يعود الاعلامي، باسم يوسف، لمواصلة تقديم برنامجه "البرنامج" الذي يعرض على شاشة قناة "سي بي سي" يوم الجمعة المقبلة بعد توقف دام أكثر من 3 شهور. لم يعد يوسف الجمهور بالضحك في موسم البرنامج الجديد الذي سينطلق في الخامس عشر من اكتوبر بعد توقف أكثر من 3 شهور نظرًا للإجازة التي حصل عليها فريق العمل خلال شهر رمضان ووفاة والدة باسم السيدة نادية. وسيسجّل باسم الحلقة مساء الأربعاء لتكون جاهزة للعرض مساء الجمعة كما هو مقرّر، واعترف في مقاله الأسبوعي في " الشروق " بأن الامور اصبحت الآن اصعب بكثير والتحدي بات صعبًا ليس لأن المادة الخام الصّادرة من المحطات الدينية أو الرئيس المعزول تضاءلت، ولكن لتغير المزاج العام، مشيرًا إلى أن محبي السيسي يستخدمون نفس المصطلحات التي يستخدمها محبو مرسي. وأكد يوسف أن محبي الفريق السيسي لن يطيقوا كلمة عنه، ودفاعهم عن الحرية والديمقراطية سيتوقف في اللحظة التي تزعجهم فيها النكتة نفسها التي كانوا يصفقون لها وكانت موجّهة للأخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن برامج السخرية السياسية هي مرآة المجتمع فإذا كان ما يحدث في البلد دمه خفيف فستكون كذلك. وقال باسم في مقاله " يقابلنى أنصار السيسى ويبادرون بضربة استباقية فيحذرون: «اوعى تتكلم على السيسى» مع أنهم نفس الناس الذين كانوا ينتظرون البرنامج ليتكلم عن مرسى بل كانوا يقابلوننى بعد الحلقات، ويقولون: بس أنت كنت حنين عليه، وكأن السخرية تعنى أن أسب المرء بأهله و«أعلم عليه» حتى يرضوا ، حين أواجههم بذلك يكررون نفس كلام الإخوان من قبل من أنه «ما يصحش، أو أن مرسى يستاهل أو أن مش وقته أو منظرنا قدام العالم» ، الحقيقة أنه لا يوجد تسامح لا من ناحية الإخوان ولا من ناحية من يطلقون على أنفسهم ليبراليين، فالكل يبحث عن فرعون على مقاسه " . وأضاف : المثير للاهتمام أنه بعد أسابيع من التقريع والشماتة لأن البرنامج «اتمنع خلاص» وبعد أن أعلنا عن عودة البرنامج وأسباب التوقف تغيرت النغمة ل«نتحداك أن تنتقد السيسى وعدلى منصور» وإذا فعلنا ذلك سيقولون إن ذلك ليس كافيا، أو إنها تمثيلية أو يطالبون بأن «اعمل فيه زى ما عملت فى مرسى» طب يعملوا زى مرسى وأنا تحت أمركم! لذلك إن كنت إسلاميا أو ليبراليا، محبا للعسكر أو الإخوان لا تقنع نفسك انك موضوعى أو حيادى، أنت متحيز ومتحامل مثلما تصف هذا المذيع أو هذه القناة. يستخدم محبو السيسى نفس المصطلحات التى كان يستخدمها محبو مرسى. هم لن يطيقوا كلمة عن السيسى، ودفاعهم عن الحرية والديمقراطية سيتوقف فى اللحظة التى تزعجهم نفس النكتة، التى كانوا يصفقون لها من قبل الإخوان لن يكفيهم أى نوع من الانتقاد أو السخرية إلا ما يريدونه هم، وسيعايرون من لم يقف معهم وينصفهم مع أنهم يطلبون ذلك ممن علقوا له صورا ترسم مشنقة حول عنقه، وأطلقوا عليه سلاح التكفير وطالب شيوخهم وقياداتهم علنا بإيقاف البرنامج، وذهبت بسببهم إلى النائب العام الذى ربما سأراه قريبا ولكن على يد ناس آخرين يحبون الحرية «زى عيونهم» أو على حسب المزاج. أعترف أن الأمور الآن أصعب بكثير ليس لمجرد أن المادة الخام الآتية من القنوات الدينية أو من مرسى قد تضاءلت ولكن لأن المزاج العام أصبح مختلفا. كيف نخرج ببرنامج ساخر وكوميدى وحديث الدم هو حديث الصباح والمساء؟ كيف نجعل الناس يضحكون وحياتهم اليومية مليئة بأحاديث عن الإرهاب والخوف والقتل؟ حين يعيش الناس فى حالة من الرعب والخوف والغضب والكراهية لا أحد يريد أن يستمع لصوت العقل فما بالك بالسخرية؟ وقد علق الخبير الإعلامى الدكتور صفوت العالم في تصريحات صحفية بأن التنبؤ بما سوف يقدمه باسم فى حلقات العودة هو «رجم بالغيب»، وإن كان يقول إن باسم فى موقف حرج نوعا ما، ويضيف: لولا التناقض والازدواجية فى الأفعال فى السلوكيات والأفعال الخاصة لسياسيين وإعلاميين ومشايخ القنوات الدينية ما كان لباسم يوسف أن ينتزع الضحكات من المشاهدين، فهو لم يكن يفعل شيئا وانما هم الذين كانوا يفعلون كل شىء، وهو كان يستند لمشاهدة ومتابعة دقيقة للسياسيين سواء كانوا إخوانا أو غير إخوان لأنه كان يتناول غيرهم أحيانا. ويضيف العالم: أنا كمواطن عادى كنت أجد فى هذه التصرفات تناقضا بالفعل، ولكن الآن أبطال المشهد الذين كانوا يمدونه بما يقدمه اختفوا، ولذلك هو فى حاجة الى أن ينشط بعيدا عن الجدل السياسى وربما يعود الى السخرية العامة مثل تناقضات ما تم تناوله مع منتخب كرة القدم المصرى مثلا أو تناقضات القيادات الجامعية مع طلابهم مثلا لكن هو فى مأزق ففى الفترة الماضية كان لديه ثراء من الازدواجية تجعله يقدم حلقات تنتزع البسمات والضحكات.