في الوقت الذي ينتهك الإسرائيليون فيه المسجد الأقصى تترك حركة حماس الإرهابية ذلك وتلتفت لمصر وجيشها.. فقد أكدت مصادر فلسطينية داخل قطاع غزة، أن أعضاء حركة حماس يخططون لاقتحام معبر رفح البرى مع مصر، والاشتباك مع الجيش المصرى الموجود على طول الشريط الحدودى... يأتى التصعيد الحمساوى بعدما أعلنت الحركة اعتزامها اتخاذ جملة من الخطوات لزيادة الضغط على السلطات المصرية، لحملها على فتح المعبر بشكل دائم. وعقدت الحركة الأسبوع الماضى الجلسة الأسبوعية للمجلس التشريعى فى خيمة أقيمت أمام المعبر، ونُظّم على هامشها مؤتمر صحفى، صعّد خلاله المتحدث باسم حماس من لهجته ضد القيادة المصرية، وترجح مصادر متفرقة أن الحكومة المقالة فى غزة التى تقودها حماس قد تتعمد عقد إحدى جلساتها قريباً أمام المعبر، لإحراج السلطات المصرية. من جهتها، قالت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى في تصريحات صحفية إن الأجهزة الاستخباراتية حذرت الأجهزة المعنية من تحركات تصعيدية تسعى لها حركة حماس، لإثارة غضب الفلسطينيين فى القطاع ضد مصر، للانتقام من الجيش المصرى الذى ضيق الخناق على الحركة التى كانت تستخدم الأنفاق لتهريب البضائع والسلاح والذخائر. وأوضحت المصادر أن الأنفاق كانت موردا رئيسيا لاقتصاد الحركة وتشكل 60% من مواردها، مضيفة أن هناك رجال أعمال تابعين للحركة تعرضوا لخسائر فادحة خلال الأشهر الأخيرة، كما تعرض عدد من مشايخ القبائل فى سيناء من الذين يشاركون فى عمليات التهريب لضرر كبير من غلق الأنفاق التى كانت تدر عليهم ملايين الجنيهات، وأصبحوا يمثلون الخطر الأكبر على الأجهزة الأمنية، وربما يكون خطرهم أعظم من التكفيريين أنفسهم. وأكد مصدر مسئول فى المعبر في تصريحات صحفية أنه سيغلق أمام حركة العبور، مشيرا إلى أن إغلاق المعبر إلى أجل غير مسمى لحين وصول تعليمات من الجهات المختصة بإعادة فتحه، ويأتى ذلك فى الوقت الذى يخشى أن يتم استخدام حركة حماس من قبل الإخوان كوسيلة للضغط على الجيش المصرى بمظاهراتها على الحدود. من جانبها شددت أجهزة الأمن المختصة من إجراءات نشر عناصرها بالمنطقة الحدودية، وترقب أى محاولات اختراق للحدود من قبل عناصر فلسطينية بعد إعلان حركة حماس اعتزامها الصلاة اليوم أمام معبر رفح من الجانب الفلسطينى. و دعا السفير حازم أبو شنب، عضو المجلس الثورى لحركة فتح، حركة حماس الفلسطينية، إلى تقديم لغة العقل، واتخاذ مواقف لمصلحة الشعب المصرى، وعدم الوقوف أمام تطلعاته، متهمًا "حماس" بأنها تنفذ خطط التنظيم الدولى للإخوان بدعوتها لتظاهرة اليوم أمام معبر رفح والتحريض ضد الحكومة المصرية. وأضاف السفير أبو شنب أن هذه التظاهرة التى دعت إليها حماس، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الأخيرة تريد الدخول فى معركة مع الشعب المصرى، بتمسكها بالإخوان المسلمين الذين أطاح بهم الشعب المصرى خلال ثورة 30 يونيو. ودعا أبو شنب ما أسماهم بعقلاء حماس لاتخاذ مواقف مساندة للشعب الفلسطينى والمصرى والعربى عمومًا، بتخليها عن المواقف المساندة للإخوان، لافتًا إلى أن تلك المواقف هى مخالفة تماما لمواقف الشعب الفلسطينى المساندة للشعب المصرى فى تطلعاته نحو الاستقرار والرفاهية. و استنكرت حركة "تمرد غزة" فى بيان لها أمس الخميس عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك" دعوة حركة حماس لوقفة أمام معبر رفح المصرى اليوم الجمعة لإجبار السلطات المصرىة على فتح المعبر. وقالت الحركة إن حماس تخطط لافتعال أزمة جديدة تكون وبالا على شعبنا فى غزة، حيث وصلتنا معلومات مؤكدة بنية مبيتة لدى قيادة "عصابات" حماس من اقتحام معبر رفح -على حد قولهم- والاشتباك مع الجيش المصرى. كما دعت الشعب الفلسطينى إلى عدم المشاركة فى هذه المؤامرة وعدم الانجرار وراء مخططات قيادات حماس، فالجيش المصرى هو درع هذه الأمة وشرف ونضال ومقاومة والتاريخ يشهد بذلك على تضحيات شعب وجيش مصر. وانتقد الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، دعوة حماس لحشد الفلسطينيين أمام معبر رفح، معتبرا أن أساليب التصعيد لم تعد تجدي مع مصر بعد الثالث من يوليو، ونبه إلى أن هذا التصعيد جاء كرد فعل من حركة حماس على إغلاق الانفاق الحدودية، التي تعد مصدر رئيسيا لتلبية احتياجات الحرة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عدة سنوات. واعتبر أن حديث حماس عن عدم تدخله في الشأن المصري تنقصه الجدية، فهذا الأمر يحتاج لأفعال على الأرض وعدم الاكتفاء بالأقوال، مطالبا الحركة بضرورة أن تدرك أن هناك تغييرات دراماتيكية جرت بعد الثلاثين من يونيو.