بيانات جديدة نشرت بمناسبة اليوم العالمي للغابات تؤكد أنه على الصعيد العالمي لا يزال التراجع في مساحة الغابات مستمراً مع وجود خسائر كبيرة في الغابات في جميع أنحاء العالم . وقالت المنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، في اليوم العالمي للغابات الذي تحتفل به الأممالمتحدة يوم 21 مارس من كل عام أن تحسين المعلومات بشأن موارد الغابات يمثل عاملاً أساسياً في وقف تدهور الغابات. واتخذت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الاحتفال هذا العام مناسبة لمناقشة سبل كيفية تحسين توافر المعلومات حول حالة الغابات على جميع المستويات، محليا وعالميا. تهديد التصحر وتغير المناخ في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا إن التصحر يمثل تهديداً حاداً بشكل خاص في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بسبب التدهور المستمر للنظم الإيكولوجية للأراضي الجافة من جراء الأنشطة البشرية، والتغيرات المناخية والظروف القاحلة وشبه القاحلة السائدة. "التحكم والتنبؤ بالعوامل البشرية والمناخية التي تنشأ وتتفاقم هى الطريق للحد من التصحر . يمكن للأشجار أن تلعب دورا استراتيجيا في السيطرة عليها " هكذا تقول منظمة الأغذية والزراعة. على الرغم من أن الغابات في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تغطي 6.3٪ فقط من إجمالي مساحة الأرض، إلا إنها توفر السلع والخدمات التي تذهب أبعد من مجرد توفير الخشب والمواد الغذائية. "نظرا للظروف المناخية القاسية والندرة الهيكلية للموارد المائية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، يمكن للغابات أن تساهم بشكل كبير في الحد من التصحر، وحماية إمدادات المياه والموارد، والتكيف مع والتخفيف من أثر تغير المناخ"، كما يقول عبد آدم عبد الحميد، خبير الإقليمي للغابات بالمنظمة. "هناك بلدان مثل الجزائر ومصر وليبيا وتونس والأردن والكويت والبحرين تستخدم نحو 4.3 مليون هكتار من الغابات كوقاية ضد التصحر واستنزاف الأراضي" يضيف آدم عبد الحميد. حزام أخضر لمواجهة زحف الصحراء في موريتانيا يمكن سرد عدد كبير من التجارب الناجحة المبذولة لمكافحة التصحر في المنطقة من خلال زراعة الأشجار. فلقد نجح الحزام الأخضر المحيط بنواكشوط في الحد من زحف الرمال وحماية البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية للعاصمة، من خلال ضمان التمديد والإدارة المستدامة للغابات في المناطق الحضرية والضواحي. تجارب أخرى يمكن العثور عليها في المغرب والجزائر وإيران. إن الشراكة الحالية بين منظمة الأغذية والزراعة والاتحاد الأفريقي لتنفيذ مبادرة الجدار الأخضر العظيم هو مثال أكثر حداثة؛ فجدار الفسيفساء الأخضر الذي يدعم الأنشطة الممتدة عبر الصحراء ومنطقة الساحل الأفريقي مع مصر والسودان والجزائر وغيرها من شمال أفريقيا تدعم البلدان كشركاء. ماذا عن مصر؟ في مصر يتم زراعة حوالي 3 في المائة فقط من مساحة الأراضي، ولكن التصحر، بفعل النمو السكاني السريع، يستنفذ هذا المورد بوتيرة سريعة، وهو ما يمثل تهديدا للأمن الغذائي. توجد كل الأشجار تقريبا في مصر في الأراضي المروية وضمن المناطق الحضرية. وتقدر أنها نحو 61 مليون شجرة بما يوازي 0.7 للشخص الواحد. إن الأشجار لها دور حيوي في السياق المصري ليس فقط في الحد من تحركات الكثبان الرملية، ولكن أيضا في تحسين المناخ، والحد من تلوث الهواء، وتوفير بيئة صحية. في العام الماضي، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة 21 مارس اليوم العالمي للغابات. واليوم تحتفل به وترفع الوعي بأهمية الغابات والأشجار خارج الغابات.