في الوقت الذي يتألم فيه مرضى السرطان تجد أولياء أمورهم يمرون بعذاب أشد حينما يرون أبنائهم في صراع مؤلم مع المرض اللعين.. فمن داخل أكبر مستشفيات علاج السرطان في مصر وهما مستشفى 57357 ومستشفى أبو الريش التقينا بالعديد من الحالات ليقصوا علينا تفاصيل رحلة العلاج... تقول أم عبد العزيز-ربة منزل-: أصيب أبني فجأة ودون أي مقدمات بورم على المخ أثر على حواسه الخمس، وفي البداية لم أكن أعلم ما هي طبيعة مرضه، فذهبت به في البداية إلى مستشفى أبو الريش حيث قام بإجراء عمليتين بها فكانت حالته صعبة جدا ودخل لغرفة العمليات فورا ولكن المعاملة كانت صعبة جدا بعد العملية فحينما دخل لغرفة العناية المركزة أي ممرض يقوم بعمل أي شئ لابد من أن يأخذ فلوس مقابل ذلك ولا يوجد اهتمام بالأطفال كما أن كل شئ لديهم بالدور حتى لمجرد سؤال الدكتور عن أي شئ برغم أن أبني كان يموت بين يدي في ظل زحام شديد من المرضى، ومع افتتاح مستشفى 57357 جئت لأنقله بها فوجدت المعاملة مختلفة تماما فطوال فترة العلاج لم أدفع جنيه واحد سواء في عمليات أو علاج أو إشاعات بل بالعكس هم الذين كانوا يعطوا لي المال بمجرد أن يعرفوا أني في حاجة إلى المساعدة، وهذا العام هو الثالث لي في هذه التجربة ولكن الحمد لله أبني تعافى ولكنه مازال في مرحلة المتابعة الدورية للاطمئنان بأن المرض لم يأتي مرة أخرى. ويضيف الحسيني جمعة- سائق- قائلا: ابنتي "حبيبة" لديها 3 سنوات ومنذ ثلاثة شهور بدأنا نلاحظ ظهور بقع زرقاء على جسدها فتختفي من مكان تظهر في آخر حتى ذهبنا للدكتور وقمنا بعمل تحليلات فاكتشفنا أنها مصابة بسرطان في الدم بنسبة 86 % فتم حجزها بمستشفى الجامعة في طنطا ولكن الرعاية هناك سيئة جدا فالمكان غير نظيف والعناية المركزة غير نظيفة فتجد أهالي المرضى يأتون ببوتاجازات ليطبخوا هناك والممرضات تشخط في المرافقين، حتى سمعت عن مستشفى 57357 فجئت بابنتي إليها فجدنا الوضع مختلف تماما، فهي تحصل الآن على جرعات الكيماوي والآن حالتها في تحسن وهو ما أثبتته التحاليل. أم محمد عامر تقول: أبني مريض منذ 3 سنوات بورم في الغدد الليمفاوية فحجز بمستشفى أبو الريش لمدة شهر ولكنهم لم يستطيعوا تحديد الحالة فالأوضاع هناك سيئة جدا والإهمال في كل شئ، فممكن الحالة تموت قبل أن تأخذ دورها أو يهتم بها أحد، فأبني كانت ترتفع درجة حرارته ل 40 درجة ويقولوا لي انتظري شهر وطوال الوقت مصاريف على التحاليل حتى قام أحد الدكاترة هناك بتحويلنا على مستشفى 57357 والصراحة وجدنا فارق كبير جدا في المعاملة فكلهم هنا ملائكة بداية من الدكتور وحتى عامل النظافة فبرغم أن أبني لم يدخل المدرسة ومعنى هذا أنه ليس لديه تأمين صحي إلا أنهم مجرد أن وجدوا أننا ناس بسطاء فتكفلوا بكل المصاريف وهو الآن شفي من المرض وفي مرحلة متابعة منذ شهر كامل. ويشير صالح عبد الله إلى أن ابنته "حليمة" كان لديها ورم بمنطقة الرقبة منذ 5 شهور قائلا: نحن من الوادي الجديد بالواحات ولا يوجد لدينا مستشفيات لهذه الحالات فكشفت عليها بمستشفى بأسيوط وكانت نتيجة التحليل سرطان في الدم، فأتيت على مستشفى 57357 فورا ووجدت المعاملة لا مثيل لها فأحيانا أسافر للقاهرة كل أسبوع وأحيانا يتم حجزها لمدة طويلة حيث أنها حصلت على 80 جرعة كيماوي ولكنها تتلقى دراستها واجتازت الامتحانات بالمستشفى ونجحت وانتقلت للمرحلة الإعدادية ولذلك فهنا الرعاية كاملة ولا يجعلوا الطفل في حاجة لأي شئ. أما حسن عبد العزيز فيقول: أبني حسام لديه ورم على المخ فذهبت لمستشفى 57357 وهناك رحبوا بنا ولكنهم قالوا لنا أنه لا يوجد مكان، وقالوا لنا أن نذهب لمستشفى أبو الريش وهناك طلبوا مني أوراق تم إنجازها في 8 أيام، فقام أبني بإجراء عملية داخل عنبر به 10 حالات، ومن المفروض أن يحصل الآن على علاج إشعاعي ولا أعرف ماذا أفعل فاستخلصت أوراقي بصعوبة من التأمين الصحي ولكن تاريخ الورق سينتهي دون أن يحصل عليه لأن مستشفى أبو الريش لا يوجد بها هذا النوع من العلاج بينما موجود بالقصر العيني وهماك يقولوا لي "فوت علينا بعدين" فممكن المرض يعود له مرة أخرى بسبب عدم حصوله على العلاج لأنه لا يوجد جلسات إشعاع في أبو الريش فلا يوجد سوى في القصر العيني ومستشفى 57357 التي وجدت من تجربتي أن الدخول فيها بالواسطة وليست للناس الغلابة كما أنها بعد أن وعدت حالتين بأن يأتوا في مرحلة المتابعة بعد إجراء الجراحة في أبو الريش رفضت استلامهم فماتوا على الرصيف بعد أن باتوا عليه لمدة 48 ساعة فلا أعلم ماذا أفعل!