قال الدكتور ماهر صموئيل، استشارى الطب النفسى بجامعة القاهرة: إن هناك موجة عاتية من الإلحاد قد تجتاح مصر خلال الفترة القادمة، بسبب تغيرات ما بعد الثورة، وأوضح أن أعداد الملحدين فى مصر وصل إلى 3%، أى نحو مليونى شخص. وأوضح صموئيل، خلال ندوة نظمها مجلس كنائس مصر بالمركز الثقافى بالكاتدرائية، بعنوان "المتغيرات الفكرية والنفسية لدى الشباب بعد الثورة ومسئولية الكنيسة"، أن الجميع يحاولون العبور من منعطف حاد لم تمر به مصر من قبل، ولا بد من حماية الشباب من الإلحاد، لهذا تحتاج الكنيسة إلى تطوير أسلوبها الروحى والتدريسى، للحفاظ على شبابها. وأضاف: إن هناك تحولات فكرية، منها الشك فى المسلَّمات، وظهور شهوة جديدة للبحث عن الحق، بدأت فى السيطرة على العقل العربى، وبالأخص فى البلدان التى شهدت ثورات، من بينها مصر. وتابع: "بعض استطلاعات الرأى أجرتها مراكز دراسات عالمية، أشارت إلى التغيرات التى يعيشها الشباب العربى هذه الأيام، حيث كشفت مؤسسة «بورسن مارستلير» بنيويورك أنه قبل الثورة كانت نسبة من يشكون فى القيم العقائدية 0 %، بينما بعد الثورة وصلت نسبتهم 37. %". وكشف صموئيل أن عدد الملحدين فى مصر وصل إلى 3%، أى نحو مليونى ملحد، وفقًا لاستطلاع أجرته جامعة "إيسترن ميتشيجان" الأمريكية، مضيفًا: إن مصر تصدرت الدول الأكثر تدينًا فى العالم فى 2009 بنسبة 100%، وفقًا لاستطلاع معهد جالوب، بينما فى استطلاع آخر لنفس المعهد فى 2012 وصلت نسبة التدين فى مصر إلى 77%، موضحًا - استنادًا للدراسات- أن الثورة كسرت حاجز الخوف لدى الشباب الذى بدأ يرفض الطائفية والانتماءات الضيقة، ويبحث عن خبرة دينية جماهيرية عاطفية جمعية. ودعا "صموئيل" جميع الطوائف المسيحية ومجلس كنائس مصر إلى العمل على إنقاذ الشباب من موجة الإلحاد القادمة، ولا بد من الاستعداد بخطاب للرد على التساؤلات الإلحادية وشك الشباب فى العقائديات. جدير بالذكر أن هذه الندوة هى الأولى التى ينظمها مجلس كنائس مصر منذ تأسيسه فى منتصف فبراير الماضى، وأدارها القمص "بيشوى حلمى"، أمين عام المجلس، بمشاركة عدد من الكنائس.