اليوم ، الأربعاء، وخلال ساعة واحدة فقط توفي شخص فى محافظة أسيوط واصيب 12 آخرين ، بسبب 3 حوادث طرق مختلفة ، وفي القليوبية وقع حادث سير أمام قرية كفر شبين بين سيارة خاصة ودراجة نارية ما أسفر عن مصرع شخصين واصابة اثنين آخرين، وفي العريش أصيب 3 أشخاص، أحدهم بريطاني من أصل فلسطيني، في حادث تصادم بين سيارة وشاحنة على الطريق الدولي الساحلي " القنطرة – العريش" .. الحوادث السابقة أصبحت " عادية " في مصر ومتكررة وليست مجرد " ظاهرة عارضة " .. وقد أكد الدكتور عصام شرف - وزير النقل الأسبق- أن نحو 12 ألف مواطن يلقون مصرعهم في مصر سنويًا بسبب حوادث الطرق، بينما يصل الفاقد الاقتصادي لها إلي 15 مليار جنيه، وهي نسبة عالية جدًا- علي حد قوله- مشيرًا إلي أن المجهود الذي يبذله في مواجهة تقليل هذه النسبة لا يتناسب مع حجم مصر، وأضاف علي هامش المحاضرة التي ألقاها بنقابة الصحفيين أنه يوجد 3.1 مليون مواطن يلقون مصرعهم في العالم بسبب حوادث الطرق و5 ملايين يصابون بعاهات مستديمة و45 مليونًا يصابون بإصابات خفيفة، وأكد شرف أن حوادث الطرق تعتبر السبب الأول للوفاة في الدول النامية .. ومن بينها مصر والتي لا يكاد يمر يوم فيها بدون أن تقع كارثة طريق يسقط فيها عشرات الضحايا نتيجة لعشوائية المرور، فلا الطرق سليمة ممهدة ولا يوجد إلتزام بقواعد وآداب المرور . وتأتى سيارات المقطورة التى تجوب البلاد ولا يلتزم سائقوها بأية قواعد للمرور فى مقدمة أسباب الحوادث في مصر حسب الدارسات المرورية .. فضلا عن تعاطى معظم سائقيها للمخدرات مما يفقدهم السيطرة على سياراتهم في أثناء سيرها وتكون النتيجة كوارث يومية تدمى القلوب ويسقط فيها العشرات ضحايا الإهمال والإستهتار، مما دعا الرئيس مبارك للتأكيد على تحديد فترة لتحويل المقطورات إلى " تريللات " للحد من نزيف الأسفلت .. فضلا عن تمهيد الطرق والحد من استهتار السائقين وأخذ المخطىء منهم بأشد العقاب، وحتى يسير المواطن المصرى على طرق آمنة ولا يواجه يوميا بكارثة يسقط فيها العشرات من الضحايا بلا ذنب . كما لا يمكن تجاهل اسباب أخري للحوادث منها الكباري ذات الأسوار المائلة والفواصل أشبه بالمطبات والأعمده المسروقة والحفر والنتوئات.. والنتيجة كما يقول الاستشاري المعروف ممدوح حمزة هي أن أعلى نسبة حوادث فى العالم تحدث على الكبارى المصرية، حيث بلغت نسبة وفيات حوادث طرق الكبارى ل 7 آلاف قتيل فى العام. وقد قدرت احصائيات ادارة بحوث وحدات المرور بوزارة الداخلية عدد حوادث الطرق بحوالي 22 ألفًا و930 حادث طريق نتتج عنها اصابة 35 الف شخص حسب احصائية 2009 ، في حين صرح الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية خلال مناقشة حوادث الطرق وضحاياها بمجلس الشعب عدد حوادث الطرق عام 2009 بحوالي 100 ألف حادث – بحسب الإحصائيات الرسمية على حد ذكره – وانها خلقت 170 ألف جريح، وفي الوقت نفسه أيضا ذكرت منظمة الصحة العالمية ان نسبة حوادث الطرق في مصر إرتفعت بنسبة 10% بسبب زيادة عدد السيارات إلى حوالي ستة ملايين سيارة ، وكل ذلك في الوقت الذى ضاقت فيه الطرق السريعة "الزراعية" في جميع أنحاء الجمهورية بعدد السيارات المتزايدة يوميا، وبالتالي فإن السرعة المقررة في هذه الحالة تنخفض تدريجيا على هذه الطرق، لكن لا أحد يلتزم بهذا، فمثلا طريق "القاهرة – الإسكندرية الرزاعي" في بعض المناطق تصل فيها السرعة المقررة إلى 60 كيلومتر في الساعة وهذا طبعا لا يحدث ولا يلتزم به أحد، وفي باقي الطريق وبطوله من البداية للنهاية السرعة المقررة فيه 90 كيلومتراً في الساعة ، وأيضا لا يلتزم احد بهذه السرعة، بالإضافة إلى ذلك إلتواءات الطرق في بعض المناطق أو ضيق الطريق فجاة وهذه عيوب موجودة لأسباب خارجة عن الإرادة مثل الترع او الكتلة العمرانية، وهذا يؤدي إلى وقوع حوادث طرق، أو إنقطاع الإنارة في بعض الطرق لعطل ما.