يعمل طلاب قسم الهندسة المعمارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة على تصميم وبناء نموذج لصوبة زراعية صغيرة خلال العام القادم، ويأتي ذلك استناداً إلى الخبرة التي اكتسبوها من خلال القيام بعدد كبير من الزيارات خلال الفصل الدراسي الحالي لصوبة زراعية حقيقية بالموقع الخاص بمعهد البحوث للبيئة المستدامة بالجامعة. يعتبر هذا الاتجاه الواقعي ناحية التعليم الخاص بالتصميمات المستدامة جزءً من برنامج مختبر التعلم الحياتي الذي ابتكره معهد البحوث للبيئة المستدامة بالجامعة. وقام طلاب ستوديو التصميم المعماري الثالث خلال الفصل الدراسي الخاص 2014 بزيارة موقع الصوبة الزراعية وتعلموا الكثير عن خصائصها بغرض تصميم نوع من الصوبات الزراعية الذي يتسم بمزيد من الاستدامة وذلك كجزء من مشروع نهاية العام. وتوضح كارولين السباعي، طالبة بالسنة الثالثة بقسم الهندسة المعمارية، "لقد اختبرنا كافة المقترحات الخاصة بتصميم الصوبات الزراعية وعملنا على خلق تصميم أفضل للصوبات الزراعية، مع الأخذ في الاعتبار عوامل الطقس، ومتطلبات النبات، وكمية المياه، ومدى توافر المواد الزراعية والمعدات." ويمنح البرنامج الخاص بمختبر التعلم الحياتي الطلاب القدرة على تعلم الكثير من المفاهيم المرتبطة بالاستدامة من خلال المرافق الخاصة بمعهد البحوث للبيئة المستدامة، كما يمنح في الوقت نفسه درجات دراسية على عملهم هذا . وتقول سلمى الروبي، طالبة بالسنة الثالثة بقسم الهندسة المعمارية، "لقد كانت تجربة جديدة تماماً، فنحن لم نشهد من قبل المعلومات التي نكتسبها في الفصول الدراسية مطبقة على أرض الواقع بهذا الشكل، وذلك بغض النظر عن وجود تاريخ حافل للهندسة المعمارية ووجود مواد دراسية مرتبطة بالمختبرات الهندسية. فنحن رأينا بأعيننا صوبة زراعية وتناقشنا حول آلية العمل بها، والعوامل التي تؤثر فيها، والعناصر المحيطة التي تتأثر بها بالإضافة إلى كيفية تشغيل كل جزء من أجزائها وإدارته. وقد أُتيحت لنا الفرصة لدخول إحدى الصوبات الزراعية ورأينا كل شيء على الطبيعة." يذكر خالد طرابية، أستاذ مساعد بقسم الهندسة الإنشائية والمعمارية ومدرس المادة، أهمية تضمين مفهوم التعلم الحياتي داخل منهج الهندسة المعمارية المقرر لأن ذلك من شأنه إتاحة الفرصة للطلاب لاختبار مختلف العوامل البيئية بالإضافة إلى اختبار عوامل الاستدامة التي تؤثر بالتأكيد في الهندسة المعمارية كحرفة وتخصص. ويقول طرابية، "نحن سعداء بالعمل والتعاون مع معهد البحوث للبيئة المستدامة، فهم يمنحونا أرضية عملية لتطبيق المعلومات التي اكتسبناها خلال الفصل الدراسي على أرض الواقع. وهذا الاتجاه يعتبر اتجاهاً "للتعلم عن طريق الفعل" وذلك كما يقول دكتور تيتوايلر، ونحن نساند هذا التوجه بقوة لأننا نرى أنه يشكل أهمية كبيرة لمعماري المستقبل." وقد شارك الطلاب خلال الفصل الدراسي السابق في الأنشطة الخاصة بمختبر التعلم الحياتي، ليس من خلال فصل الهندسة المعمارية فحسب بل أيضاً من خلال فصل علم النبات الذي يدرسه الدكتور وليد فؤاد، أستاذ مساعد علم الأحياء، واستطاع الطلاب من خلاله زراعة بعض المحاصيل في الصوبة الزراعية وراقبوا كيفية استجابة النبات لكميات مختلفة من الري."