أصدرت مؤسسة "بورسن مارستلير" المعنية بدراسات الأديان والعقائد بنيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية دراسة مشبوهة أكدت فيها أن عدد الملحدين فى مصر قفز فجأة بعد الثورة إلى 3% بما يعادل حوالى 2 مليون مصرى .. وليست هذه هى المرة الأولى التى تبالغ فيها بعض المؤسسات البحثية العالمية فى ابتكار أرقام من وحى الخيال لوصف الأوضاع فى مصر بعد الثورة دون الاستناد لمؤشرات علمية خاصة أنها تتصدى وضع قيم رقمية تتصل بظواهر شديدة النسبية.. حيث كشفت الدراسة المنسوبة لهذه المؤسسة أن نسبة الإلحاد فى ازدياد مستمر فى مجتمع ما بعد ثورة يناير والسبب أنه فى الماضى كان الملحدون يخافون من البطش ويخافون على مظهرهم الاجتماعى ومكانتهم وسط الناس لكن الثورة أتاحت قدر كبير من الحريات مما دفع الملحدون للظهور علانية.. ونشرت الدراسة المذكورة الت تناقلتها بعض المواقع الإلكترونية أسبابا تبدو هزيلة وغير مقنعة لشيوع الإلحاد فى مصر من أهمها مثلا التقارب المصرى الروسى حيث يكثر نسبة الملحدين فى روسيا الشيوعية والتى ساهمت فى نشر الإلحاد فى الهند حيث ساعدت فى إنشاء جمعية النشر الإلحادية بالهند، وهى حديثة التكوين وتركز نشاطها فى المناطق الإسلامية، ويرأسها جوزيف إيدا مارك، وهو عضو باللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وقد نال جائزة الإلحاد العالمية عام 1978 ، ويعتبر أول من نالها فى آسيا. وقد ذكرت المؤسسة المذكورة أنه قبل الثورة كانت نسبة من يشكون في القيم العقائدية صفراً بالمئة، بينما بعد الثورة وصلت نسبة من يشكون دينهم 37 بالمئة، حتى وصل عدد الملحدين في مصر لثلاثة بالمئة، بما يقدر بحوالي مليوني ملحد. وذلك وفقا لاستطلاع أجرته جامعة «إيسترن ميتشيجان» الأمريكية. ومن الجدير بالذكر أن مصر كانت قد تصدرت قائمة الدول الأكثر تدينا في العالم بنسبة 100 بالمئة وفقا لاستطلاع معهد جالوب الشهير، بينما في استطلاع آخر لنفس المعهد العام 2012 انخفضت نسبة التدين حيث وصلت إلى 77بالمائة. هذا وقد تعددت الصفحات على موقع التواصل الاجتماعى والتى تعبر عن الملحدين الذين وجدوا فى مناخ ما بعد الثورة مساحة من الحرية للخروج بشخصيتهم وهى تلك الصفحات التى باتت تواجه حربا ضروس من نشطاء سعوا لمقاومة هذه الظاهرة فقد نشأت صفحة على الفيس بوك بعنوان "معا لإغلاق صفحة أنا ملحد وأفتخر".