كانت الجماهير تحاصر – وعلى مدى 3 أيام – قصر القبة حيث يرقد جثمان عبد الناصر فى العيادة الداخلية بالقصر حتى يتم نقله فى الصباح بطائرة هيلكوبتر الى أرض نادى الجزيرة ثم ينقل الجثمان فى سيارة الى مبنى مجلس قيادة الثورة .. الصور من أرشيف الفنان محمد لطفى وكانت المظاهرات الحزينة تجوب شوارع القاهرة وكل مصر تعكس مشاعر الحزن ..ولم تنم الملايين طوال الليل وانما راحت من قبل ساعات الفجر ووسط الظلام تأخذ مكانها فى الشوارع وفى شرفات البيوت الواقعة على الطريق الذى سيجتازه موكب الوداع الاخير . . وتقرر ان يقفل المرور من الساعة الخامسة من فجر اليوم عبر جميع الشوراع والميادين المؤدية الى الطريق الذى سوف يجتازه موكب الوداع الاخير ويستخدم فى ذلك العربات المدرعة والمجنزرة – كما تتوقف الموصلات الداخلية فى مدينة القاهرة على ان ينقل جثمان عبد الناصر من العيادة المسجى بها فى القصر الجمهورى بالقبة الى مكان الطائرة الهيلكوبتر التى ستكون على مسافة كيلومتر تقريبا ويصطف فى هذا الطريق حرس شرف مكون من 101 من رجال الحرس الجمهورى حتى يصل الجثمان الى الطائرة فيرفعه اليها ويدخل الطائرة مع الجثمان ويصاحبها الى مقر قيادة مجلس الثورة الدكتور عبده سلام وزير الصحة والسادة حسن التهامى وزير الدولة , ومحمد أحمد مدير مكتب الرئيس , ومحمود الجيار مدير مكتب الرئيس للشئون الداخلية , والفريق محمد الليثى قائد الحرس الجمهورى واللواء سعد الدين شرف ياور وطيار رئيس الجمهورية والمقدم نور فرغل ياور رئيس الجمهورية واثنان من حرس الرئيس الخاص وفى الساعة التاسعة والنصف تهبط الطائرة التى تحمل الجثمان وحدها فى أرض نادى الجزيرة ثم ينقل بالسيارة الى مقر قيادة الثورة المطل على النيل فى الجزيرة . ويتولى الحرس الحمهورى بعد ذلك نقل الجثمان الى عربة مدفع تشدها سته من الجياد أمام مبنى مجلس قيادة الثورة محاطا بعلم مصر .. على ان يكون ملوك ورؤساء الدول والوفود وافراد اسرة الراحل واعضاء اللجنة التنفيذية العليا والوزراء قد وصلوا الى مكان بدء الجنازة من أمام مبنى مقر قيادة الثورة واخذو اماكنهم .. وفى الساعة العاشرة تبدأ الجنازة فى التحرك بالخطوة البطيئة حتى مبنى الاتحاد الاشتراكى على كورنيش النيل وبينما حملة الاوسمة وطابور الجنازة الذى يضم قوة من طلبه الكلية العسكرية وجنود القوات المسلحة كما تشرك اتلقوات الجوية بسرب مقاتل يعلو الجنازة عند بدء مسيرتها .. وعند بدء تحرك الجنازة أطلق مدفع السلام الموجود بجوار مبنى مجلس قيادة الثورة 21 طلقة , وتطلق مدفعية السلام الموجودة فى القلعة 101 طلقة وتطلق مدفعية السلام للاسطول البحرى فى الاسكندرية 101 طلقة , وتطلق مدفعية السلام فى باقى المحافظات 21 طلقة ويتم الاطلاق بفاصل 90 ثانية بين كل طلقة واخرى اما الجنازة الشعبية فتقرر ان تكون المنطقة بين مجلس قيادة الثورة حتى مبنى الاتحاد الاشتراكى ويدخل فيها ميدان سعد زغلول وكوبرى التحرير ومنطقة الكورنيش منطقة مقفلة يمنع دخول أى شخص داخلها بدون تصريح حتى يمكن للجنازة فى شكلها الرسمى أن تجتاز طريقها وعند مبنى الاتحاد الاشتراكى يدعى الرؤساء الضيوف للدخول فى المبنى , لتبدأ الجنازة الشعبية بالسير بالخطوة المعتادة فتتجه يمينا الى ميدان الشهيد عبد المنعم رياض , الى شارع رمسيس مجتازة ميدان المحطة فميدان غمره فميدان العباسية , الى شارع 23 يوليو ( الخليفة المأمون ) عند جامع عبد الناصر فى كوبر القبة .