مع ارتفاع الأسعار تراجعت قيمة الفلوس ولم يعد للمرتب أى تأثير عندما يكون كيلو الطماطم ب10 جنيهات وكيلو العنب ب 6 جنيهات وكيلو اللحمة ب 70 جنيها .. وكانت النتيجة المعاناه والحرمان والبخل أحيانا للتكيف مع الظروف الصعبة الحالية .. تعالوا نرى تأثير نار الأسعار على الشباب المتزوج حديثا ومن هم على وش زواج .. تصوير : محمود شعبان يقول محمد عابد (29 سنة) موظف فى شركة قطاع خاص : مرتبى 900 جنيه فقط وأنا متزوج وعندى بنوتة صغيرة ، طبعاً البيوت أسرار لكن أنا ممكن ألخص لك شكل المعاناه التى أتعرض لها بسبب الأسعار فى كلمتين هما الحاجة والحرمان فأنا وأسرتى الصغيرة دائما نفسنا نتفسح ونخرج نتعشى فى مركب على النيل ولو مرة واحدة فى الشهر أيضا نفسى أشترى قميصا جديدا ونفسى أركب وسيلة مواصلات محترمة ونفسى آكل كل يومين بروتين لكن كل هذا الاحتياج يقابل بالحرمان لأن أولا هناك 250 جنيها إيجار الشقة التى أسكن فيها بنظام القانون القديم وهناك تكاليف كنت أعتقد قبل الزواج أنها من الكماليات فأكتشفت أنها من الضروريات مثل "البامبرز" الذى اكتشفت أنه يحتاج ميزانية مستقلة ! والحاجة الساقعة أيضا لازم تكون متوافرة فى البيت يومياً . ويقول محمد محمود الشريف (26 سنة ) بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة : أنا أعزب وعلى حالتى دى شكلى كده مش هاتجوز! لأن حتى الآن لم أحوش مليما واحدا ومرتبى طاير فى الهوا على المواصلات ولزوم الشغل فأنا أعمل فى مكتب محاسبة ومرتبى الشهرى 700 جنيه وصاحب المكتب يعتقد أنه يعطينى ثروة كل شهر مع أن هذا المبلغ ممكن يضيع فى كام أكلة أو خروجة حلوة مع خطيبتى يعنى مثلا فى عيد الحب القادم أنا محتاج أشترى لها هدية بشىء وشويات وبالتالى ربع المرتب على الأقل ضايع فى مناسبة واحدة ، أيضا الأسعار كل يوم ترتفع والمرتبات ثابتة لا تتحرك على الاطلاق ، والمعاناة فى ازدياد على كل المستويات حتى أننى ذهبت فى مرة علشان أسأل عن شقة غرفتين وصالة إيجار جديد فوجدت أن الايجار الشهرى 600 جنيه .. فطبعا شعرت بإحباط وفقدت الأمل ثم فكرت مرة أخرى وقررت أن أسافر وفعلا أبحث الآن عن فرصة سفر . أما على محمد زكى، موظف فى شركة برمجيات : أنا متزوج حديثا وياليتنى ما تزوجت ! ( بس أوعى مراتى تقرأ الكلام ده ) أصل أنا زوجتى بنت ناس شوية وكانت عايشة فى عز لكن بعد الزواج الموضوع اختلف لكنها مش عايزة تقتنع أننا فى مرحلة جديدة تتطلب منا أن نمسك نفسنا شوية ! طبعا هى قالت لى اتصرف وماليش دعوه! المهم أنا محتاج أوفر لها على الأقل 50 جنيها يوميا وحوالى 75 جنيها فى أيام اللحوم أو الدواجن .. ورغم ارتفاع الأسعار إلا أن الطلبات لا تقل وحاولت أقنعها أن نجعل اللحمة يوم واحد فى الأسبوع لكنها رفضت وبعد شد وجذب وخناقات وصلنا لمعادلة مرضية للطرفين وهى أن تكون اللحمة يومين ، والفراخ أو السمك يومين وباقى الأسبوع نواشف وجبن ومعلبات وما شابه والتكلفة الإجمالية للأكل فى الأسبوع لا تقل عن 250 جنيها يعنى الشهر ب ألف جنيه ويتبقى من المرتب 500 جنيه للمواصلات والطوارىء . وإذا كان هذا هو حال موظفى القطاع الخاص الأفضل حالا فى البلد فهناك حالات أخرى أكثر بؤسا .. يقول حامد عبد الباسط (33 سنة) موظف حكومى : 500 جنيه فى الشهر مش فلوس .. أنا مديون ب 4 آلاف جنيه لعدد من معارفى بسبب المصاريف مع أننا عايشين على الفول والطعمية والعيش والمكرونة والكشرى والجبنة .. طيب والله العظيم أنا ما أكلت لحمة من 3 شهور لإنى لو اشتريت كيلو واحد يبقى عليه العوض فى المرتب ، والمشكلة الأخرى أن كل حاجة بقت غالية حتى الطماطم والخضروات .. يعنى الأكلة ( القرديحى) أصبحت مكلفة جدا وبصراحة حياتنا بقت معاناة متواصلة وعندى إحساس إن الحكومة لم يعد لها دور والدليل أننا لم نرى لها موقف فى هذه الأزمة. أما محمد ثابت عبده (30سنة ) متزوج فيقول : الأسعار جعلتنى بخيلاً داخل بيتى وكانت سببا فى الكثير من المشكلات بينى وبين زوجتى لأنى لازم أتحمل المسئولية ولازم المرتب يواصل معايا لآخر الشهر لأنى عمرى ما أستلف أو أمد يدى لأحد ولذلك نصف طلبات البيت تقريبا غير مجابة . ويعبر محمد محمود مندوب مبيعات ، عن قلقه على حياته من غول الأسعار بقوله : الحياة صعبة جدا وبعد سنة أو سنتين ستكون مستحيلة وأنا شخصيا لست متفائلا ، لأن كل حاجة تغلى بدون داع والطبيعى أن ترتفع قيمة وسعر أى سلعة أو خدمة عندما يكون هناك تحسن اقتصادى أو زيادة فى الدخول لكن للأسف ما يحدث هو العكس فالأسعار ترتفع والحياة فى النازل أنا شخصيا خايف جدا على نفسى وعلى أسرتى لأن الفلوس ليست لها أى قيمة يعنى أنا ممكن أدخل أى سوبر ماركت بمائة جنيه صحيحة فأخرج منه بنصف جنيه ! وفى النهاية ألاقى نفسى أشتريت شوية جبنة على شوية معلبات وأحاول أقنع نفسى بأنه تموين الأسبوع ومع الاستهلاك ينتهى هذا التموين بعد 3 أيام .. يعنى لم تعد هناك بركة فى أى حاجة على الإطلاق ! ففكرت أحسن من مستوى دخلى بشغلانة جديدة فبحث كثيرا وما زلت أبحث. أما علاء مكاوى ،موظف فى فندق ، فيعيش حياة بلا طموح ولا متعة ويتكيف مع الأسعار بمبدأ يا بنى آدم عيش على قدك وكن بصيرا بنفسك ويقول : فى الحقيقة أنا متزوج حديثا وانا وزوجتى متفاهمين جدا وكنت واضحا معاها منذ البداية فقلت لها أننا لازم نعيش الواقع لأننا لو استسلمنا للأسعار ستأكلنا! وبالتالى نركز فقط على الضروريات فى الأكل والشرب ومن هنا استطعنا أن نوفر فلوس !