السياسة بلا مبادئ.. جملة أو حكمة تتأكد معناها في مختلف العصور.. وتظهر بقوة في وقت الانتخابات.. فإذا ترشح السياسي قد يغير مبادئه وكلامه وآراءه من أجل مصالحه الشخصية.. وهذا ما حدث أمس مع المرشح الرئاسي حمدين صباحي.. الذي هاجم المشير عبد الفتاح السيسي منافسه في الانتخابات.. وقلل من دوره في ثورة 30 يونيو.. على الرغم من أن رأيه فيه منذ عدة أشهر كان مختلفا.. فقد قال صباحي " وقت ما كنت بقول أن محمد مرسي فقد شرعيته الأخلاقية والسياسية كان غيري جزء من نظام محمد مرسي، والسيسي كان جزءًا من نظام مرسي وكان يؤدي له التحية العسكرية، وقتما كنت أقول إن مرسي سقطت شرعيته". وعند سرد برنامجه الانتخابي، بدأ يلمح لخبرته السياسية ويشيد بأفكار برنامجه الانتخابي، الذي يقتبس منه المنافسون، بقوله: "ما يقوله السيسي الآن قلته أنا منذ أربعين عامًا، ومأخوذ من برنامجي الانتخابي"، ولم يكتفِ بذلك، بل قرر أن يكرر نفس الجملة بتعبيرات مختلفة، بقوله: "برنامجي الانتخابي يعبّر عن قناعتي الشخصية وتجربتي.. وسعيد بتكرارها للمرشح الآخر"، وبصيغة أخرى ليؤكد على فكرته: "كل كلمة يقولها السيسي مأخوذة من برنامجي الانتخابي، أنا سعيد بها، ويسرني قوله إنه معني بمحاربة الفقر". وأضاف: "لا يصح المقارنة بين رجل من الشارع وبين رجل منضبط في المؤسسة العسكرية"، وقال: "لا يملك قائد الجيش تحريك عسكري واحد دون موافقة الشعب المصري". ووجه رسالة لأنصار السيسي مؤكدا أنه رفض أن يكون نائبا لمرسي ولكن مرشحهم وافق أن يكون وزيرا للدفاع مع مرسي وعندما قاطعه خيري رمضان وأكد أن السيسي وافق لكي يقوم بدور عظيم بعد ذلك، ولكن صباحي قال" وأنا رفضت عشان أؤدي دور عظيم مع الشعب" وعندما قال له مجدي الجلاد أن السيسي حمي الجيش، قال صباحي" ولو ماكانش الدور العظيم اللي الشعب أداه ماكانش فيه أدوار عظيمة أداه غيري"، مؤكدا أن بعض أنصار السيسي من نظام مبارك ووجوه رئيسية في سرقة مصر. ولكن في لقاء مع الإعلامي محمود سعد في العام الماضي قال صباحي أن الثورة لو كان لها مرشح آخر سأكون أول واحد ينسحب، وقال: ولو طرح الفريق أول عبد الفتاح السيسي نفسه فأنا واحد من المصريين يعرفون قدر القوات المسلحة ويحترمون دورها وعارف أنها انتصرت لشعبها، وبما أننا جميعا نحترم هذه المؤسسة العظيمة وقائدها عبد الفتاح السيسي وهو بطل شعبي وهو الأكثر شعبية في مصر، ولابد أن يكون لنا امتنان دائم للقوات المسلحة وقائدها ونتذكر أن فيه مصداقية عندما قال فعل. وأكد صباحي في لقاء آخر أن السيسي يتمتع بمقام البطل الشعبى فى مصر و يحظى بمحبة تتعلق بشخصه و بالمؤسسة التى يقف على رأسها و هى جيش مصر .. ولو أنه قرر الآن أن يخلع بدلته العسكرية و يترشح للانتخابات فسيحظى بدعم شعبى واسع جدا. ومن ناحية أخري ، جدد حمدين صباحي المرشح لانتخابات الرئاسة المصرية طلبه بعقد مناظرة بينه وبين المرشح الرئاسي المنافس له عبد الفتاح السيسي، مؤكداً أن المناظرة حق أصيل للشعب المصري، مثلما يحدث في جميع الدول المتقدمة. وقال خلال المؤتمر الجماهيري الذي أقيم مساء أمس الأحد بقاعة المؤتمرات بمجمع دمنهور الثقافي بمدينة دمنهور شمال القاهرة، إن الانتخابات الرئاسية المقبلة معركة جديدة نخوضها من أجل وصول الثورة للحكم وتحقيق أهدافها، والقصاص للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن"، مشيراً إلى أن للشباب دورا كبيرا خلال المرحلة القادمة في تحقيق أهداف الثورة. وأضاف أنه في حالة نجاحه في الانتخابات المقبلة سيقوم بتعديل قانون التظاهر حتى يحفظ حق التظاهر السلمي، مشيرا إلى أنه سيقوم بموجب الدستور بإصدار عفو رئاسي عن جميع المسجونين أصحاب الرأي، والمحبوسين على ذمة قانون الطوارئ. وأكد صباحي أنه لن يقبل في حالة فوزه بالرئاسة اضطهاد أي مواطن مصري، مؤكدا المساواة بين الجميع دون تمييز أو تفرقة، ومتعهدا بأن مصر لن تعود إلى الوراء. ونفى صباحي ما يتردد حول عدم مساندة أجهزة الدولة له في حالة نجاحه، مؤكدا ثقته في مؤسسات الدولة وحياديتها ومساندتها هي والشعب لأي مرشح ينجح في الانتخابات. وأوضح "أن الهدف من وصول الثورة للحكم هو إقامة دولة مدنية ديمقراطية عادلة تطهر مؤسسات الدولة من الفساد"، موضحا أن الدولة تحتاج إلى إدارة حكيمة لتحقيق أهداف الثورة، ولافتا إلى أن الشعب المصري هو من حدد أهداف برنامجه الانتخابي في ثورتي 25 يناير و30 يونيو. وأشار إلى أن الانتخابات الرئاسية القادمة ليست آخر المطاف، ولكن توجد انتخابات أخرى كالبرلمانية والمحليات، يجب أن يستعد الشباب لها جيدا للمشاركة فيها والحصول على مقاعد بها لبناء مجتمع قوي يحصل فيه المواطن على كافة حقوقه المشروعة. .. .. ..