 جامعات مصرية على كيفية استخدام أحدث التقنيات الإعلامية لوسائل الإعلام المختلفة مثل الصحف والإذاعة والتلفزيون والفيس بوك والإنترنت في طرح القضايا الملحة التى تمس المجتمع ، وهو نتاج شراكة بين شبكة انترنيوز وكلية الإعلام بجامعة القاهرة ، وتقول أميرة الناجي – المتحدثة الإعلامية للمشروع : الهدف العام للمشروع هو تعزيز ممارسات المواطنة والمشاركة لطلاب الجامعات المصرية من خلال ورش العمل حيث يتم تدريب الطلاب على كيفية تحديد المشكلة وجمع المعلومات وتحليل البيانات ، ثم طرح الحلول الممكنة والتفاوض مع المسئولين من اجل الوصول الى حل مناسب ، كما أنشأ المشروع منتدى تفاعلي لإعطاء الشباب فرصة للتواصل وتبادل الخبرات و المعارف ، أيضاً من أهدافنا تعظيم قدرات ومهارات طلاب الجامعات والعاملين في المجال الإعلامي وتدريب الطلاب على استخدام احدث التقنيات الاعلامية التي تمكنهم من معالجة قضايا المجتمع .. بالإضافة لتعميق الممارسات الديمقراطية داخل الجامعات مصرية عن طريق إنشاء نوادي المواطنة داخل الجامعات بحيث يستطيع الطلاب تنفيذ مشاريع ميدانية لخدمة الجامعة والمجتمع المحلي . و يضيف أحمد لطفي – المدير الأقليمي لشبكة أنترنيوز : المشروع نقوم بتفيذه بالتعاون مع جامعات القاهرة والاسكندرية والمنيا والوادى الجديد وقناة السويس ، وعندما بدأنا برنامج المواطنة والإعلام اكتشفنا أن كثيرا ممن نتعامل معهم وخاصة الطلاب لم يكونوا يعرفون الكثير عن مفهوم المواطنة رغم أنه معروف في مصر منذ سنوات ، في البداية شعرنا بالتردد ولكن بعد التعامل مع الطلاب سواء في المدارس أو الجامعات لمسنا من خلال اعمالهم وانشطتهم عدة نتائج ايجابية لتطبيق مفهوم المواطنة على أرض الواقع ، كما أنني أرى أن المشروع نجح في اكساب الطلبة و الطالبات مهارات اعلامية مختلفة من الممكن أن تساعدهم في طرح قضايا مجتمعهم بشكل مختلف و مميز ، واستطعنا من خلال هذا المشروع أن ننشأ أندية للمواطنة داخل 6 جامعات مصرية تم تجهيزهم بوحدات إعلامية متكاملة وأجهزة حديثة تساعد الطلبة والطالبات علي ممارسة الأنشطة الإعلامية في أي وقت ، ووجدنا اقبالاً كبيراً من الطلبة الذين ترجموا مفهومهم للمواطنة بانتاج برامج إذاعية ومجموعات على الفيس بوك وبرامج تليفزيونية ومقالات للنشر ، وعندما أسمع المسئولين وأعضاء مجلس الشعب والأكاديميين يؤكدون علي أن مفهوم المواطنة أصبح حقيقة في الحياة المصرية أشعر بأن مشروعنا قد حقق نجاحا كبيرا . اما جيمس بيفر – رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فقال : بالرغم أنه لم يمر على وجودي في مصر سوى أقل من شهر الا انني سعيد جدا بمشاركة الوكالة للمجتمع المصري في احياء و تدعيم دور المجتمع المدني من خلال مشروعات وفرت للشباب المصري المهارات والثقة التي سيحتاجونها للمشاركة في الحياة العامة مما يجعلهم قادرين على معالجة قضايا مجتمعهم والاستفادة من استخدام وسائل الإعلام . وتعلق د. ليلي عبد المجيد العميد السابق لكلية الإعلام جامعة القاهرة قائلة : هذا المشروع نجح في تحويل مشاعر الشباب من قبول ورفض وغضب إلي عمل إيجابي ومشاركة حقيقية في مناقشة قضايا المجتمع والتفكير في حلول بديلة ، وقد قامت كلية الإعلام بتدريب أكثر من 2000 طالب وتم تزويدهم بكل الوسائل الإعلامية سواء صحافة أو إذاعة أو تلفزيون أو وسائل الإتصال الحديثة من خلال الإنترنت . وضمن المشروع قام الطلبة بتقديم عدة مشروعات .. منها مشروع " مركب ورق " المقدم من جامعة المنيا ، و يقول على عبد ربه - أحد الطلاب المشاركين في المشروع : بعد أن تدربنا على استخدام كل وسائل الأعلام في التعبير عن أرائنا وعن مشاكل مجتمعنا قمنا بعمل فيلم تحت عنوان " مركب ورق " و تناولنا فيه مشكلة الهجرة غير الشرعية في مصر حيث يعاني الكثير من الشباب العاطلين من اليأس و الأحباط الذي يدفعهم إلي التفكير في الهجرة بأي وسيلة .. وبالطبع هذا يسبب العديد من الكوارث التي نسمع عنها و نراها كل يوم في نشرات الأخبار ، و الفيلم موجه بالاساس الى فئة الشباب من اجل توعيتهم بمخاطر الهجرة مع عرض بديل لحل مشكلة البطالة وطول الانتظار. المشروع الثاني في المسابقة كان من انتاج طلبة جامعة قناة السويس ، و يقول محمد احمد – أحد الطلاب المشاركين بالمشروع : عندما فكرنا في تنفيذ فكرة معينة فضلنا أن تكون قابلة للتنفيذ على أرض الواقع ، والفيلم الذى صورناه يتحدث عن مبادرة طلاب نادى المواطنة لتنظيف شواطىء بورسعيد بالجهود التطوعية . أما المشروع الحاصل على المركز الثالث فكان من انتاج قسم الأإاعة بجامعة جنوبالوادي .. و تقول رقية محمود – إحدى المشاركات بالمشروع : فضلنا أن تتسم فكرتنا بالجرأة و مناقشة قضية مهمة .. ولذلك قمنا بإنتاج برنامج عن قضية الزواج بالاكراة لفتيات صعيد مصر، وطرحنا قضية اجبار الفتاة على الزواج من ابن عمها رغما عنها نظرا للعادات والتقاليد الموروثة التى تحكم على الفتاة بالزواج من أحد أقاربها رغم وجود فروق فى التعليم والمستوى الثقافى بينهما .